تُعتبر الغازات الدفيئة من العوامل الرئيسية وراء تغير المناخ وظهور ظاهرة الاحترار العالمي. فهي تؤدي إلى العديد من الأضرار البيئية التي قد تؤثر علينا دون أن ندرك ذلك.
ما هي الغازات الدفيئة؟
قبل استعراض تأثيرات الغازات الدفيئة على الغلاف الجوي للأرض، سنتناول مفهوم هذه الغازات:
- تتكون الغازات الدفيئة من مجموعة من الغازات التي توجد بشكل طبيعي في الغلاف الجوي للأرض، لكنها قد تُنتج أيضاً نتيجة للأنشطة البشرية.
- يسهم تراكم هذه الغازات في الغلاف الجوي وزيادة تركيزها في خلق ظاهرة الاحترار العالمي من خلال تأثير البيت الزجاجي.
- تشمل أمثلة هذه الغازات؛ غاز ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان، وغاز الأوزون، والغازات ذات التأثير الحارق، وبخار الماء.
- ظهرت الثورة الصناعية في أواخر القرن السابع عشر، مما أدى إلى زيادة ممارسات الأنشطة البشرية، وبالتالي ارتفعت نسب هذه الغازات في الغلاف الجوي بصورة غير مسبوقة.
- بين عامي 1970 و2004، ارتفعت انبعاثات بعض القطاعات بنسبة 70%، مما أدى إلى تحول الغازات الدفيئة من عناصر ضرورية للحياة إلى تهديد يدق ناقوس الخطر للحياة البشرية.
التأثيرات الناتجة عن الغازات الدفيئة على الغلاف الجوي للأرض
- تُعتبر الغازات الدفيئة المسؤولة عن ظاهرة الاحترار العالمي والتغيرات المناخية. تدخِل أشعة الشمس، التي تُشكل مجموعة من الفوتونات، إلى كوكب الأرض عبر الإشعاع.
- عند دخول هذه الأشعة إلى الغلاف الجوي، تصطدم بالغازات الدفيئة، مما يؤدي إلى امتصاص قسم كبير من طاقة الفوتونات، ثم نقلها إلى الجزيئات المجاورة.
- تسهم هذه الديناميكية في ارتفاع حرارة الغلاف الجوي، الذي يرسل جزءًا من هذه الحرارة إلى اليابسة والمحيطات، مما يزيد من درجة حرارتها.
- تمتص اليابسة والمياه بعض هذه الطاقة، قبل أن تعكس الجزء المتبقي. لكن عند وجود تركيز عالٍ من الغازات الدفيئة، يُمكن أن يتم امتصاص وتخزين هذه الطاقة، كما يحدث في البيت الزجاجي.
- نتيجة لذلك، ترتفع درجة حرارة الأرض على المدى الطويل، ما يُعرف ظاهرة الاحترار العالمي.
- كما يؤثر ارتفاع مستوي الغازات الدفيئة على المناخ بشكل كبير، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض وتغير الأنماط المطرية.
- تشمل الآثار السلبية المهمة؛ ذوبان ثلوج الأقطاب، وذوبان الأنهار الجليدية، وأنقراض العديد من الحيوانات، وهجرة بعض الأنواع عن موطنها الأصلي.
- يؤدي ارتفاع مستوى البحر إلى غمر العديد من المناطق الساحلية، مما يسبب نزوح السكان.
- إضافةً إلى ذلك، قد يؤدي التركيز الزائد لهذه الغازات إلى نقص في إمدادات الغذاء نتيجة الصعوبات الملحوظة في إنتاج المحاصيل التي تحتاج إلى ظروف مناخية معينة.
- تشهد بعض المناطق الجافة انعداماً في معدلات هطول الأمطار، الأمر الذي يساهم في انتشار أمراض استوائية خطيرة.
مصادر الغازات الدفيئة
ينبعث جزء من الغازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي من خلال عمليات طبيعية متعددة، من أبرزها:
البراكين وتبخر البحار والمحيطات
تساهم عمليات التبخر في إرسال كميات كبيرة من بخار الماء إلى الغلاف الجوي.
تحلل الكائنات الحية
أيضاً، يُنتج تحلل الكائنات الحية بعد وفاتها غاز الميثان، مما يسهم في زيادة تركيزه في الغلاف الجوي.
التنفس
تنتج عمليات التنفس كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، مما يزيد من تركيزه في الغلاف الجوي.
الغازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية
تتواجد العديد من الأنشطة البشرية التي تُساهم في زيادة انبعاث الغازات الدفيئة، ومن أبرزها:
حرق الوقود الأحفوري
- يُعتبر حرق الوقود الأحفوري أحد العوامل الرئيسية لزيادة تركيز الغازات الدفيئة مثل أكسيد النيتروز وغاز الميثان وثاني أكسيد الكربون.
- تقوم المجتمعات بحرق كميات هائلة من الوقود الأحفوري لتلبية احتياجات النقل وتوليد الطاقة.
قطع الغابات وانجراف التربة
- تعتبر الأشجار والنباتات من أنجع وسائل تنقية الهواء من خلال استهلاكها كمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون في عملية البناء الضوئي.
- تؤدي عملية قطع الأشجار إلى زيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء، مما يُسهم بدوره في ازدياد تركيزه في الغلاف الجوي.
- تحتوي المنتجات الخشبية أيضاً على كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يتم إطلاقه عند حرقها.
زراعة المحاصيل وتربية الماشية
- مع تزايد الكثافة السكانية، زاد الطلب على المواد الغذائية، مما أدى إلى زيادة في النشاط الزراعي وتربية الحيوانات.
- تعتمد هذه الأنشطة على استخدام الأسمدة ومواد أخرى تُنتج كميات كبيرة من غاز أكسيد النيتروز وغاز الميثان.
الأنشطة الصناعية
- ظهرت الحاجة الماسة إلى أنشطة صناعية جديدة تلبي احتياجات المجتمعات الحديثة.
- تساهم صناعات معينة، مثل مواد التجميد والتبريد، في إنتاج كميات كبيرة من الغازات المفلورة.
عدم إدارة النفايات بشكل صحيح
- عدم التخلص من النفايات بشكل سليم أو معالجة النفايات السائلة يؤدي إلى إنتاج كميات كبيرة من غاز الميثان الناتج عن تحلل النفايات العضوية.
- كما تنتج كميات ضخمة من غاز أكسيد النيتروز من حرق النفايات الصلبة.
كيفية تقليل تأثيرات الغازات الدفيئة
يُوصي العديد من علماء الطقس باتباع بعض الممارسات البسيطة لتقليل تأثير الغازات الدفيئة وانبعاثاتها من الغلاف الجوي، منها:
- استخدام وسائل النقل العام، أو الاعتماد على وسائل تنقل بديلة غير قائمة على الوقود الأحفوري، مثل الدراجات الهوائية.
- تقليل عدد الرحلات الجوية سنوياً، حيث أن الطائرات تُصدر كميات كبيرة من الغازات الدفيئة أثناء الطيران.
- زيادة زراعة الأشجار والنباتات، إلى جانب ترشيد استهلاك الكهرباء.
- الحد من استخدام الوقود الأحفوري واستكشاف مصادر طاقة بديلة أكثر استدامة.
- إعادة تدوير النفايات وتشجيع الاستخدام المتكرر للأشياء القابلة لإعادة الاستخدام.