أبو الطب: أبقراط
يُعتبر أبقراط، الطبيب اليوناني الشهير، واحداً من أعظم الأطباء في التاريخ. وُلِد بين عامي 460 و377 قبل الميلاد. رغم قلة المعلومات المتوفرة عنه، إلا أن تأثيره عميق ودائم في عالم الطب. كان أبقراط يؤمن بأن كل حالة مرضية تحتاج إلى تفسير علمي، مخالفًا السائد في عصره، حيث كانت تُعزى الأمراض إلى قوى خارقة أو تدخل إلهي. أدت إسهاماته العلمية إلى إمكانية تشخيص العديد من الحالات المرضية وتقديم علاجات مبنية على الغذاء والنظافة والنوم. كان يسعى دائمًا لتغيير المفاهيم التقليدية، مما جعله يتنقّل بين مختلف مدن اليونان لنشر معرفته بين طلاب الطب.
المؤلفات الطبية لأبقراط
يُنسب إلى أبقراط ما يقارب ستين مؤلفًا في مجالات الطب. ورغم ذلك، من الصعب تحديد ما إذا كان قد كتب جميع هذه المؤلفات بنفسه أم أن بعضًا منها كُتبت في عصور لاحقة واستُندت إليه. يُعتَقَد أن هذه الكتابات تم تجميعها في مكتبة الإسكندرية، وتضم كتبًا هامة مثل “طبيعة الإنسان”، و”الأوبئة”، و”الماء والهواء”، و”الأهوية والمياه والبلدان”، و”المرض المقدس”.
قسم أبقراط
عرف قسم أبقراط بأنه الواجب على الأطباء الالتزام به قبل الالتحاق بممارسة مهنة الطب. ومع أنه يُنسب إليه، لا يُعرف ما إذا كان هو من صاغه بنفسه. يحتوي القسم على مجموعة من القواعد التي قد تُعتبر غريبة في زمننا الحالي، مثل الدعوة إلى تقديم التعليم الطبي بشكل مجاني، وعدم الاعتماد على الجراحة إلا في حالات الضرورة، وتشجيع الطلاب على احترام مدرسيهم مثل آبائهم. من الجدير بالذكر أن العديد من طلاب الطب المعاصرين يتبعون نسخة حديثة من القسم، التي تم تعديلها بواسطة الدكتور لويس لاساغنا، أستاذ الطب في جامعة جونز هوبكنز، في عام 1964.
نظرية الأخلاط الأربعة
يُنسب إلى أبقراط تطوير نظرية الأخلاط الأربعة، التي تلعب دورًا في تحديد المزاج، الصحة الجسدية والعقلية، وسلوكيات الأفراد. هذه الأخلاط تشمل: الصفراء، السوداء، الدم، والبلغم. يرتبط كل خليط من هذه الأخلاط بعنصر من عناصر الطبيعة: الأرض، الماء، الهواء، والنار، كما تُعزى إلى بعض أعضاء الجسم، ومراحل الحياة المختلفة؛ مثل الطفولة، والمراهقة، والنضوج، والشيخوخة. بالإضافة إلى ذلك، ترتبط هذه الأخلاط بأنواع المناخات الأربعة: البارد، الحار، الرطب، والجاف.