تلوث الهواء
أسباب تلوث الهواء
توجد مجموعة من العوامل التي تسهم في تلوث الهواء (بالإنجليزية: Air Pollution)، ومن أبرز هذه الأسباب والمصادر:
الملوِّثات الصناعية
تشكل الأنشطة الصناعية، مثل معالجة المعادن، وصهرها، وصناعة الورق واللب، بالإضافة إلى محطات تكرير النفط، ومصانع المواد الكيميائية، ومصانع السكر والقطن، وكذلك مرافق تصنيع المطاط، حوالي 20% من تلوث الهواء. وتشمل الملوثات الناتجة عن هذه العمليات:
- المواد الناتجة عن محطات الطاقة والمداخن الصناعية نتيجة احتراق الوقود الأحفوري، ومنها غاز ثاني أكسيد الكربون، وأول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، وكبريتيد الهيدروجين، والهيدروكربونات.
- المخلفات الناتجة عن مصانع الأسمدة الفوسفاتية، واستخراج الألمنيوم، وحرق السيراميك، وصناعة الفولاذ، وتشتمل على مركبات الفلور.
- الملوثات الناتجة عن عمليات الإنتاج المعدنية، مثل الغبار والأبخرة المحملة بالرصاص والكبريت والكروم والنيكل.
- المكونات الناتجة عن بعض الصناعات الكيميائية، مثل حمض الهيدروكلوريك، والكلور، وأكاسيد النيتروجين، والرصاص، والزنك، والزرنيخ، وأكاسيد النحاس.
وسائل النقل
تُعتبر وسائل النقل من أبرز مصادر تلوث الهواء، حيث تسهم بنحو ثلثي انبعاثات غاز أول أكسيد الكربون وحوالي نصف انبعاثات الهيدروكربونات وأكسيد النيتروس. كما تُخرج عوادم المركبات عدة غازات، بما في ذلك الرصاص، الذي يضر بالحياة الحيوانية والنباتية، بالإضافة إلى العديد من المركبات العضوية المتطايرة الناتجة عن حرق الوقود في السيارات.
حرق الوقود الأحفوري
يُستخدم الوقود الأحفوري في إنتاج الطاقة اللازمة لمجموعة من الأنشطة مثل الطهي والتدفئة والإضاءة والغسيل، مما يؤدي إلى انبعاث مجموعة متنوعة من الملوثات، مثل الهيدروكربونات وغاز ثاني أكسيد الكبريت. وتُنتج محطات الطاقة الكهربائية، وخاصة تلك التي تعتمد على الفحم، حوالي ثلثي انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكبريت في الهواء.
انبعاثات الطائرات
يساهم التلوث الناتج عن الطائرات في تدهور جودة الهواء العالمي، حيث تتحمل الطائرات مسؤولية 2.5% من انبعاثات غاز أول أكسيد الكربون وحوالي 1% من انبعاثات المركبات الهيدروكربونية. كما تطلق الطائرات دخانًا يحتوي على جزيئات دقيقة تتواجد في الهواء، مما يعوق الرؤية ويؤثر على الإضاءة.
الأنشطة الزراعية
تسهم عمليات حرق الغابات والمراعي وغيرها من المساحات الزراعية بنحو 60-65% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. كما أن زراعة الأرز، وعمليات حرق الكتلة الحيوية، وأنشطة الإخراج لدى المواشي تُسهم في إنتاج حوالي 40% من انبعاثات غاز الميثان. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام المبيدات الحشرية يلعب دورًا في انبعاثات مركبات الفوسفات العضوية والهيدروكربونات المكلورة والزنك والزرنيخ.
الإشعاعات المؤيّنة
تتميز الإشعاعات المؤينة بامتلاك طاقة كافية لتأيين الذرات والجزيئات، وأبرز مثال على ذلك هو الجسيمات التي تنتج عن الانفجارات النووية والتجارب العلمية التي تستخدم نظائر مشعة. يمكن أن تُنتج الإشعاعات المؤينة أيضًا من عمليات التحلل الإشعاعي التي تحدث طبيعيًا في البيئة.
الإشعاعات الكونيّة
يتواصل تعرض الغلاف الجوي لاختراق جزيئات مشحونة من الفضاء الخارجي تُعرف بالأشعة الكونية الأولية. وبمجرد اختراقها الغلاف الجوي، تفقد هذه الأشعة جزءًا من طاقتها تدريجيًا حتى تختفي عند اصطدامها بذرات الأكسجين والنيتروجين، مما يؤدي إلى إنتاج أشعة ثانوية تحمل خصائص مختلفة عن الأشعة الأولية.
