حركة الجنين في منطقة اليسار وتأخر أو انقطاع حركته تمامًا تشير إلى النشاط العضلي للجنين في رحم الأم. تعد حركات الجنين علامة مهمة على تطور صحته ونموه.
تعريف حركة الجنين
- تعكس حركات الجنين النشاط العضلي لديه، حيث تبدأ الحركات فعليًا عندما تشد العضلات، وهذه الحركات الأولية ليست انعكاسية.
- تنشأ هذه الحركات من نبضات عصبية ذاتية في النخاع الشوكي، وعندما ينضج الجهاز العصبي، تتاح للعضلات القدرة على الاستجابة للمؤثرات.
- يمكن تصنيف حركة الجنين إلى نوعين: مستحثة وعفوية، ويمكن ملاحظة الحركة فوق النخاع مقارنةً مع الحركات التي تحدث دون وجود دماغ.
أنواع حركة الجنين
تُقسم حركات الجنين إلى الأنواع التالية:
- حركة ضعيفة.
- حركة قوية.
- حركات مدحرجة أو ملتوية.
تطور حركات الجنين مع مرور الوقت
- قبل مرور 9 أسابيع، تتحرك جميع الأطراف معًا حيث لا تزال الأعصاب في طور التطور، بالإضافة إلى انحناء الرأس والظهر.
- بالتزامن مع 9 أسابيع، يتجلى التثاؤب والتمدد في الصور المقطعية.
- بعد 10 أسابيع من الإخصاب، يمكن ملاحظة حركة الأطراف بشكل منفصل، مع حركات مثيرة للإعجاب.
- في الأسبوع الحادي عشر، يصبح بإمكان الطفل فتح فمه وبدء مص أصابعه.
- وبحلول الأسبوع 12، يمكن مشاهدة عملية ابتلاع السائل الأمنيوسي.
- عند الوصول إلى الأسبوع 13، يتحرك الطفل بنشاط في ذراعيه وساقيه، ويستجيب أيضًا للمس.
- تحدث نقطة تحول مع بداية الأسبوع 14 وحتى الأسبوع 20، حيث تبدأ الأم في الشعور بحركات الجنين، وغالبًا ما يشعر بها في الأسبوع 18-20 في الحمل الأول.
- يمكن أن يحدث الشعور في وقتٍ مبكرٍ يصل إلى 14 أسبوعًا في حالات الحمل المتكررة، نظرًا لزيادة حساسية عضلات البطن الأكثر استرخاءً.
- بين الأسبوع 20 والأسبوع 36، تشعر الأم بجميع أنواع الحركات، بما في ذلك الحركات الضعيفة والقوية والمتدحرجة.
- يقوم الجنين بتحريك جميع المفاصل والعمود الفقري، مما يعزز النمو الصحي للمفاصل.
- تتغير أنماط الحركة بشكل تدريجي؛ إذ تقل الحركات الضعيفة بينما تزداد الحركات القوية والمتدحرجة.
- بحلول الأسبوع الثامن والعشرين، يظهر رد فعل مفاجئ حيث يجلب الجنين ذراعيه وساقيه نحو صدره عند التعرض لصدمة مفاجئة.
- في الثلث الثالث من الحمل، يتمثل نمط حركة “ركوب الدراجة” في كلا الساقين ويساعد ذلك الجنين في الاستدارة استعدادًا للولادة.
- تكون الحركات في هذه المرحلة محدودة بسبب ضيق المساحة المتاحة للجنين الأكبر حجمًا.
للمزيد أيضًا:
نمط نشاط الجنين
- تتفاوت حركات الجنين خلال فترة الحمل، خاصة من الأسبوع العشرين حتى الأسبوع السابع والثلاثين.
- غالبًا ما تكون هناك حركات ضعيفة في البداية، والتي تتلاشى تدريجيًا، بينما تزداد الحركات القوية والمتدحرجة.
- من الأسبوع السادس والثلاثين حتى نهاية الحمل، تنخفض الحركات القوية والمتدحرجة مرة أخرى، بينما تزداد الحركات الضعيفة.
