ما هو التعصب الرياضي؟
يُصنف التعصّب كإحدى السلوكيات السلبية، حيث يُعبر عن شعور داخلي يُفضي إلى إصدار أحكام مسبقة، وفرض ممارسات تتسم بالشدة والتزمت والعدوانية تجاه فرد أو مجموعة أو فكرة. يشعر الشخص دائمًا بأنه على صواب، ويتهم الآخرون بالخطأ دون تقديم أسباب منطقية، مما يعرّض الطرف الآخر للإهانة ويهمل حقوقه وواجباته.
أما التعصب الرياضي، فهو يُشير إلى الشعور بالحب المفرط والانحياز القوي لأحد الفرق أو الرياضات، وعدم تقبل النقد أو التعليقات السلبية الموجهة إليها. يتجلى هذا النوع من التعصب من خلال أعمال الشغب والعنف التي يُمارسها المشجعون سواء داخل الملاعب أو خارجها. يتسم التعصب الرياضي بطابع انفعال شديد، حيث يختفي دور العقل ويؤدي إلى إغلاق فكري يتصف بتشوش الأفكار والاندفاع المبالغ به تجاه فريق معين. ينجم عن ذلك ميل الشخص نحو العداونية، وانعدام المرونة في التعامل، والشعور بالحزن عند الخسارة، واستخدام أساليب غير حضارية قد تؤذي الآخرين وتلحق الضرر بممتلكاتهم.
أسباب التعصب الرياضي
تتعدد أسباب التعصب الرياضي، ومن أهمها:
- التأثيرات الناتجة عن أساليب التربية الخاطئة، حيث يؤثر الوالدان على ميول أبنائهم ويزيدان من تعلقهم بنادٍ معين، مما يعيق حرية اختيارهم. كما تلعب مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأخرى، مثل المدرسة والأصدقاء والعائلة، دورًا في تعزيز شعور التعصب.
- التأثير الكبير لوسائل الإعلام، حيث تسلط الضوء على التحليلات الرياضية المختلفة، مما يؤدي إلى إثارة العواطف وزيادة الانقسام بين الجماهير، ويعزز التعصب تجاه الفرق المفضلة. كما أن هناك نقصًا في توعية الجماهير بالأساليب الصحيحة للتشجيع الذي يُعزز من العلاقات الاجتماعية.
- السلوكيات السلبية لدى بعض الجماهير، التي تتجلى في العدوانية وعدم تقبل الهزيمة، مما يؤدي إلى مشاعر السخط تجاه الآخرين ويُسهم في تعميق الفجوة بين المشجعين والفرق الأخرى.
- الظروف غير المواتية أثناء المباريات، مثل أداء الحكام غير العادل أو غير الحاسم، مما يثير غضب الجماهير ويزيد من التعصب الرياضي.
- التحديات الإدارية التي تواجه الأندية، حيث تفتقر إلى المعايير الواضحة في اتخاذ القرارات وكفاءة التكاليف، مما ينعكس سلبًا على أداء الفريق.
آثار التعصب الرياضي
ينتج عن التعصب الرياضي مجموعة من الآثار غير المرغوبة التي تؤثر على سلوك الأفراد في المجتمع، ومنها:
- الانتماء إلى مجموعات غير متوافقة مع أفكار الفرد وطموحاته.
- فقدان الروح الرياضية، مما يُعيق قدرة الشخص على الاستمتاع بمشاهدة المباريات لفريقه المفضل.
- توتر العلاقات الاجتماعية، وعدم القدرة على قبول الآراء المختلفة.
- اكتساب سلوكيات غير أخلاقية تؤكد على الانتماء لفريق معين، تتسم بالعدوانية والمفاهيم الخاطئة.
- تراجع إنتاجية الفرد في المجتمع، وصعوبة استخدام النقد البناء بشكل فعّال.