أسباب عدم تداخل مياه المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ
يتسبب عدة عوامل في عدم اختلاط مياه المحيط الأطلسي مع المحيط الهادئ، ومن أبرز هذه العوامل نذكر:
الكثافة
يمكن تقسيم المحيط الأطلسي إلى قسمين، حيث يتميز القسم الشمالي بمياه دافئة ومالحة، بينما يُعرف القسم الجنوبي بمياهه الباردة وكثافتها العالية. من ناحية أخرى، فإن المحيط الهادئ ينقسم بشكل مماثل إلى قسم شمالي يتميز بملوحة وكثافة أقل نتيجة للقيام بزيادة الأمطار الموسمية، وقسم جنوبي قريب من القطب الجنوبي، يمتاز بمياه باردة وملوحة منخفضة بسبب نقص التبخر. يُشار إلى أن المياه الدافئة أقل كثافة من المياه الباردة، كما أن المياه العذبة أقل كثافة من المياه المالحة. ومع ذلك، تظل الفروق في الكثافة غير كافية لتطفو أحدهما فوق الآخر، بينما تكون كبيرة بما يكفي لعدم حدوث الاختلاط بينهما.
درجة الملوحة
ترتبط درجة ملوحة المياه ارتباطًا وثيقًا بالدورة الهيدرولوجية (دورة المياه الطبيعية). فعندما يزداد معدل التبخر، تزداد مستويات الأمطار الموسمية، وهذا يؤدي إلى تقليل ملوحة المياه. وعلى العكس، يؤدي انخفاض التبخر إلى الحفاظ على نسبة عذوبة المياه وقلتها في المناطق الباردة. لذا، فإن الاختلاف في درجة الملوحة بين المحيطين يعد من بين الأسباب الرئيسية التي تمنع اختلاطهما.
التركيب الكيميائي
تساهم الأنهار الجليدية الذائبة من القطب الشمالي في زيادة ملوحة مياه المحيط الأطلسي، وذلك من خلال جرف كميات كبيرة من الرواسب والطين والمعادن مثل الحديد. يمكن أيضًا أن تؤثر الأمطار الحمضية أو التلوث في المياه السطحية أو ذوبان كميات كبيرة من الجليد نتيجة للتغير المناخي على التركيب الكيميائي لمياه المحيطات. جميع هذه العوامل تؤدي إلى تغييرات ملحوظة في التركيب الكيميائي للمياه السطحية.
قوة التوتر السطحي
تتكون قوة التوتر السطحي نتيجة للتفاعلات بين جزيئات المادة ذاتها. وبسبب الاختلاف في الكثافة بين المحيطين، تختلف شدة هذه القوة، مما يسهم في منع اختلاط المياه.
قوة كوريوليس
تؤثر قوة كوريوليس على حركة مياه المحيطات، حيث تتحرك التيارات البحرية في نصف الكرة الشمالي في اتجاه عقارب الساعة، بينما تتحرك في نصف الكرة الجنوبي في الاتجاه المعاكس. نتيجة لذلك، يتعارض اتجاه المياه القادمة من المحيط الأطلسي شمالًا مع اتجاه المياه القادمة من المحيط الهادئ جنوبًا، مما يجعل عدم اختلاطهما أمرًا حتميًا.
ظاهرة الهالوكلين
عند التصادم بين مياه المحيط الهادئ الباردة قليلة الكثافة والملوحة مع مياه المحيط الأطلسي الدافئة والعالية الملوحة وكثافتها، تمر مياه المحيط الهادئ أسفل مياه المحيط الأطلسي دون أن ترتفع فوقها. هذا يشكل طبقة ضبابية عمودية بسبب اختلاف لون المياه العذبة عن المالحة، بالإضافة إلى اختلاف مؤشر انكسار الضوء بينهما، وهذه الظاهرة تعرف بالهالوكلين (Thermohaline Circulation).
البحار والمحيطات الأخرى التي تعاني من عدم اختلاط المياه
توجد ظاهرة عدم اختلاط المياه في بعض البحار والمحيطات الأخرى، مثل:
- بحر الشمال وبحر البلطيق.
- البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.