إيقاعات نشاط الجنين
- تكون لحركات الجنين أوقات محددة خلال اليوم، مع فترات من النشاط والنوم، حيث يكون الجنين غالبًا أكثر نشاطًا بين الساعة 9 صباحًا و2 ظهرًا، ومن 7 مساءً إلى 4 صباحًا.
- في الشهر الأخير من الحمل، يميل الطفل إلى الركل أثناء النوم الخفيف.
- أحيانًا، تكون حركات الجنين أقل خلال دورات النوم التي تستغرق عادةً 20-40 دقيقة، ولكنها قد تمتد حتى 90 دقيقة ولا تتزامن مع نشاط الأم.
حركة الجنين في الجهة اليسرى
- هناك الكثير من الفرضيات المرتبطة باتجاه حركة الجنين، وخاصة تلك التي تتعلق بتحديد جنس المولود.
- ربط حركة الجنين في الجهة اليسرى بأنها قد تشير إلى أنه سيكون ذكرًا، بينما الحركة في الجهة اليمنى قد تدل على أنه سيكون أنثى.
- يُعتقد أن الجنين الذكر يكون أكثر نشاطًا خلال الليل، في حين تكون حركة الأنثى أكثر وضوحًا خلال النهار.
- تتمتع المرأة الحامل في حملها الثاني بتجربة مختلفة فيما يتعلق بحركة الجنين، حيث يمكن أن تشعر بها بشكل مبكر.
- العوامل مثل العمر، الوزن، النظام الغذائي، ومدى النشاط يمكن أن تؤثر جميعها على حركة الجنين.
- ومع ذلك، يبقى الأمر الأهم هو أنه ينبغي عدم الاعتماد فقط على هذه الشائعات، بل يجب على الأم استشارة الطبيب المختص للتأكد من الوضع الصحي.
للمزيد أيضًا:
الشعور بحركة الجنين
- تُفضل الأم الشعور بحركات الجنين عندما تستلقي على جانبها الأيسر أو تجلس مع رفع قدميها، مما يسهل عليها التركيز على هذه الحركات، وعندما تكون مشغولة قد لا تتمكن من ملاحظتها.
مواعيد حركة الجنين
يُفضل أن تكون الأم على دراية بمواعيد زيادة حركة جنينها، مما يسهل عليها مراقبة الأحاسيس داخل بطنها، ويمكن ملاحظة حركات الجنين في الأوقات التالية:
- بعد تناول الوجبات الغذائية.
- بعد تناول المشروبات المنبهة.
- عند أخذ فترات راحة في أوضاع غير مريحة للبطن، مثل الجلوس في أماكن ضيقة.
العوامل التي تؤثر على الشعور بحركة الجنين
توجد عدة عوامل قد تمنع الأم من الشعور بحركات الجنين بشكل طبيعي، مثل:
- انخفاض مستوى السائل الأمنيوسي، مما يعيق حركة الجنين.
- السمنة، التي قد تزيد من سماكة جدار البطن.
- وجود المشيمة الأمامية (لا تكون فعالة بعد 28 أسبوعًا)، ما يزيد من سمك جدار الرحم.
- التدخين.
- الحمل الأول، والذي قد يشدد عضلات البطن.
- تناول بعض الأدوية مثل الكحول والمهدئات والمواد المخدرة بما في ذلك الميثادون.
قلة حركات الجنين وعدد الركلات
عند شعور الأم بنقص في حركة الجنين، تُجرى الفحوصات اللازمة للتأكد من صحة الطفل، حيث تم استخدام “عدد الركلات” كأحد الأساليب السابقة لتقييم رفاهية الجنين.
يمكن القيام بذلك بطرق متعددة:
- تُطلب من الأم الجلوس أو الاستلقاء بطريقة مريحة، على جانبها الأيسر لزيادة تدفق الدم إلى الجنين، ثم تعد عشر ركلات مع متابعة الوقت المستغرق لجمع العدد.
- أو تطلب منها الاستلقاء على جانبها الأيسر بعد تناول وجبة عادية، ثم تُحسب عدد الركلات المستشعرة خلال عشر أو خمس عشرة دقيقة.
