آداب صلاة التراويح في المسجد
تعريف صلاة التراويح
صلاة التراويح تُعرَف بأنها جمع “ترويحة”، والتي تعني استراحة النفس، وتحديدًا استراحة الصائم في رمضان بعد أداء الصلاة. وقد سُمّيت بهذا الاسم لأنها تتضمن فترة من الاستراحة بعد كل أربع ركعات، حيث يجلس الإمام لاستعادة النشاط. لذا عُرِفَت صلاة التراويح بأنها الصلاة التي تُؤدَّى في ليالي شهر رمضان.
آداب صلاة التراويح في المسجد
تتعلق صلاة التراويح بمجموعة من الآداب الهامة، نُشير إليها فيما يلي:
آداب المشي إلى صلاة التراويح
- يجب أن يكون المشي بسكينة ووقار استعدادًا للصلاة، مع الالتزام بالطمأنينة وعدم التعجل، وغض البصر وخفض الصوت. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا سمعتم الإقامة، فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلي، وما فاتكم فاتموا).
- عند الذهاب للصلاة، يُفضل تقارب الخطوات لجمع أكبر عدد من الحسنات.
- عند الوصول إلى المسجد، يجب تقديم القدم اليمنى قبل اليسرى مع ذكر دعاء دخول المسجد، ثم أداء ركعتين تحية المسجد، حيث يُعتبر المسجد بيت الرحمة، بينما يعتبر خارج المسجد مكان الرزق.
أثناء انتظار الصلاة في المسجد
- يُستحسن الانشغال بذكر الله.
- قراءة القرآن وتجنب التلاعب كتشبيك الأصابع، إلا لمن ليس في انتظار الصلاة، إذ كان النبي يفعل ذلك بعد انتهائه من الصلاة.
- يجب عدم الانشغال بأحاديث جانبية أو أمور دنيوية، حيث أن ذلك يُذهب بالثواب كما تأكل النار الحطب.
- يظل العبد في انتظار الصلاة، فتستغفر له الملائكة. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الملائكة تُصلي على أحدكم ما دام في مجلسه تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه مادام لم يحدث).
- يجب أن يتجنب المسلم التفريط في الأجور والانشغال بكلام فارغ أو اللعب مع الآخرين، فهذا يُعتبر فضلًا عظيمًا من الله سبحانه وتعالى، حيث ينال فيه الرحمة والاستغفار من الملائكة.
- عند إقامة الصلاة يجب على المسلم أن يقوم عند قول الإمام “قد قامت الصلاة” اقتداءً بنبينا الكريم؛ وإن أراد القيام مبكرًا فلا حرج، بشرط أن يكون قد رأى الإمام.
- ينبغي للرجال الحرص على الصف الأول في صلاة التراويح، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا). أما بالنسبة للنساء، فالصف الأخير يُعتبر الأفضل لهن لتجنب رؤية الرجال.
- تسوية الصفوف أثناء الصلاة، بحيث تتماشى المناكب والأكعب، حيث أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق).
- سد الفرج في الصفوف والتراص لتجنب أي خلل، مع ضرورة عدم فتح الأرجل بشكل مبالغ فيه، حيث أن ذلك يؤذي المصلين ويفتح فرجات لا أصل لها في الشريعة. ينبغي للمسلم الالتزام بسنة النبي الكريم الذي أعطى أهمية كبيرة لتسوية الصفوف.
حكم صلاة التراويح ووقتها
تُعتبر صلاة التراويح سنة مؤكدة لكل من الرجال والنساء. كما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُرغّب في قيام رمضان من غير أن يأمر فيه بعزيمة فيقول: من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه). ويُفهم من الحديث أن المقصود بقيام رمضان إحياء لياليه بالصلاة وأعمال الطاعة بشكل عام.
تُؤدى صلاة التراويح بعد صلاة العشاء وحتى قبيل الفجر، وأفضل وقت لها يكون قبل الوتر وبعد سنة العشاء، وهذا هو رأي غالبية العلماء. في حين أن الحنفية يفضلون أن تُؤدى قبل الوتر ولا تجوز بعدها. ويُعتبر وقتها قبل العشاء غير جائز عند الجميع، بينما يُعَدّ رأي الجمهور هو الأرجح حيث أن هذه الصلاة كانت تُمارس من قبل الصحابة وتم نقلها عن النبي الكريم.