أفضل أوقات الدعاء في يوم عرفة
تتجلى فضائل يوم عرفة خلال ساعات اليوم بالكامل، فهو يوم عظيم في نظر الله -تعالى-، وخاصة من بعد الزوال حتى غروب الشمس. لذا، يوصي العديد من العلماء بإغتنام هذه الفترة للدعاء. فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ اللهَ تَعَالَى يُباهِي ملائكتَه عشيةَ عرفةَ بأهلِ عرفةَ، يقولُ: انظروا إلى عبادي، أَتَوْنِي شُعْثاً غَبْراً”.
كما روى أسامة بن زيد -رضي الله عنه-: “كنتُ رديفَ النبي -صلى الله عليه وسلم- في عرفات، فرفعَ يديْهِ يدعو فمالت به ناقتُه، فسقطَ خطامُها فتناولَ الخطامَ بإحدى يديْهِ وهو رافعٌ يدَهُ الأخرى”، مما يدل على شدة حرصه -عليه الصلاة والسلام- على الدعاء في هذا اليوم المبارك.
فضائل يوم عرفة
يُعتبر يوم عرفة يومًا مشهودًا يحمل العديد من الفضائل، ومن أبرزها ما يلي:
- اليوم الذي أُكمل فيه الدين على المسلمين، وتمام نعمة الله -تعالى- عليهم. إذ نزلت هذه الآية على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب على جبل عرفات: “اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا”.
- يوم عيدٍ للمسلمين؛ حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يومُ عرفةَ ويومُ النحرِ وأيامُ التشريقِ عيدنا أهلَ الإسلامِ، وهي أيّامُ أكلٍ وشربٍ”.
- يوم عظيم يخصه الله -تعالى- بالقسم، وهو ما يدل على مكانته العالية، كما قال: “وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ”.
- صيام يوم عرفة يعد كفارة لذنوب سنتين؛ سنة ماضية وأخرى قادمة. حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “صيامُ يومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ على اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنةَ الَّتي بَعْدَهُ”.
- يوم تُغفر فيه الذنوب وتعم الرحمة، حيث أن الله -تعالى- يفتخر بعباده الذين يتوجهون إليه للملائكة. فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “ما مِن يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَوْمِ عَرَفَةَ”.
أعمال مشروعة في يوم عرفة
يمكن للمسلم غير الحاج أن يؤدي العديد من الأعمال والعبادات تقربًا إلى الله -تعالى- في يوم عرفة، ومن أبرز هذه الأعمال:
- الصيام؛ وقد تم ذكر فضائله سابقًا، حيث يكفر صغائر الذنوب عن العباد.
- كثرة الذكر والدعاء؛ وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بما يُقال في يوم عرفة بقوله: “خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أَنا والنبيُّونَ من قبلي: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ”.
- التكبير والتحميد والتهليل؛ حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “ما مِن أيَّامٍ أَعظَمَ عِندَ اللهِ، ولا أَحَبَّ إلَيهِ مِن العملِ فيهِنَّ مِن هذِه الأَيَّامِ العَشرِ؛ فأكثِرُوا فيهِنَّ مِنَ التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحميدِ”.