الجزيئات المُعلقة
تشكل المواد المُعلقة المصدر الرئيسي لتلوث الهواء، إذ تتضمن الغبار من مصادر متعددة، مثل غبار الفحم الناتج عن محطات الطاقة ومصافي النفط، بالإضافة إلى غبار الأسمنت والسيليكا الناتج عن تكسير الصخور. كما أن وسائل النقل تُنتج كميات كبيرة من الغبار كذلك.
حلول تلوث الهواء
يتحمل المجتمع، بما في ذلك الأفراد والحكومات، مسؤولية إيجاد حلول لمشكلة تلوث الهواء. ومن الإجراءات التي يمكن اتخاذها:
حلول على مستوى الأفراد
تشمل الإجراءات الفردية ما يلي:
- تشجيع أفراد العائلة على استخدام وسائل النقل العامة، مما يقلل من عدد السيارات على الطرق وهذا بدوره يساهم في تقليل الانبعاثات الضارة.
- الترشيد في استهلاك الطاقة، مثل استخدام الأضواء والسخانات بشكل معقول لتقليل احتراق الوقود الأحفوري لإنتاج الكهرباء.
- إعادة تدوير المواد واستخدامها، الأمر الذي يساهم في تقليل الطلب على تصنيع منتجات جديدة، حيث إن التصنيع ينتج الكثير من الملوثات.
حلول على مستوى الحكومات
تشمل الحلول على مستوى الحكومات ما يلي:
- الاستثمار في الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، لتقليل الاعتماد على حرق الوقود الأحفوري.
- مراقبة الشركات والمصانع خلال عمليات التصنيع، وفرض القوانين للتقليل من الانبعاثات الضارة.
- تصميم وسائل النقل ذات الكفاءة العالية في استهلاك الطاقة.
تلوث الماء
أسباب تلوث الماء
توجد عدة أسباب تؤدي إلى تلوث المياه (بالإنجليزية: Water Pollution)، وهنا أبرز الطرق التي تساهم في ذلك:
الملوِّثات الصناعية
تُعدّ الصناعات ومواقع التصنيع والتعدين والمناطق الزراعية في العالم من أهم المساهمين في تلوث المياه. حيث تحتوي المخلفات الناتجة عنها على مواد كيميائية سامة، وعند وصول هذه المياه غير المعالجة إلى شبكات المياه العذبة، تتسبب في تلوثها ورفع درجة حرارة المسطحات المائية، مما يهدد حياة الكائنات الحية ويجعل المياه غير صالحة للاستخدام البشري.
إلقاء النفايات في المحيطات
في بعض الدول، يتم جمع النفايات المنزلية والتخلص منها عن طريق إلقائها في المحيطات، حيث تحتاج معظم هذه النفايات إلى ما يقرب من 200 عام للتحلل بشكل كامل.
المجاري والمياه العادمة
حتى بعد معالجة مياه المجاري والمياه العادمة، تحتوي على العديد من المواد الكيميائية الضارة والبكتيريا، وبعض مسببات الأمراض. وعندما تصل هذه المياه إلى المياه العذبة دون معالجة، فإنها تتسبب في تلوثها وتؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية.
تسرُّب النفط في المسطحات المائية
على الرغم من أن هذه الحوادث هي عرضية، إلا أن كميات التسرُّب النفطية تكون كبيرة، وعادة ما تحدث خلال عمليات التنقيب عن النفط أو بسبب السفن الناقلة.
الأنشطة الزراعية
يقوم المزارعون باستخدام مواد كيميائية لحماية محاصيلهم من الآفات، ما يؤدي إلى ضرر للكائنات الحية عند اختلاطها بالمياه الجوفية أو مياه الأمطار المتدفقة إلى الأنهار والجدول.
الاحتباس الحراري
تعد مشكلة الاحتباس الحراري مصدر قلق كبير بالنسبة لتلوث المياه، حيث تتسبب في ارتفاع درجات حرارة المياه مما يؤدي إلى قتل الكائنات المائية وزيادة تلوث المصادر المائية. ومن المعروف أن الاحتباس الحراري هو نتيجة من نتائج تلوث البيئة الناجم عن الأنشطة البشرية.
مخلفات التحلل الإشعاعي
يتسبب اليورانيوم، المستخدم في محطات الطاقة النووية، في تلوث المياه في حال عدم التخلص منه بطريقة صحيحة. ولا تزال المصادر المائية والبيئة بشكل عام تتعرض لمثل هذا النوع من التلوث.
