الأعراض الجسدية لمتلازمة داون
يتميز الأطفال الرضع الذين يعانون من متلازمة داون، والمعروفة أيضاً باسم المغولية أو التثالث الصبغي 21، ببطء نموهم بالإضافة إلى ضعف عام في العضلات، مما ينعكس سلباً على صحتهم. يعاني هؤلاء الرضع من صعوبات في الرضاعة وتناول الطعام، وكذلك في الحفاظ على الرأس ثابتاً، إلا أن هذه التحديات تميل إلى التراجع مع مرور الوقت. من المهم أن نلاحظ أنه عند الولادة، يكون حجم هؤلاء الأطفال قريباً من حجم الأطفال العاديين تقريباً.
بشكل عام، يمتلك المصابون بمتلازمة داون ملامح جسدية مميزة، مع الإشارة إلى أن هذه الملامح قد لا تتواجد لدى جميع الأفراد. وتشمل الأعراض الجسدية التالية:
- قصر القامة.
- صغر حجم الرأس.
- ميل الجفون للأعلى، المعروف بالشقوق الجفنية (بالإنجليزية: Palpebral fissures).
- صغر حجم اليدين والساقين، بالإضافة إلى أصابع قصيرة نسبياً.
- شكل غير معتاد للأذنين أو حجم صغير.
- قصر عرض اليدين.
- ظهور نقاط بيضاء صغيرة على الجزء الملوّن من العين، تعرف بقع برشفيلد (بالإنجليزية: Brushfield Spots).
- مرونة مفرطة.
- وجه مسطح، خصوصاً عند حاجز الأنف.
- صغر حجم الخنصر مع انحناءه نحو الإبهام.
- مشاكل في الرؤية والسمع.
- ضعف الاستجابة للمحفزات.
- هدوء غير طبيعي للرضيع.
- صغر حجم الأنف.
- وجود طية واحدة أفقيّة في كف اليد بدلاً من ثلاث طيّات كما في الأفراد العاديين.
- رقبة قصيرة مع طيات جلدية إضافية خلفها.
- وجود مسافة واضحة بين أصبع القدم الكبير والأصبع المجاور.
- برز اللسان بشكل غير عادي.
- انحناء طرف الخنصر إلى الداخل.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- شكل الوجه بيضاوي.
- مسطح مؤخرة الرأس بشكل ملحوظ.
- في بعض الحالات، قد تكون هناك صعوبة في الإنجاب، كما هو الحال في النوع الفسيفسائي (بالإنجليزية: Mosaic Down Syndrome) حيث يحتوي بعضها على 46 كروموسوماً، بينما يحتوي البعض الآخر على 47 كروموسوماً، مما يُتيح للمصابين بهذا النوع القدرة على الإنجاب بشكل طبيعي.
الأعراض السلوكية والفكرية لمتلازمة داون
على الرغم من أن المصابين بمتلازمة داون يمتلكون ملامح جسدية تتشابه إلى حد كبير، إلا أن قدراتهم الفكرية قد تكون أقل من المعدل الطبيعي، حيث تتراوح هذه القدرات عادةً بين الخفيفة والمتوسطة. في حال كانت الإعاقة الفكرية خفيفة، تبقى القدرة على القيام بالأنشطة اليومية ممكنة: مثل القراءة والالتزام بالوظائف واستخدام وسائل النقل العامة. بينما يحتاج أصحاب المشاكل العقلية المتوسطة إلى مزيد من الدعم للقيام بنفس الأنشطة. ويمكن تلخيص المشكلات الإدراكية والسلوكية التي قد يواجهها المصابون بهذا الاضطراب على النحو التالي:
- بطء في التعلم.
- تأخر في النطق وتطوير مهارات اللغة، ولكن يمكن معالجة هذه المشكلة ليكتسب المصاب تعابير لغوية جديدة.
- تأخر في اكتساب المهارات الحركية الدقيقة، حيث يتمكن الطفل عادة من الجلوس في عمر 11 شهراً والزحف في عمر 17 شهراً والمشي عند بلوغه 26 شهراً.
