تعريف المد
يُعتبر المد تعبيراً عن إطالة زمن الصوت مع أحد حروف المد الثلاثة، التي تشمل الألف الساكنة التي تسبقها حركة الفتحة، والواو الساكنة التي تأتي قبلها حركة الضمة، والياء الساكنة المكسورة ما قبلها. يُقسم المد إلى نوعين بناءً على طريقة التمديد: المد الطبيعي، الذي لا يعتمد على وجود همزة أو سكون، والمد الفرعي، الذي يتوقف على ظهور الهمزة أو السكون.
أسباب المد الفرعي
سبب المد بالهمز
هذا التقسيم يعتمد على موقع الهمزة بالنسبة لحروف المد، حيث ينقسم إلى أربعة أنواع: (المتصل، المنفصل، البدل، ومد الصلة الكبرى):
- المد المتصل: يحدث عندما تتبع الهمزة حرف المد مباشرة في كلمة واحدة، كما في (وَمَلَآئِكَتَهُ). ويتوجب مد هذا النوع لأنه متفق عليه بين القراء بمقدار (4 أو 5) حركات.
- المد المنفصل:
يحدث عندما يقع حرف المد في نهاية كلمة والهمزة في بداية الكلمة التالية، حيث يمكن للقارئ مد حرف المد بمقدار (4 أو 5) حركات جوازاً، كما في (مآ أنتم). يُقسم هذا المد إلى نوعين:
- مد منفصل حقيقي:
وفيه تكون الهمزة وحرف المد منفصلين تمامًا في النص، مثل (ومآ أنزلنا).
- مد منفصل حُكمي:
تحدث هذه الحالة عندما يكون حرف المد والهمزة متصلين رسمياً فقط، كما في (هَـؤُلَاءِ) و(هَأَنتُم).
- مد الصلة الكبرى:
يعتبره بعض علماء التجويد من أنواع المد المنفصل، ويُشير إلى إشباع حركة هاء الضمير المذكر الغائب، بحيث تُعتبر الواو بمثابة المد إذا كانت مضمومة، والياء إذا كانت مكسورة، شريطة أن تأتي بعدها همزة قطع متحركة، كما في (إنَّهُ أَنا)، حيث يجب أن تكون الهاء متحركة بين حرفين متحركين.
- مد البدل:
يظهر عندما تسبق همزة القطع حرف المد في كلمة واحدة، كما في (ءامنا) و(ءاتينا). وسُميّ هذا النوع “بدلاً” لأن حرف المد يُعتبر بديلاً عن الهمزة، وقد اتفق القراء، بما فيهم حفص، على قصر مد البدل بمقدار حركتين، فيما يُفضل ورش مدّه بمقدار (2، 4، 6) حركات.
سبب المد بالسكون
ينقسم المد الذي يعتمد على السكون إلى نوعين: (المد العارض للسكون، والمد اللازم)، كما يلي:
- المد العارض للسكون:
يظهر هذا النوع عندما يسبق حرف المد الحرف الأخير في الكلمة، حيث يكون الحرف الأخير متحركاً ثم يُسكن عند الوقوف عليه، ويمتد حرف المد في مثل هذه الحالة بمقدار (2/4/6) حركات كما في (يَعمَلُوْنَ).
- المد اللازم:
يحدث عندما يلي حرف المد حرف ساكن سكوناً أصليًا، ويمتد بمقدار 6 حركات إشباعًا. ويُقسم إلى قسمين:
- مد لازم كلمي:
وسُمي كلمياً لأنه يظهر في كلمة واحدة، وينقسم إلى: مثقل، حيث يتبع حرف المد حرف ساكن سكوناً أصلياً مُدغماً مثل (الطَّآمَّة)، ومخفف حيث يتبع حرف المد حرف ساكن سكوناً أصلياً غير مُدغم، ولم يرد منه إلا في كلمة واحدة في القرآن، مثل (ءآلئن).
- مد لازم حرفي:
وسُمي حرفياً لأنه يتضمن حرفاً، وينقسم إلى: مثقل، حيث يتم إدغام الحرف الساكن مع الحرف الذي يليه، كما في (طسم) و(الم)، وهذان هما المثالان الوحيدان في القرآن. في قوله تعالى: (طسم) نجد أن الحروف تتداخل، مما يُعتبر مدًا لازمًا كلمياً مثقلاً. أما في المخفف، فلا يكون هناك إدغام مثل (يس) و(حم).