يُعتبر أكثر من 10 ركلات في ساعتين أمرًا طبيعيًا، وعادةً ما تسجل 70٪ من الأمهات أن نوبة واحدة من انخفاض نشاط الجنين ليست مصدر قلق.
الآثار المترتبة على حركات الجنين المتغيرة
- عندما تحدث ضغوط حادة على الجنين، غالبًا ما يظهر نشاط مفاجئ، غالبًا ما يكون على شكل حركات ضعيفة.
- ومع ذلك، في حالات الضغوط المزمنة، يُلاحظ انخفاض كبير في حركة الجنين أو توقفه لمدة 12 ساعة على الأقل، مما قد يؤدي إلى توقف قلب الجنين.
- هذا ما يُعرف بإشارة إنذار الحركات (MAS) والذي يمكن أن يُشير إلى خطر موت الجنين الوشيك. تتبع التغييرات في معدل ضربات قلب الجنين وفقًا لمعدل MAS في غضون 1-4 أيام، إذا لم يقع أي تحولات قبل ذلك.
العوامل المرتبطة بانخفاض حركات الجنين
تشمل العوامل المرتبطة بانخفاض حركات الجنين:
- تأخر النمو داخل الرحم (IUGR) أو تقييد نمو الجنين (FGR) أو أن يكون الجنين صغيرًا بالنسبة لعمر الحمل (SGA).
- ضعف وظيفة المشيمة (قصور المشيمة).
- انخفاض مستوى السائل الأمنيوسي (oligohydramnios).
- ولادة مبكرة وشيكة.
- نزيف جنيني.
- التهابات داخل الرحم.
نتائج انخفاض حركات الجنين
تشمل النتائج المحتملة لانخفاض حركة الجنين:
- التشوهات الخلقية.
- الولادة المبكرة.
- الشلل الدماغي.
- الإعاقة الذهنية.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- نقص سكر الدم.
- موت الجنين.
- وفاة حديثي الولادة خلال الأسابيع الأولى.
- زيادة خطر الولادة القيصرية.
- تحريض المخاض.
كيفية إدارة انخفاض حركة الجنين
- عند الشعور بانخفاض حركة الجنين، يجب تقييم تاريخ الأم وإجراء الفحوصات الجسدية اللازمة.
- سيركز التقييم على عوامل الخطر المحتملة أو إذا كانت للأم تجارب سابقة ذات نتائج غير جيدة.
- عادة ما يُنصح بإجراء مخطط القلب (CTG) والموجات فوق الصوتية لتقييم حركة الجنين واستجابة معدل ضربات القلب.
- إذا كان هناك أي انحراف في نتائج CTG، يمكن إجراء الموجات فوق الصوتية لتقييم النمو والتشكيل وحجم السائل الأمنيوسي.
الإجراء الذي يجب على الحامل اتخاذه في حال تأخر أو توقف حركة الجنين
- ينبغي عليها أن تسترخي بشكل كامل.
- تقليل الجهد الجسدي المبذول في المنزل أو العمل.
- تجنب الضغوط النفسية السلبية مثل التوتر والقلق.
- البقاء في وضعية الراحة وعدم التحرك إلا عند الضرورة.
- اتباع نمط غذائي صحي.
- مراقبة حركة الطفل كل ساعتين.
- زيارة الطبيب إذا لم تنجح الخطوات السابقة.
أهمية الإبلاغ عن انخفاض حركة الجنين
- يُعتبر إبلاغ الأم عن انخفاض حركات الجنين دائمًا مؤشرًا لتقييم حالة الجنين وصحتها، بغض النظر عن التقييمات السابقة.
- تتطلب النوبات المتكررة نفس الكثافة في المراجعة لمسببات الأعراض، إلى جانب فحص المرأة الحامل وتقنيات تخطيط القلب والموجات فوق الصوتية.
- عادةً ما يُنصح بإجراء اختبار نزيف الجنين (FMH) إذا كانت نتائج CTG غير طبيعية وكان التصوير بالموجات فوق الصوتية طبيعيًا.
- قد يحدث FMH في حوالي 4٪ من حالات وفاة الجنين ويظهر غالبًا من خلال انخفاض في حركات الجنين.