الآثار الناتجة عن عملية الليزك
تُعتبر عملية الليزك إحدى العمليات الرائدة في تصحيح النظر، حيث تُجرى من خلال إجراء شق دائري غير مكتمل في الطبقة السطحية لقرنية العين (الظاهرة)، مما يُتيح فصلها عن الطبقة السميكة المعروفة بالسدى. يعمل الجزء المتبقي من الظاهرة كنقطة محورية لإنشاء سديلة، تُطوى لاحقًا بعيدًا ليتم تسليط الليزر على السدى لتصحيح النظر.
الأعراض الجانبية المحتملة بعد عملية الليزك
تظهر بعض الأعراض الجانبية التي تُعتبر شائعة بعد إجراء عملية الليزك، وعادةً ما تختفي هذه الأعراض بعد مرور عدة أسابيع أو شهور من العملية. فيما يلي بعض هذه الأعراض:
جفاف العين
يعاني بعض الأفراد من جفاف العين بعد عملية الليزك، والذي ينتج غالبًا عن انخفاض مستوى إنتاج الدموع، مما يؤدي إلى الإحساس بعدم الراحة، أو عدم وضوح الرؤية، خصوصًا في الأشهر الستة الأولى بعد العملية. لذا، يُفضل للذين يعانون من جفاف العين التفكير في خيارات بديلة مثل زرع عدسات داخل العين.
يمكن معالجة جفاف العين بناءً على شدته، ويتم ذلك كما يلي:
- في حالة جفاف العين الخفيف، قد يقوم الطبيب بوصف قطرات لتخفيف الانزعاج.
- في حال كانت الحالة شديدة، قد يوصي الطبيب بتركيب سدادات خاصة في القنوات الدمعية لمنع تصريف الدموع بعيدًا عن سطح العين.
اضطرابات الرؤية ليلًا
يمكن أن يعاني الأشخاص من اضطرابات في الرؤية الليلية كأثر جانبي طبيعي للعملية، حيث قد تشمل هذه الاضطرابات تهيج العين ورؤية الوميض أو البقع أو زيادة الضبابية. وقد تستمر هذه المشكلات لفترة تتراوح بين أيام إلى شهور بعد إجراء العملية.
يمكن التحكم في هذه المشكلات عبر الخيارات التالية:
- ارتداء النظارات الطبية أو العدسات التصحيحية.
- استخدام العدسات اللاصقة الخاصة التي تقلل من الوهج.
- استعمال بعض القطرات الموصوفة من قبل الطبيب.
المضاعفات المحتملة لعملية الليزك
قد يحدث لبعض الأشخاص مضاعفات بعد عملية الليزك، لذا من الضروري مراجعة الطبيب عند ظهور أي من هذه الأعراض لتقييم الحالة. فيما يلي أبرز المضاعفات:
الإفراط أو النقصان في تصحيح النظر
يمكن أن ينتج عن عملية الليزك إفراط أو نقصان في تصحيح النظر، حيث يعتبر النقصان أكثر شيوعًا. ويُشار إلى الإفراط بأنه إزالة جزء أكبر من المطلوب من نسيج العين، مما يجعل تصحيح النظر أكثر صعوبة. أما النقصان، فهو يعني إزالة أجزاء أقل من اللازم، مما يستلزم عادةً إعادة العملية خلال سنة من إجرائها الأصلية.
مشكلات السديلة
يمكن حدوث مشاكل في السديلة خلال فترة التعافي، مثل عدم التحام الطبقة الظاهرية مع السديلة، مما يؤدي إلى عدم استواء سطح القرنية. تشمل هذه المشاكل:
- توسع القرنية (Keratectasia): تُعرف أيضًا بالقرنية المخروطية، نتيجة لضعف أو انتفاخ جزء من القرنية بسبب قطع السديلة بعمق مفرط.
- اللابؤرية غير المنتظمة (Irregular Astigmatism): تحدث نتيجة عدم انتظام سطح القرنية مما يسبب ازدواجية في الرؤية والضبابية.
التهاب القرنية
التهاب القرنية الرقائقي المنتشر (Diffuse Lamellar Keratitis) هو أحد المضاعفات النادرة وغير المعدية المميزة بحدوث التهاب تحت السديلة الظاهرية.
نمو الغشاء الطلائي
يحدث نمو الغشاء الطلائي الداخلي (Epithelial Ingrowth) عندما تنمو خلايا من الطبقة الظاهرة تحت السديلة، مما قد يؤثر على تحام حواف السديلة ويسبب بعض الأعراض، مثل:
- ضعف البصر.
- عدم انتظام اللابؤرية.
تراجع وانحسار النظر
تُعتبر حالة تراجع النظر وانحساره بعد الليزك من المضاعفات غير الشائعة، حيث تبدأ الرؤية في الانخفاض تدريجياً إلى الحالة السابقة للعملية.
فقدان النظر
في حالات نادرة للغاية، قد يتسبب إجراء عملية الليزك في فقدان القدرة على الرؤية بشكل واضح مرة أخرى.
نصائح ما بعد عملية الليزك
هناك مجموعة من النصائح التي يُستحسن اتباعها بعد إجراء عملية الليزك، وأبرزها:
- تجنب إجهاد العين قدر الإمكان في أول 24 ساعة بعد العملية، مثل القراءة ومشاهدة التلفاز واستخدام الهواتف المحمولة أو الكمبيوتر.
- استخدام قطرات العين والأدوية الموصوفة من قبل الطبيب لتقليل الحكة والحرقة التي قد تطرأ بعد العملية.
- ارتداء واقي للعيون ليلاً حتى الشفاء التام لتجنب فرك العين أو التعرض للصدمات.
- تجنب استخدام مستحضرات التجميل أو الكريمات حول العينين لمدة أسبوع إلى أسبوعين بعد العملية.
- عدم ممارسة الرياضة أو السباحة أو استخدام أحواض الاستحمام الساخنة لمدة أسبوعين على الأقل بعد عملية الليزك.
ملخص المقال
تُعد عملية الليزك إجراءً شائعًا لتصحيح مشاكل النظر، ولكنها قد تترتب عنها بعض الآثار الجانبية مثل جفاف العين واضطرابات في الرؤية الليلية. يمكن أن تواجه أيضًا مضاعفات مثل الإفراط أو النقصان في تصحيح النظر ومشكلات السديلة والتهاب القرنية. لذلك، من الضروري الالتزام بالتعليمات والنصائح الطبية التي يقدمها الأطباء المعالجون.