حلول تلوث الماء
توجد العديد من الحلول لمشكلة تلوث الماء، ومن أهم الطرق المتبعة للحد منها:
معالجة مياه الصرف الصحي
تتضمن معالجة مياه الصرف الصحي إزالة جميع الملوثات باستخدام تقنيات فيزيائية وكيميائية وبيولوجية، لضمان الحصول على مياه نظيفة وصالحة للاستخدام.
الزراعة الخضراء
تهدف الزراعة الخضراء إلى زراعة نباتات ملائمة للمناخ عن طريق استخدام أنظمة ري فعالة تقلل من استهلاك المياه والطاقة وتقلل من دخول المواد الكيميائية إلى المياه.
إدارة تصريف مياه الأمطار
تساعد إدارة تصريف مياه الأمطار والثلوج على تقليل آثار الجريان السطحي وتحسين جودة المياه، مما يمنع دخول الملوثات إليها وبالتالي يسهل استخدامها بشكل فعال.
الحد من تلوث الهواء
إن مشكلة تلوث الهواء تؤثر بشكل مباشر على تلوث المياه، حيث تمتص المحيطات حوالي 25% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية، مما يُسهم في تحمض المحيطات ويشكل خطرًا على الحياة البحرية.
التقليل من النفايات البلاستيكية
ينبغي على الأفراد تقليل استخدام البلاستيك عالميًا، بالإضافة إلى تحسين إدراة النفايات البلاستيكية، حيث أن كميات كبيرة من البلاستيك تُضاف إلى المحيطات من اليابسة، مما يتسبب في تلوثها.
ترشيد استهلاك المياه
يتوجب على الجميع المحافظة على المياه للحد من مشكلة تلوثها، مما يساعد على توفير مياه نظيفة لجميع الأفراد في العالم. يجب أيضًا إدارة الموارد المائية بشكل مسؤول، وإدراك ندرته.
تلوث التربة
أسباب تلوث التربة
تتعدد الأسباب والمصادر المسؤولة عن تلوث التربة (بالإنجليزية: Soil Pollution)، ومن أبرزها:
الأنشطة الصناعية
تعتبر الأنشطة الصناعية من أكبر المساهمين في مشكلة تلوث التربة، إذ تؤدي زيادة عمليات التصنيع وأنشطة التعدين إلى إنتاج مخلفات ثانوية ملوثة. عند بقاء هذه المخلفات على سطح التربة لفترة طويلة، تجعلها غير صالحة للاستخدام.
الأنشطة الزراعية
أدى الاستخدام المتزايد للأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية إلى تقليل خصوبة التربة وتدمير بنية التربة. هذه المركبات الكيميائية الصناعية لا تتحلل بشكل طبيعي، كما تمتص بعض النباتات هذه المبيدات، وعند تحللها تعود لتلوث التربة.
المخلفات الشخصية
تُلقى الفضلات الشخصية ومياه الصرف الصحي في مدافن النفايات، مما يؤدي لتلوث التربة، حيث تحتوي الأجسام البشرية على سموم تتسرب إلى التربة.
تسرب النفط
يحدث تسرُّب المواد النفطية أثناء التخزين، أو عند نقل المواد الكيميائية في محطات الوقود، مما يلحق الضرر بالتربة ويجعلها غير صالحة للزراعة.
المطر الحمضي
ينتج المطر الحمضي عن تفاعل الملوِّثات في الهواء مع مياه الأمطار، مما يؤثر على العناصر الغذائية في التربة ويغير من بنيتها.
حلول تلوث التربة
توجد مجموعة من الإجراءات التي يمكن اتخاذها للحد من تلوث التربة، وأهمها:
الحد من المطر الحمضي
يمكن الحد من تساقط المطر الحمضي من خلال تركيب أجهزة غسل الغازات على مداخن محطات الطاقة، والتوجه نحو تطوير مصادر وقود بديلة وترشيد استهلاك الطاقة.
إعادة استصلاح الأراضي الرطبة
تحتوي الأراضي الرطبة على كم كبير من المياه، ويمكن لها أن تلعب دورًا في الحد من تلوث التربة. بعض المنظمات، مثل منظمة الحفاظ على الطبيعة، تقوم بجهود لاستصلاح هذه الأراضي، ويمكن المشاركة في هذه الجهود أو التبرع لها.
تحسين جودة الأنشطة الزراعية
يتطلب ذلك استخدام مبيدات الأعشاب العضوية والتقليل من استخدامها وزراعة نباتات محلية تستطيع التكيف مع الظروف البيئية، مما يجعل استخدام المبيدات غير ضروري.
التقليل من الآثار البشرية السلبية
يجب تقليل كميات النفايات التي تُلقى في المكبات، والتوجه نحو إعادة التدوير، واستخدام أكياس من القماش بدلاً من البلاستيك، وتجنب شراء المنتجات ذات التغليف الزائد.
