الدعاء
يُعرَّف الدعاء في اللغة بأنه الأصل مصدر من الفعل “دعوت الشيء أدعوه دعاءً”، ويعني توجيه الصوت والكلام نحو شيء لتقريبه إليك. أما من الناحية الاصطلاحية، فقد تعددت تفسيرات العلماء للدعاء. فقد قال الخطابي: “الدعاء هو استدعاء العبد لربه عز وجل، معبرًا عن افتقاره إليه، وطلب المعونة منه، وهو تجسيد للعبودية واستشعار للذلة البشرية، وفيه أيضًا ثناء على الله.” بينما أوضح ابن منظور أن الدعاء يعبر عن “الرغبة إلى الله” كما ذكر في “لسان العرب”. وفيما يلي نستعرض بعض الأدعية المأثورة.
أدعية الصباح والمساء
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات، فيضره شيء” (الترمذي، 3388).
- دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فرأى رجلاً من الأنصار يدعى أبو أمامة، فقال: “يا أبا أمامة، ما لي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت الصلاة؟” قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، فقال: “ألا أعلمك كلامًا إذا قلته ذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك؟” قلت: بلى يا رسول الله. قال: “قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال” (أبو داود، 1555).
- عن عبادة بن مسلم الفزاري، قال: سمعت ابن عمر يقول: “لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي، ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي” (أبو داود، 5074).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصبح يقول: “اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور”، وإذا أمسى قال: “اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير” (أبو داود، 5068).
- قدم رجل حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: “يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك إذا صلينا في صلاتنا؟” قال: “إذا صليتم عليَّ فقولوا: اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد” (البخاري، 3370).
- “الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم، له ما في السماوات وما في الأرض، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء، وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم” (البقرة، 255).
- “أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، ربي أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده، ربي أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربي أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر.”
- “آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون، كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله، وقالوا سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير. لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين” (البقرة، 268).
- “أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، ربي أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، ربي أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربي أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر.”
أدعية الرزق
- “اللهم إن ذنوبي لم يبق لها إلا رجاء عفوك، وقد قدمت آلة الحرمان بين يدي، فأنا أسألك ما لا أستحقه، وأدعوك ما لا أستوجبه، وأتضرع إليك بما لا أستأهله، ولم يخفَ عليك حالي وإن خفي على الناس كنه معرفة أمري. اللهم إن كان رزقي في السماء فأهبطه، وإن كان في الأرض فأظهره، وإن كان بعيداً فقربه، وإن كان قريباً يسره، وإن كان قليلاً فكثّره وبارك لنا فيه.”
- “اللهم رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحَب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان. أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين واغننا من الفقر.”
- “اللهم مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل، وتخرج الحي من الميت، وتخرج الميت من الحي، وترزق من تشاء بغير حساب، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي من تشاء منهما وتمنع من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك.”
أدعية مستجابة
- “اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ في قضاءك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلائُ حُزني، وذهاب همّي.”
- “لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين.”
- “اللهم إنا نسألك باسمك العظيم الأعظم، الذي إذا دُعيت به أجبت، وإذا سُئلت به أعطيت، وبأسمائك الحسنى كلها ما علمنا منها وما لم نعلم، أن تستجيب لنا دعواتنا وتحقق رغباتنا، وتقضي حوائجنا وتفرج كروبنا، وتغفر ذنوبنا، وتستر عيوبنا، وتتوب علينا، وتعافينا، وتعفو عنا، وتصلح أهلنا وذرّياتنا، وتطل بعمرنا، وتحسن عاقبتنا، وارحمنا برحمتك الواسعة، رحمةً تغنينا بها عمّن سواك.”
- “يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعالاً لما تريد، أسألك بعزّك الذي لا يُرام، وملكك الذي لا يُضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك، أن تكفيني ما أهمني من أمر الدنيا والآخرة.”
- “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.”
- “رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت الغفور الرحيم.”
- “أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه.”
- “أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله.”
- “اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدّمت وما أخّرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير.”
- “اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يُستجاب له يا رب العالمين.”