تضخم الرحم
يُعتبر تضخم الرحم حالة شائعة بين النساء، خاصة بعد بلوغهن مرحلة انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Menopause). ومع ذلك، قد تظهر هذه الحالة أيضًا خلال سنوات الإنجاب، حيث تلاحظ المرأة انتفاخًا في منطقة البطن مما يؤدي إلى ضيق في الملابس. غالبًا ما يكون تشخيص تضخم الرحم غير متوقع بالنسبة للنساء، ويُعزى هذا التضخم إلى حالة طبية تؤدي إلى زيادة حجم الرحم، بالإضافة إلى نزيف رحمي وألم. تعاني العديد من النساء من تضخم الرحم دون أن يدركن ذلك حتى يتم الكشف عنه خلال فحص طبي من قبل الطبيب. تشير الدراسات إلى أن تضخم الرحم قد ينشأ عن تراكم السوائل في بطانته، مما يسبب ظهور كتل كبيرة في منطقة الحوض.
قد تتطلب أسباب تضخم الرحم العلاج في بعض الحالات، ويُفترض أن هناك عدة عوامل تؤدي إلى زيادة حجمه عن المعتاد. من أبرز هذه الأسباب هو الحمل، حيث يتسع رحم المرأة ليصبح بحجم كرة قدم أو أكثر خلال فترة الحمل، الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة تبلغ ألف مرة عن الحجم الطبيعي. يمكن أن يحدث تضخم الرحم أيضًا بسبب ظروف غير ضارة، مثل الأورام الحميدة في عنق الرحم (بالإنجليزية: Polyp of the cervix) التي قد تسبب بعض المضاعفات المزعجة مثل النزيف. لكن في بعض الحالات، يمكن أن تكون الأسباب أكثر خطورة مثل تكوّن أورام سرطانية خبيثة (بالإنجليزية: Cancerous malignant tumors) عندما يتجاوز حجم الرحم حدًا معينًا.
أعراض تضخم الرحم
تتضمن أعراض تضخم الرحم مجموعة من العلامات التي يمكن وصفها على النحو التالي:
- التغيرات غير الطبيعية في الدورة الشهرية، مثل: النزيف الغزير والتشنجات وآلام البطن.
- ظهور كتل في منطقة أسفل البطن.
- الشعور بالضعف والشحوب العام.
- زيادة الوزن في منطقة الخصر نتيجة التضخم.
- الشعور بالضغط في منطقة الرحم والأعضاء المحيطة.
- التعرض لتشنجات في منطقة الحوض.
- الشعور بألم في الظهر.
- انتفاخ وتشنج القدمين.
- الإصابة بالإمساك.
- الإلحاح البولي والتبول المتكرر.
- نزيف مهبلي غير اعتيادي حتى بعد الوصول إلى مرحلة انقطاع الطمث.
أسباب تضخم الرحم
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى تضخم الرحم، وفيما يلي أهمها:
العضال الغدي الرحمي
العضال الغدي الرحمي (بالإنجليزية: Adenomyosis) هو حالة يحدث فيها زيادة في نمو بطانة الرحم. ورغم عدم معرفة سبب معين وراء حدوثها، يُعتقد أنها مرتبطة بمستويات هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen). تلاحظ النساء أعراض هذه الحالة عادةً بعد انقطاع الطمث، وعادةً ما تتشابه أعراض العضال مع أعراض الأورام الليفية. ومن أبرز أعراضه:
- نزيف غزير خلال الدورة الشهرية.
- تشنجات مؤلمة.
- ألم أثناء الجماع.
- انتفاخ في أسفل البطن وألم عند ضغط المنطقة.
- زيادة حجم الرحم بمقدار الضعف أو الثلاثة أضعاف الحجم الطبيعي.
الأورام الليفية
الأورام الليفية (بالإنجليزية: Fibroids) هي أورام تنمو داخل أو خارج الرحم. على الرغم من عدم معرفة السبب الدقيق وراء ظهورها، يُعتبر أن التقلبات الهرمونية والعوامل الوراثية تلعب دورًا في تطورها. ومن النادر أن تتحول هذه الأورام إلى أورام سرطانية. تميل بعض الأورام الليفية إلى الظهور صغيرة الحجم دون أعراض، بينما يمكن أن ينمو بعضها الآخر لدرجة تجعل المرأة تبدو وكأنها حامل. ومن أهم أعراض الأورام الليفية:
- نزيف غزير خلال الدورة الشهرية.
- ألم شديد أثناء الدورة الشهرية.
- عدم الراحة أثناء الجماع.
- آلام في أسفل الظهر.
سرطانات الأعضاء التناسلية
تشمل سرطانات الأعضاء التناسلية (بالإنجليزية: Reproductive cancers) سرطان الرحم، وسرطان عنق الرحم، وسرطان بطانة الرحم، والتي قد تؤدي إلى تضخم حجم الرحم. ومن الأعراض التي قد ترافق هذه السرطانات:
- نزيف مهبلي غير طبيعي، مثل حدوث نزيف بين الدورات الشهرية.
- ألم أثناء التبول والشعور بعدم القدرة على تفريغ المثانة.
- ألم في منطقة الحوض.
- ألم أثناء الجماع.
علاج تضخم الرحم
يمكن للنساء ملاحظة أعراض تضخم الرحم أو اكتشافها من خلال الفحوصات الروتينية. في كلا الحالتين، يسعى الأطباء للتأكد من أن سبب التضخم ليس الحمل أو وجود ورم خبيث، وذلك من خلال إجراء اختبارات، تشمل فحص الحمل وبعض الفحوصات التصويرية مثل الموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound) أو التصوير المقطعي (بالإنجليزية: CT scan) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI). عموماً، يعتمد علاج تضخم الرحم على علاج السبب الرئيسي، كالتالي:
- علاج الأورام الليفية: غالباً ما يتطلب ذلك المراقبة واستخدام أدوية لتخفيف الأعراض، مثل مسكنات الألم عند المعاناة من ألم شديد.
- علاج العضال الغدي الرحمي: يعتمد على مسكنات الألم، بالإضافة إلى حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Contraceptive) أو الحلقات المهبلية (بالإنجليزية: Vaginal rings) لتقليل النزيف وآلام البطن، وقد تكون هناك حاجة للجراحة في الحالات الشديدة.
- علاج السرطانات التناسلية: عادةً ما يتم استئصال الرحم وقناة فالوب والمبايض في حالة سرطان الرحم، وقد تتبع النساء بعد ذلك العلاج الكيميائي والإشعاعي. وتعتمد بروتوكولات العلاج الخاصة بسرطان بطانة الرحم على مرحلة المرض والصحة العامة للمرأة، حيث يشمل العلاج استئصال كلي للرحم (بالإنجليزية: Hysterectomy) والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، وقد يوصى بإضافة العلاج الهرموني.
فيديو يوضح تضخم الرحم وأسبابه وعلاجه
يُعتبر تضخم الرحم من بين المشكلات الأكثر شيوعًا التي تعاني منها النساء. فما هي أبرز أسبابه؟ وما هي أهم طرق علاجه؟