أحمد حسن الزيات
يُعتبر أحمد حسن الزيات واحدًا من أبرز القامات الثقافية في مصر والعالم العربي، حيث حصل على العديد من الجوائز الأدبية، من بينها جائزة الأدب لعام 1953م عن مؤلفه “وحي الرسالة”، الذي جمع فيه مقالات وأبحاثه التي نشرها لاحقًا في مجلته “الرسالة”. وقد شغل الزيات عدة مناصب هامة، منها عضوية مجمع اللغة العربية في مصر، وعضوية المجمع العلمي في دمشق. في هذا المقال، سنلقي الضوء على سيرته ومسيرته الأدبية.
مولد الزيات ونشأته
وُلد الزيات في السادس عشر من جمادى الآخرة عام 1303هـ، في قرية كفر دميرة التابعة لمحافظة الدقهلية في مصر. نشأ في أسرة متوسطة الحال تعمل في الزراعة، وبدأ مسيرته التعليمية في كتّاب القرية، حيث أظهر شغفًا كبيرًا بالتعلم. قام بتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، ثم انتقل إلى قرية قريبة لتلقي دروس القراءات السبعة للقرآن، حيث أتقنها في عام واحد.
أثر الزيات في الأدب العربي
يعد الزيات من الأدباء المعاصرين الذين تركوا أثرًا واضحًا في تاريخ الأدب العربي. يتمثل تفوقه في الأسلوب والكتابة، حيث اتسمت نصوصه بالوضوح والجمال، وقد وصفه معاصروه بأنه يتفوق في أسلوبه على الرافعي، ويتسم بلطف أكثر من العقاد، وإيجاز يفوق طه حسين. من المهم الإشارة إلى أن هؤلاء الكتاب عُرفوا بأساليبهم المتميزة في النثر والشعر.
مذهب الزيات الأسلوبي في الكتابة
دعا الزيات في مؤلفه “دفاع عن البلاغة” إلى اعتماد مذهب أسلوبي يرتكز على نقطتين رئيسيتين:
- العودة بالبلاغة العربية إلى جوهرها العربي الأصيل من خلال الإيجاز، واختيار الألفاظ بدقة، وترتيب الفقرات بشكل متماسك، كما تجلى ذلك في كتابات كل من أبي حيان التوحيدي والجاحظ.
- مواكبة الفكر والأدب العربي الحديث بالمؤلفات الأجنبية والأثر الفكري الغربي، وكذلك روائع الآداب العالمية، بهدف الارتقاء بمستوى الحضارة المعاصرة من خلال حركة الترجمة.
أهم مؤلفات الزيات
كتب الزيات العديد من الأعمال التي كان لها دور بارز في تطوير الحركة الفكرية العربية، ومن أبرز أعماله “تاريخ الأدب العربي” و”في أصول الأدب”. كما قام بترجمة العديد من الأعمال الأدبية من الفرنسية، من بينها رواية للأديب لامارتين تحت عنوان “روفائيل”، ورواية “آلام فرتر” لجوتيه، بالإضافة إلى مختارات من الأدب الفرنسي.
موضوعات الزيات الأدبية
تناول الزيات قضايا متنوّعة كانت محل اهتمام الكثيرين في عصره. كتب عن السياسة ونقد النظام الإقطاعي السائد آنذاك، كما انتقد الحكام وحارب المجالس النيابية الوهمية، واستنهض همم الشعوب لمقاومة الاحتلال من أجل الحرية والاستقلال. إلى جانب ذلك، تصدى للرد على المستشرقين الذين كانوا يقللون من قيمة الحضارة العربية، واعتبروها تابعة للحضارة اليونانية. وتميزت كتاباته بالغوص في مفاهيم العروبة وحضارة الأمة.
وفاة الزيات
توفي أحمد حسن الزيات في مدينة القاهرة عام 1388هـ/1968م، عن عمر يناهز 83 عامًا.