أقصر السور في القرآن الكريم
أقصر سورة في القرآن الكريم هي سورة الكوثر، التي أُنزلت على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بواسطة الوحي من جبريل -عليه السلام- في مكة المكرمة. تتكون هذه السورة من ثلاث آيات، وبدون جدال، تحتوي على عشر كلمات واثنين وأربعين حرفًا.
تحمل سورة الكوثر الرقم 108 بين سور القرآن، حيث تأتي بعد سورة الماعون وقبل سورة الكافرون، وتُعتبر السورة الخامسة عشر من حيث النزول وفقًا للرأي الذي يفضل تصنيفها كمكية.
ما إذا كانت سورة الكوثر مكية أم مدنية
تتباين الآراء بشأن ما إذا كانت سورة الكوثر مكية أم مدنية. حيث يُعتبرها الجمهور مكية لنزولها في مكة المكرمة، بينما يراها الحسن وعكرمة ومجاهد وقتادة على أنها مدنية. تُعد هذه السورة من السور المحكمات، إذ لا تحتوي على آيات ناسخة أو منسوخة، بل جاءت بأحكام ثابتة، وذلك لتقديم المواساة للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
سبب تسمية سورة الكوثر
تعود تسمية سورة الكوثر إلى نهر الكوثر الذي أكرم الله -تعالى- به نبيه محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-. يُشار إلى أن هذا النهر، الذي من يشرب منه لا يظمأ أبدًا يوم القيامة، هو أحد أنهار الجنة. وقد قال عبد الله بن عمر: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الكَوْثَرُ نهرٌ في الجنةِ حافَتَاهُ من ذهبٍ ومَجْرَاهُ على الدُّرِّ والياقوتِ تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ من المِسْكِ وماؤُهُ أَحْلَى من العَسَلِ وأَبْيَضُ من الثَّلْجِ).
في الآيات، يأمر الله -تعالى- بالصلاة التي تعدّ حلاوة الإيمان والتقرب إليه عبر النحر، وفي نهاية الآيات يبشر الله -عز وجل- نبيه محمد بأن أعداءه سيخزى ذكرهم ويُعتبرون هم الأبتر.
سورة الكوثر تُجسد مخاطبة مباشرة للنبي محمد -عليه السلام-، وتحتوي القرآن الكريم على العديد من الدروس والعبر التي أُرسلت للناس ليتبعوها، وقد جاءت سورة الكوثر كجزء من هذه التعاليم. يتألف نص السورة من ثلاث آيات: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ* إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).
فضل سورة الكوثر
تشير التقارير إلى أن من يقرأ سورة الكوثر سيسقى من كل نهر له في الجنة، لكن يجدر بالذكر أن هذه الرواية يعتبرها البعض موضوعه، ويجب علينا تجنب الكذب على رسول الله حتى لو كان بشأن فضل معين، بينما تظل سورة الكوثر لها مكانتها وفضلها مثل سائر سور القرآن، إذ إن القرآن الكريم عظيم وحسناته كثيرة.
الهدف من سورة الكوثر
تأتي سورة الكوثر لتقديم المواساة للنبي -صلى الله عليه وسلم- في ظل ما حدث من قريش بعد وفاة أبنائه، حيث حاولوا إضعافه وشماتته. وكان الرد من الله -سبحانه وتعالى- عندما قال في الآية الثالثة من السورة: (إن شانئك هو الأبتر). فوفاة أبناء الرسول لن تؤثر على ذكره بين الناس، بل مبغضوه هم من سينقطع ذكرهم في الأجيال القادمة، والله -سبحانه وتعالى- أعلم بما في الصدور.