يعتبر علماء الفلك من أبرز الأفراد في مجال دراسة الظواهر الفلكية، حيث يركز كل منهم على موضوع أو سؤال معين يتعلق بعالمنا وما وراءه، سواء كان ذلك في علم الفلك النظري أو الرصدي من خلال تحليل البيانات. تتنوع اهتمامات علماء الفلك بشكل واضح لتشمل علم الفلك الشمسي، ودراسة الكواكب، بالإضافة إلى تطور النجوم ومنشأها، وتشكيل المجرات. من جهة أخرى، هناك مواضيع مختلفة ولكنها مرتبطة، مثل علم الكون الفيزيائي الذي يتناول الكون بشكل عام.
أبرز علماء الفلك
عبد الرحمن الصوفي
- وُلِد عبد الرحمن الصوفي في عام 903 ميلادي، وهو عالم فلك عربي قام بإعادة تقييم بيان النجوم الثابتة الذي وضعه بطليموس، وأعدَّ خريطة دقيقة للسماء والتي استمرت كنموذج يُحتذى به في الغرب لعدة قرون.
- كتب الصوفي عن مجموعة النجوم الجنوبية بناءً على تقارير البحارة العرب في أرخبيل الملايو، وتُعرف هذه المجموعة اليوم بسحابة ماجلان الكبرى.
- كان للصوفي تأثير كبير على الدراسات الفلكية العربية في عصره، حيث سُمّيت حلقة جبلية صغيرة على سطح القمر باسمه.
- يُعتبر الصوفي واحدًا من أعظم الباحثين في مجال الفلك من البلاد الإسلامية، حيث ألّف العديد من النصوص العربية المهمة المتعلقة بالنجوم.
- من بين أعماله الأهم هو الأطروحة الفلكية المعروفة باسم “كتاب صور الكواكب الثابتة”، التي ألفها في أواخر القرن الخامس عشر، حيث يقدم الكتاب جداول بأسماء مئات النجوم بالإضافة إلى وصف لنحو 48 مجموعة.
- كل وصف يتضمن رسومات توضيحية تُظهر كيفية ظهور الكوكبات في السماء وعلى الأجهزة الفلكية.
كلاوديوس بطليموس
- وُلِد بطليموس عام 100 ميلادي في مصر، وكان من أصل يوناني، وهو عالم بارز في الرياضيات والفلك والجغرافيا. بدأ نجاحه في الإسكندرية خلال القرن الثاني الميلادي، وبرزت كتاباته في العلوم الرومانية واليونانية.
- أسس بطليموس نموذج مركزية الأرض في الكون، المعروف الآن بالنظام البطلمي.
- ألف بطليموس كتاب “المجسطي”، الذي يعني “الأعظم”، وأطلق عليه أيضًا “المجموعة الرياضية”، حيث اعتقد أن موضوعات الكتاب يمكن تفسيرها من خلال المفاهيم الرياضية.
- تمحور الافتراض الرئيسي في الكتاب حول أن حركة الأجرام السماوية غير المنتظمة هي في الواقع مجموعة من الحركات الدائرية المنتظمة.
- ناقش بطليموس أيضًا فكرة أن الأرض كرة ثابتة في مركز كرة سماوية أكبر تدور حولها الكواكب والنجوم والشمس والقمر، مما يسبب ظواهر الشروق والغروب.
- حاول بطليموس أيضًا وضع علم التنجيم، ورغم عدم دقته، اعتقد أنه يصف التأثيرات المادية للسماوات على الحياة الأرضية.
غاليليو غاليلي
- وُلِد غاليليو غاليلي في إيطاليا عام 1564 ميلادي، وهو عالم في الفلسفة الطبيعية، الرياضيات، وعلم الفلك.
- قدّم غاليليو مساهمات هامة في علوم الحركة والفلك، حيث ساهم في تطوير مبدأ القصور الذاتي وغيّر مجرى دراسة الحركة من خلال قانون الأجسام الساقطة.
- أحدثت اكتشافاته مع التليسكوب ثورة في علم الفلك، حيث اكتشف البقع الشمسية، وكان من الأوائل الذين رأوا الحفر على القمر ودرسوا مراحل كوكب الزهرة.
- عُرف باكتشافه أقمار المشترى الأربعة، المعروفة بمصطلح أقمار غاليليو، في وقت كان الجميع يعتقدون أن الأجرام السماوية تدور حول الأرض.
- خالف غاليليو هذا الرأي، حيث كانت أبحاثه تواصل نظام كوبرنيكوس الشمسي الذي حدد أن الأرض والكواكب الأخرى تدور حول الشمس.
ستيفن هوكينج
- وُلِد ستيفن هوكينج في إنجلترا عام 1942، وهو عالم فيزياء نظرية، حيث اعتمدت نظرياته على دراسة الثقوب السوداء بالنظر إلى نظرية النسبية وميكانيكا الكم. يُعد هوكينج واحدًا من أشهر العلماء على مستوى العالم، إذ حققت كتبه مبيعات ضخمة وتناولت مواضيع الفضاء والزمن.
- كما عُرف بأنه باحث رائد في الفيزياء الرياضية، حيث كانت مدينة كامبريدج مركزه الرئيسي خلال مسيرته، وكان شخصية محبوبة يتنقل على كرسي متحرك في شوارع المدينة.
- عمل هوكينج في معهد علوم الفلك النظري وتقدم لشغل منصب مرموق في نهاية السبعينات، حيث كان أستاذًا لوكاسي للرياضيات، الذي شغله نيوتن في السابق.
- أثبت هوكينج أن الثقوب السوداء لا تستطيع حبس كل شيء، بل يمكن أن تنبعث منها جزيئات وإشعاعات تستمر حتى تتبخر.
- أصبحت هذه الإشعاعات تُعرف بإشعاع هوكينج، وقد نشر عددًا من الكتب التي نالت اهتمامًا كبيرًا لأنها تقدم مفاهيم معقدة بشكل واضح للجماهير، مثل كتابه “تاريخ موجز للزمن”، الذي تُرجم إلى 40 لغة وبيعت منه أكثر من عشرة ملايين نسخة.