المملكة العربية السعودية
المملكة العربية السعودية هي دولة تقع في الجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا، وتشكل جزءاً أساسياً من شبه الجزيرة العربية. تحيط بها الدول العربية من جميع الجهات، حيث يحدها من الشرق الخليج العربي ودولة الإمارات وقطر والبحرين، ومن الجنوب تحدها اليمن. أما من الشمال، فتحدها العراق والأردن والكويت، بينما تحدها عمان من الجنوب الشرقي. يُعتبر الموقع الجغرافي للمملكة من العوامل المهمة التي تساهم في تعزيز حركة التجارة العالمية بين آسيا وأوروبا.
تبلغ مساحة المملكة العربية السعودية حوالي 2.149 مليون كيلومتر مربع، مما يجعلها أكبر دول مجلس التعاون الخليجي. وفقاً لإحصاءات عام 2007، بلغ عدد سكان المملكة حوالي 27 مليون نسمة. تُقسم المملكة إلى 13 منطقة، وتُعد مدينة الرياض هي عاصمتها وأكبر مدنها من حيث المساحة وعدد السكان.
الرياض: أكبر مدن المملكة
أصل التسمية
تُشير كلمة “الرياض” إلى جمع “روضة”، والتي تعني الأرض الخضراء أو البستان الجميل. تم إطلاق اسم الرياض على العاصمة السعودية في منتصف القرن العاشر، حين كانت المدينة تتمتع بمسارات لسيل وادي البطحاء وتضاريس متنوعة من المرتفعات والمواقع الجغرافية المتنوعة. خلال القرن الثاني عشر، تحولت المنطقة إلى مزارع للنخيل وبساتين محاطة بأسوار. تاريخياً، بُنيت الرياض على أنقاض مدينة قديمة تُدعى “حجر”، التي تضاءل نفوذها بمرور الوقت ليحل محلها حيّان هما مقرن ومعكال. ونشبت بينهما نزاعات أدت إلى استحواذ سلطة حي مقرن بزعامة قبيلة آل زرعة، ومن أبرزهم زيد بن موسى آل زرعة، الذي أطلق اسم الرياض على المدينة.
المساحة والموقع الجغرافي
تبلغ مساحة مدينة الرياض 380 ألف كيلومتر مربع، مما يعادل حوالي 19.5% من إجمالي مساحة المملكة. يتمحور نطاقها العمراني حول 1782 كيلومتر مربع، وتقع في قلب شبه الجزيرة العربية على قمة هضبة رسوبية بارتفاع يقارب 600 متر عن مستوى سطح البحر. تتكون تربة المدينة بشكل رئيسي من صخور رسوبية تشمل الحصى والطمي والرمل وحجر الجير.
السكان
شهد عدد سكان مدينة الرياض زيادة ملحوظة بين عامي 1930 وبداية القرن الحادي والعشرين، حيث ارتفع العدد من 27,000 نسمة إلى نحو 5 ملايين نسمة. يعود ذلك إلى ارتفاع معدلات المواليد وتطور الجانب الاقتصادي، إضافة إلى تدفق العمالة والمهاجرين من الدول المجاورة. في السبعينيات والثمانينيات، انتقل العديد من السعوديين من المناطق الريفية إلى المدن الكبرى مثل الرياض، واستمر هذا الاتجاه حتى القرن الجديد.
يمثل السكان في المدينة خليطاً من الجنسيات؛ حيث يُشكل السعوديون نحو ثلثي العدد الإجمالي، بينما يتكون الثلث الآخر من مهاجرين آسيويين، وعرب وأوروبيين وأمريكيين. يمثل الشباب الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا نصف السكان، بينما يشكل كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم 60 عامًا أقل من خُمس العدد الإجمالي.
تخطيط المدينة
في الماضي، كانت مدينة الرياض تحتوي على معالم بارزة، منها:
- الحامي: وهو جدار طيني بارتفاع 6 أمتار، بُني بشكل عشوائي ليحيط بالمدينة، أنشأه الملك عبد العزيز في عام 1318م، ويتضمن مراابيع دائرية وفتحات تتيح رؤية الجانب الآخر.
- الحفور: هي حفر بعمق متنوع، نتيجة استخدام الطين في البناء، تتواجد على جانبي الحامي وأصبحت مع زمن مجمعًا لمياه السيول والأمطار.
- السور: يحجب الحامي عن البلدة سور يمكن المرور منه للوصول إلى المنازل.
- النخيل المحيط بالحامي: تُحيط بالحامي أشجار النخيل من أنواع متعددة، كالنخيل الخاص بالإمام عبد الرحمن بن فيصل ونخيل آل قباع.
جدير بالذكر أن توسع مدينة الرياض بدأ بعد بناء الحامي، حيث تم إنشاء قصور الأسرة المالكة ومنازل السكان، وتم ترميم البيوت التقليدية. اليوم، تحتوي الرياض على بنية تحتية حديثة من الطرق والأحياء السكنية والمرافق العامة، وتضم المعالم البارزة مثل برج الفيصليّة ومركز المملكة، بالإضافة إلى حيّ دبلوماسي يضم السفارات والمُنظّمات الدولية.
الجانب الاقتصادي
تعتبر مدينة الرياض مركزاً اقتصادياً ومالياً حيوياً في المملكة العربية السعودية، حيث تحتوي على العديد من البنوك والمصارف مثل البنك المركزي، بالإضافة إلى شركات القطاع الخاص ومراكز الصناعات التحويلية. تستضيف الرياض حوالي ثلث مصانع المملكة، بما في ذلك مصانع المواد الكيميائية والغذائية والأثاث. كما تضم العاصمة العديد من الوزارات والمؤسسات الحكومية، إذ يعمل أكثر من ثلث القوى العاملة في المدينة ضمن هذه الجهات.