فهم احتياجات الطفل الرضيع للنوم
يحتاج الطفل الرضيع في الأشهر الأولى من حياته إلى النوم بعد تناول الوجبات. وعادةً ما يستسلم الطفل للنوم كل ساعتين، خصوصاً إذا كان يتغذى على الحليب الصناعي، بينما يحتاج الأطفال الذين يتناولون الرضاعة الطبيعية لتناول طعامهم بشكل متكرر. يبلغ متوسط عدد ساعات النوم التي يحتاجها الطفل يومياً من عشر إلى ثماني عشرة ساعة، وقد يستغرق في بعض الحالات من ثلاث إلى أربع ساعات في القيلولة الواحدة. لكن في هذه المرحلة العمرية، لا يستطيع الطفل التمييز بين الليل والنهار، مما يجعله نشطاً أحياناً في ساعات متأخرة من الليل.
تتغير أنماط النوم لدى الأطفال بين الشهر الثالث إلى السادس، وقد يبدأ الطفل في النوم لفترات تصل إلى ست ساعات متواصلة. كما قد يكون لديه روتين نوم محدد، ولكنه قد يرتبط أيضاً بفكرة تركه بمفرده أثناء النوم. ومع ذلك، يمكن أن تتغير هذه العادات مجدداً عندما ينمو الطفل ويبلغ من الشهر السادس إلى التاسع، حيث قد يبدأ في البكاء إذا تُرك بمفرده بدلاً من النوم.
وضع برنامج نوم محدد
أظهرت دراسة اُجريت على أكثر من 400 أم لأطفال تتراوح أعمارهم من 6 إلى 36 شهراً أن الأطفال الذين اتبعوا برنامجاً محدداً للنوم ليلاً كانوا أكثر سهولة في التنويم وأقل عرضة للبكاء في منتصف الليل. يمكن للأهل البدء في تطبيق برنامج نوم محدد منذ الشهر السادس أو الثامن من عمر الطفل، مع الأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية:
- تشجيع الطفل على اللعب بالألعاب النشطة خلال النهار، ثم الانتقال إلى ألعاب هادئة في الليل لضمان عدم ارتفاع حماس الطفل عند الوصول لوقت النوم.
- المحافظة على نوعية ومواعيد الأنشطة الليلية ثابتة.
- تنظيم الأنشطة الليلية بطرق هادئة ومريحة، خاصة عند نهاية النشاط.
- تقديم حمام دافئ للطفل قبل النوم كوسيلة مريحة تساعد على الاسترخاء.
- استمرار الأنشطة المحببة للطفل حتى نهاية البرنامج وداخل غرفة نومه، لتكوين رابط بين نشاطاته المحبوبة ومكان نومه.
- تثبيت الحالة العامة في غرفة نوم الطفل من الأضواء والأصوات منذ دخول الطفل للنوم وحتى استيقاظه في الصباح.
ضمان سلامة الطفل أثناء النوم
يفضل بعض الأهالي مشاركة غرفة النوم مع أطفالهم حديثي الولادة، وهذه فكرة مريحة للأم. ومع ذلك، فإن مشاركة السرير نفسه مع الطفل قد تعرضه لمخاطر صحية مثل متلازمة الموت المفاجئ للرضع. لذا يُستحسن وضع سرير الطفل بجانب سرير الأم بدلاً من مشاركته. يجب أيضاً مراعاة النقاط التالية لضمان سلامة الطفل أثناء النوم:
- تنويم الطفل على ظهره وليس على بطنه.
- استخدام فرشة صلبة ومطابقة لمعايير السلامة، والتأكد من تغطيتها بشرشف مناسب.
- تجنب وضع أي أشياء مثل الألعاب أو الوسائد أو البطانيات في سرير الطفل.
- عدم تدفئة الطفل بشكل مبالغ فيه، بل يتم ارتداء ملابس دافئة مع مراعاة عدم تغطيته بشكل زائد. يجب ملاحظة أي علامات تدل على ارتفاع درجة الحرارة مثل التعرق أو الشعور بالحرارة.
- إبعاد الطفل عن المدخنين، حيث يزيد التدخين من مخاطر تعرض الأطفال لمتلازمة الموت المفاجئ.
- يمكن تنويم الطفل مع اللهاية، مع عدم إجباره عليها إذا لم يقبلها.
الاستخدام السليم للإضاءة
تلعب الإضاءة دوراً أساسياً في نشاط الطفل ونومه، إذ يمكن اعتبارها مفتاحاً للتنشيط أو التنويم. لذا يُفضل إبقاء الضوء في الغرفة مشعاً وطبيعياً خلال النهار، مع استخدام إضاءة خافتة في الليل، حيث يعمل الظلام على تعزيز إفراز هرمون الميلاتونين، وهو أحد أهم الهرمونات المسؤولة عن تنظيم النوم.