التنفس من الفم
يُعد الأنف هو الممر التنفسي الطبيعي لجميع البشر، حيث يقوم بعدد من الوظائف الحيوية، بما في ذلك تصفية الهواء وتنقيته من الشوائب، مما يمنع دخولها إلى الجهاز التنفسي. كما يعمل الأنف على ملاءمة درجة حرارة الهواء مع درجة حرارة الجسم. لكن في حالات المرض، مثل الإصابة بالرشح، قد يؤدي انسداد مجرى التنفس الأنفي إلى اللجوء إلى التنفس من الفم كوسيلة لتجنب خطر الاختناق. ومع ذلك، فإن التنفس عبر الفم يُعتبر ممارسة غير صحية، حيث يمكن أن تؤثر سلباً على صحة أجهزة الجسم الأخرى على المدى الطويل. إذ أن الهواء الذي يتم استنشاقه عبر الفم غالباً ما يكون ملوثًا بالجراثيم والبكتيريا، مما يمثل خطرًا على الأعضاء الداخلية للجسم.
أسباب فتح الفم أثناء النوم
الكثير من الأشخاص يجدون صعوبة في التنفس عبر الأنف أثناء النوم، مما يضطرهم إلى فتح أفواههم للحصول على تدفق هوائي كافٍ. هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى فتح الفم أثناء النوم، وأحد أكثر هذه الأسباب شيوعًا هو وجود ما يُعرف بلحمية في تجويف الأنف، والتي قد تكون موجودة منذ الولادة دون أن يُلاحظها أحد. وقد يتسبب استمرار وجود هذه اللحمية عند البلوغ في تفاقم الحالة، مما يجعل التنفس عبر الأنف أمرًا صعبًا، ويفرض على الشخص فتح فمه أثناء النوم لتسهيل عملية التنفس. من ناحية أخرى، قد يسبب ارتخاء عضلات الفكين أثناء النوم فتح الفم، حيث يتحرك الفك السفلي لأسفل. لذلك، يُوصى بزيارة طبيب مختص في الأنف والأذن والحنجرة لتحديد السبب الأساسي وراء فتح الفم أثناء النوم. إذا كان السبب هو وجود لحمية، فإنه قد يؤدي إلى صعوبات في التنفس وفي بعض الحالات إلى الاختناق.
علاج فتح الفم أثناء النوم
إذا وُجدت لحمية في الأنف كسبب وراء فتح الفم أثناء النوم، فإن الحل يكمن في إجراء جراحة بسيطة يتم خلالها إزالة اللحمية أو استئصالها بالكي بواسطة طبيب الأنف والأذن والحنجرة. هذه العملية لا تستغرق أكثر من نصف ساعة، ويمكن للمريض العودة إلى المنزل بعد أربع ساعات من العملية دون الحاجة للإقامة في المستشفى. أما في حالة وجود ارتخاء في الفكين، فقد يُعالج ذلك من خلال جراحة فكية، وقد يتطلب المريض البقاء في المستشفى، نظرًا لصعوبة تناول الطعام خلال الأربعة وعشرين ساعة التي تلي العملية.