أنواع المشترك اللفظي
تُعد اللغة أداة التواصل الأساسية بين الأفراد، حيث يستخدم كل منهم ألفاظًا تعبر عن المعاني التي يرغبون في توصيلها. ولكن، توجد في اللغة العديد من المعاني المختلفة التي يمكن التعبير عنها بلفظ واحد، كما يوجد العديد من الألفاظ التي تحمل معنى واحد. أيضًا، توجد علاقات أخرى بين الألفاظ ومعانيها، ويقوم العلماء بدراسة هذه العلاقات ضمن مجال دلالات الألفاظ، حيث يعتبر “المشترك اللغوي” أحد هذه العلاقات.
أنواع المشترك اللفظي حسب نوع اللفظ
يمكن تقسيم الألفاظ التي يحدث فيها الاشتراك اللفظي إلى ثلاثة أنواع، كما يلي:
- الاشتراك اللفظي في الأسماء
على سبيل المثال، لفظ “النكاح” يُستخدم للإشارة إلى عقد النكاح وكذلك إلى الوطء، ولفظ “الصلاة” يدل على الدعاء وكذلك على المعنى الشرعي المحدد.
- الاشتراك اللفظي في الأفعال
مثل كلمة “عسعس” التي تستخدم للدلالة على معنى الإقبال ومعنى الإدبار، وكلمة “يتلو” التي تعني القراءة وكذلك الاتباع.
- الاشتراك اللفظي في الحروف
مثل دلالة حرف “الباء” على التبعيض، وكذلك الإلصاق وبيان الجنس.
أنواع المشترك اللفظي حسب دلالته على المعاني
يمكن تقسيم المعاني التي يدل عليها المشترك اللفظي إلى نوعين، كما يلي:
- النوع الأول: دلالته على معنيين غير متضادين
مثل: لفظ “الريحان” الذي يُستخدم للإشارة إلى الرزق وإلى نوع من النبات العطري، واللفظ “الزكاة” الذي يدل على الطهارة والمعنى الشرعي الخاص.
- النوع الثاني: دلالته على معنيين متضادين
مثال على ذلك هو لفظ “الجون” الذي يُشير إلى السواد والبياض، ولفظ “جلل” الذي يدل على العظمة والحقارة.
تعريف المشترك اللفظي
يُعرف المشترك اللفظي بأنه لفظ واحد يدلل على معنيين مختلفين أو أكثر، ولكل منهما وضع مستقل. لفهم هذا التعريف بصورة أوضح، يجدر بنا تحليل كل عنصر من عناصره كما يلي:
- المقصود بقيد “لفظ واحد”
أي أنها كلمة ذات شكل مستقل تحمل معاني متعددة، مثل “القُرء” الذي يُعتبر مشتركًا لفظيًا للدلالة على الطهر وأيضًا على الحيض.
- المقصود بقيد “تدل على معنيين مختلفين”
تشير المعاني التي يتضمنها هذا اللفظ إلى معاني غير متشابهة ولا قريبة من بعضها، حيث لا يوجد معنى عام يجمع بينها. على سبيل المثال، كلمة “عين” تُستخدم للدلالة على معاني متعددة، مثل العين الباصرة، وعين الماء، والذهب، والشمس.
هذا العنصر يوضح الفارق بينه وبين المشترك المعنوي، حيث يدل المشترك المعنوي على معنى عام يشترك فيه العديد، ككلمة “الإنسان” التي تشمل جميع البشر لوجود معنى الإنسانية فيها؛ لذا لا يُقال إن “الإنسان” هو لفظ مشترك ينطبق على الجميع.
- المقصود بقيد “وضع مستقل لكل معنى”
يشير هذا إلى أن كل معنى من المعاني المذكورة يمثل حقيقة مستقلة، حيث لا يُعتبر أحد المعاني حقيقة وضعت للفظ في حين أن المعنى الآخر هو مجازي أو كناية. فعلى سبيل المثال، الكلمة “نجم” تعني نوعًا من النبات وتدل أيضًا على النجوم في السماء؛ إذ لكل منهما وضعه المستقل، بينما المعنى المجازي والكنائي لا يملك وضعًا مستقلاً بل يُستخدم بناءً على وجود علاقة بين المعنيين.