- بطء في الحديث والكلام.
- صعوبة اتخاذ قرارات سليمة كإدارة الأمور المالية وتنظيم الحياة.
- تحديات في الفهم والاستيعاب.
- تراجع القدرة على الإدراك والتفكير خاصة بعد سن الخمسين.
- مشاكل في التواصل الاجتماعي خاصةً لدى من يعانون من التوحد.
- صعوبات في بعض الأنشطة اليومية مثل الذهاب إلى الحمام وارتداء الملابس، وحاجتهم إلى وقت إضافي لتعلم القراءة والكتابة.
- ظهور سلوكيات غير مرغوبة مثل العناد والاندفاع وتقلب المزاج.
- صعوبات في حل المشكلات.
- تحديات في فهم تسلسل الأحداث.
- ضعف في الذاكرة بكلا نوعيها: القصيرة والبعيدة.
- ضعف التركيز ومشاكل في تشتت الانتباه.
من الجميل أن نلاحظ أن أصحاب متلازمة داون يمتلكون القدرة على اكتساب مهارات جديدة طوال حياتهم، حيث يتطلب تحقيق الأهداف المهمة مثل المشي والتحدث وتطوير المهارات الاجتماعية وقتاً إضافياً. يتمتع الأطفال المصابون بهذه المتلازمة بمهارات اجتماعية مميزة تُتيح لهم التواصل مع الآخرين بطرق غير لفظية، حيث يعتمدون على الوسائل المرئية التي تمكنهم من التفاعل بشكل صحيح مع المعلومات المعروضة بالصور والوسائط التوضيحية، وغالباً ما يتعلم هؤلاء الأطفال قراءة الكلمات بمعدل يفوق توقعات آبائهم ومعلميهم.
إمكانات وقدرات المصابين بمتلازمة داون
على الرغم من التحديات التي قد تؤثر على نمو وتطور الأفراد المصابين بمتلازمة داون، إلا أنهم يمتلكون إمكانيات وقدرات متنوعة تسهم بشكل كبير في تشكيل شخصياتهم ونظرة المجتمع لهم. فليسوا مجرد أشخاص ذوي كروموسوم إضافي، بل كل منهم يمتلك مهارات تُتيح لهم الحياة بشكل مستقل ومُشرف عند توافر الدعم المناسب. يُمكن للأطفال المصابين بمتلازمة داون الالتحاق بالحضانات، ورياض الأطفال، والمدارس الابتدائية والثانوية كأقرانهم، بينما يُشارك البالغون في برامج تدريب مهني بعد التخرج مما يهيئ لهم فرص العمل والانخراط في المجتمع، ليصبحوا أفراداً مُنتجين يسهمون في تنمية مجتمعاتهم.
حالات تستدعي زيارة طبيب
قد يقوم الطبيب بإجراء فحوصات معينة خلال فترة الحمل للكشف عن احتمالية إصابة الجنين بمتلازمة داون، وذلك بناءً على عوامل الخطر الخاصة بالأم وبحسب تقييم الطبيب. في حالة ظهور نتائج الفحوصات التي تشير إلى احتمال الإصابة، يتم التواصل مع الأخصائي لإجراء فحص تشخيصي دقيق. تُعتبر فترة الحمل المرحلة الحرجة لتشخيص هذه المتلازمة، بينما تبدأ الأعراض بالظهور بعد الولادة بفترة قصيرة. يتطلب الأمر متابعة الرضع والأطفال المصابين بمتلازمة داون باستمرار عند طبيب مختص، حيث يتولى الطبيب مراقبة صحتهم وأعراضهم المصاحبة للمتلازمة وترتيب مواعيد سنوية لمراجعة حالاتهم وما قد يطرأ عليها من تغيرات، مع تنظيم هذه العملية بالتنسيق مع مجموعة من العيادات المتخصصة في مجال الرعاية الصحية.