أسباب غزو العثمانيين لمصر
تتعدد أسباب غزو العثمانيين لمصر والشام، وسنستعرضها بالنقاط التالية:
استقبال السلطان قانصوه الغوري للمتمردين الفارين من السلطان سليم الأول
قام السلطان قانصوه الغوري المملوكي باستقبال الأمراء العثمانيين الذين تمردوا على السلطان سليم الأول، ومن أبرز هؤلاء الهاربين الأمير أحمد، الشقيق للسلطان سليم الأول. وكان هدف المماليك من احتواء هؤلاء الأمراء هو خلق مزيد من الإرباك للسلطان العثماني.
عدم وضوح موقف الدولة المملوكية من العثمانيين
لم تُظهر الدولة المملوكية موقفًا محددًا تجاه الدولة العثمانية، إذ لم تكن صديقة ظاهرة ولا عدوًا واضحًا. وقد كانت للدولة المملوكية علاقات جيدة مع الدولة الصفوية، ووقفت معنويًا بجانب السلطان إسماعيل الصفوي، مما أثار الشكوك حول دعمها للصفويين في صراعاتهم مع العثمانيين.
الخلافات على الحدود بين الدولتين
شهدت بعض القبائل انقسامات بين المؤيدين للدولة العثمانية وأخرى للمماليك. وهذا الأمر ساهم في دفع السلطان سليم الأول إلى التفكير في ضم مصر والشام إلى الدولة العثمانية، مما سيعمل على إنهاء هذا الخلاف.
انتشار الظلم في عهد المماليك
استشرى الظلم في الدولة المملوكية، مما دفع علماء وشيوخ وأعيان مصر وبلاد الشام إلى مناشدة السلطان العثماني سليم الأول بضم المنطقة إلى دولته، آملين في التحرر من الظلم والفساد المنتشر في بلادهم.
الفساد والضعف المهيمن على مصر والشام
شخص علماء الدولة العثمانية الفساد والضعف المنتشرين في مصر والشام كعوامل تستدعي ضمها للدولة العثمانية القوية حينها، خصوصًا بعد هزيمة المماليك أمام البرتغاليين في معركة ديو، ورغبة البرتغال في الاستحواذ على مكة والمدينة المنورة. وبالتالي، وجد العثمانيون أنه يجب تعزيز نفوذهم في بلاد الشام لحماية تلك المقدسات.
قبل دخول العثمانيين لمصر
تحت قيادة السلطان سليم الأول، الذي تولى الحكم بعد تنازل والده له، كانت أولى خطواته هي القضاء على الفتن الداخلية التي أوجِدت بين إخوته. بالإضافة إلى ذلك، واجه السلطان تحديات جمّة كان أبرزها: الدولة الصفوية وانتشار المذهب الشيعي، وكذلك اكتشاف البرتغاليين لطريق رأس الرجاء الصالح.
في تلك الفترة، كانت البلدان الإسلامية تتعرض لتهديدات من الغزو البرتغالي، مما أثر على اقتصاد الدولة المملوكية نظرًا لسيطرة البرتغاليين على الخليج العربي وبحر الهند. كان التجار الأوروبيون يتجهون بعيدًا عن مصر نحو الطريق الجديد، بينما حاول المماليك بقيادة قانصوه الغوري مواجهة البرتغاليين، إلا أنهم مُنيوا بالهزيمة في معركة ديو الشهيرة.
ضم مصر وبلاد الشام
قرر السلطان سليم الأول ضم مصر وبلاد الشام إلى نفوذه، فالتقى بالسلطان قانصوه الغوري في معركة مرج دابق بالقرب من حلب، حيث أُخضع المماليك للهزيمة، وقُتل السلطان قانصوه الغوري، وقد أدّى السلطان سليم الأول صلاة الجنازة عليه بعد المعركة ودفنه في نفس مكانها. كانت هذه المعركة نقطة انطلاق دخول العثمانيين إلى الشام.
بعد تحقيق الانتصار في معركة مرج دابق، خضعت الشام للسلطان سليم الأول، فبعث رسولًا إلى طومان باي في مصر يطلب منه الاستسلام بلا دماء. لكن طومان باي لم يأخذ الأمر بمحمل الجد، فقتل الرسول مما أشعل فتيل القتال. تحرك العثمانيون نحو مصر وحققوا انتصارات ساحقة في معركتي غزة والريدانية، وبهذا انضمت مصر والشام رسميًا إلى نفوذ الدولة العثمانية.