العلاج البيئي
تعتبر العلاجات البيئية من الحلول الفعالة لتلوث التربة، حيث يتم إزالة الملوثات مـن التربة والمياه الجوفية باستخدام المعالجة الحيوية بالميكروبات أو المعالجة النباتية.
التلوث الضوضائي
أسباب التلوث الضوضائي
أصبح التلوث الناتج عن الصوت غير المرغوب شائعًا بفعل التطور التكنولوجي، وهناك العديد من المصادر التي تسهم في مشكلة التلوث الضوضائي (بالإنجليزية: Noise Pollution)، مثل:
وسائل النقل الجوية
زاد التلوث الضوضائي الناتج عن وسائل النقل الجوية في السنوات الأخيرة بسبب الاستخدام الواسع للطائرات النفاثة الثقيلة بعيد المدى. يصدر الضجيج من الطائرات النفاثة بشكل أكبر وأكثر إزعاجًا مقارنة بالطائرات المروحية، وخاصة أثناء الاقلاع والهبوط.
مواقع البناء
تعتبر الضوضاء الناتجة عن مواقع البناء أكثر حدة من الضوضاء الناتجة عن عمليات التصنيع، نظرًا للأدوات والمعدات المستخدمة التي تصدر ضوضاء عند بناء الجسور والمباني.
إنشاء الدعامات العميقة
تُعتبر عملية دق الركائز من عمليات الهندسة المدنية التي تؤدي إلى إحداث ضوضاء مرتفعة.
عمليات التصنيع
ينشأ الضجيج في القطاع الصناعي عن العمليات التي تسبب الاهتزاز واحتكاك المواد وتضطرب مجاري الهواء والغاز.
مكبرات الصوت والأصوات الناتجة عن الألعاب النارية والزوامير
تُستخدم مكبرات الصوت والألعاب النارية في مختلف المناسبات، وتصل شدة الضجيج الناتج عن بعض الألعاب النارية إلى 120 ديسيبيل، وقد تتجاوز الزوامير مستويات الضوضاء المسموح بها.
حلول التلوث الضوضائي
يمكن اتخاذ إجراءات للحد من التلوث البيئي والتلوث الضوضائي، ومنها:
- تقليل الضوضاء الناتجة عن وسائل النقل والشاحنات والسيارات عن طريق تصميم أجهزة كاتمة للصوت داخل محركات الأجهزة.
- وضع حدود للضوضاء الناتجة عن حركة المرور، وحظر استخدام الزوامير في مناطق معينة، بالإضافة إلى إنشاء مناطق هادئة قرب المستشفيات والمدارس.
- يجب زراعة الأشجار والشجيرات لتقليل الضوضاء من البيئة الخارجية.
- الاعتناء بتصميم المنازل بشكل يخفف من الضوضاء، مثل وضع الممرات والمطابخ في أماكن صاخبة وغرف النوم في مناطق هادئة.
- تطبيق القوانين بشكل صارم بتنظيم حركة الشاحنات في المدن القديمة خلال ساعات محددة وتحديد مستوى الضوضاء المسموح به.
التلوث الضوئي
أسباب التلوث الضوئي
توجد مصادر عديدة للأضواء الساطعة التي تؤدي إلى التلوث الضوئي (بالإنجليزية: Light Pollution) مثل:
- أضواء الشوارع ليلًا.
- الأضواء في المنازل.
- الأضواء الأمنية.
- أضواء الشركات ذات النوافذ الكبيرة ليلاً.
- أضواء المتاجر التي تُستخدم في الدعاية.
- أضواء اللوحات الإعلانية.
- أضواء الملاعب والمواقع الرياضية.
حلول التلوث الضوئي
يمكن اتخاذ الإجراءات التالية للحد من التلوث الضوئي:
- استخدام مصابيح كهربائية ذات قدرة منخفضة، وتركيب الكشافات الضوئية للحفاظ على الأمان.
- استبدال الأضواء العادية بأضواء تعمل عند الحاجة، وإطفاء الأنوار غير المستخدمة.
- شراء تركيبات تغطي المصابيح بشكل جيد لتوجيه الضوء نحو المكان المطلوب.
- إطفاء الأنوار خلال النهار واستخدامها فقط ليلاً.
- تثبيت ضوء ليلي أحمر للحركة أثناء الليل.
- تشجيع الأفراد على اتباع هذه الإجراءات لتقليل التلوث الضوئي، مما يساعد على تقليل التكاليف وزيادة كفاءة الإضاءة.