الآيات الدالة على حق الإنفاق على الزوجة
لقد أوجب الله تعالى على الزوج responsibility في الإنفاق على زوجته، المتمثل في توفير الطعام والشراب والمسكن. وقد وردت الإشارة إلى هذه الحقوق من خلال العديد من الآيات في القرآن الكريم، والتي يمكن تلخيصها على النحو التالي:
- قال الله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)، حيث تفيد هذه الآية بأن الرجال هم مسؤولون عن النساء وذلك من خلال الإنفاق عليهن، والكسوة، والمأوى. ويدل ذكر إنفاق الأموال بشكل عام على وجوب النفقة.
- قال الله تعالى: (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). تشير هذه الآية إلى ضرورة إقامة الحقوق بين الناس، ومن ضمنها حق الزوجة في النفقة، والتماس الإحسان والعطاء وفق الحاجة.
- قال الله تعالى: (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّـهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّـهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا). توضح هذه الآية وجوب النفقة في مقاصدها وتربطها بحالة الرجل المالية، حيث يُقتضي على الغني الإنفاق بقدر قدرته، وأمّا الفقير فيكون ذلك بحسب ما يوفره الله له.
- قال الله تعالى: (مَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ). توضح هذه الآية الأساس في وجوب نفقة الزوج على زوجته، مؤكدة على استحقاق الزوجة لأجرها نظير ما تقوم به من واجبات تجاه زوجها.
الآيات الدالة على حق الإنفاق على الزوجة بعد الطلاق الرجعي
كما أشار القرآن الكريم إلى حقوق المرأة المطلقة، وذلك من خلال عدة آيات، ومنها:
- قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّـهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ). تشير هذه الآية إلى حق المرأة المطلقة في البقاء في مسكنها خلال فترة عدتها.
- قال الله تعالى: (وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ). تشير هذه الآية إلى حق المرأة المطلقة في تلقي النفقة خلال فترة حملها.
- قال الله تعالى: (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ). توضح هذه الآية حق المرأة المطلقة في أخذ أجر مقابل الرضاعة.
حكم إنفاق الزوج على زوجته
يعتبر إنفاق الزوج على زوجته واجباً بالإجماع بين العلماء. فالجميع يتفق على مسؤولية الأزواج في تكاليف نفقة الزوجات، بشرط أن يكن بالغين، باستثناء الناشز منهن. وتُقدر النفقة بما يكفي؛ وفي حالة عدم الاتفاق، يُترك تقدير النفقة إلى اجتهاد الحاكم لتحديد ما يكفي المرأة.
إذا لم يقم الزوج بدفع ما يجب عليه من النفقة أو دفع أقل من المقدار الكافي، يحق للمرأة أن تأخذ ما تحتاجه من ماله، سواء بإذنه أو بدونه. وإذا امتنع الزوج عن ذلك، ولم تجد ما تأخذه، وكان قرارها الفراق، يحق للحاكم أن يفرق بينهما.