قصيدة كتاب الحب
تسألني حبيبتي عن الفرق بينك وبين السماء؟
الفرق بينكما هو أنك إذا ضحكت، يا حبيبتي،
أنسى السماء.
الحب، يا حبيبتي، هو قصيدة رائعة خطت على القمر،
مرسومة على أوراق الشجر.
الحب منقوش على ريش العصافير وحبات المطر.
ولكن أي امرأة في بلدي،
إن أحبّت رجلاً، تحملت خمسين حجرًا.
يا رب، قلبي لم يعد كافيًا؛
لأن من أحبها تعادل الدنيا.
فأضف في صدري قلبًا آخر يكون بمساحة الدنيا.
ما زلت تسألني عن تاريخ ميلادي،
اكتب في مفكرتك ما تجهله،
فإن تاريخ حبك لي هو تاريخ ميلادي.
ولو أتيحت لي دقيقة واحدة لاختيار ما أريد،
من قطع الياقوت والزمرد،
لاخترت عينيك بلا تردد،
ذات العينين السوادين،
ذات العينين المتألقين كالمطر.
لا أطلب من ربي سوى شيئين،
أن يحفظ هاتين العينين،
وأن يزيد في أيامي يومين،
لكي أكتب شعرًا في هاتين اللؤلؤتين.
قصائد عن حب قديم
على الأنقاض وردتنا،
ووجهانا على الرمل،
إذا مرت رياح الصيف،
فتحنا المناشف ببطء.
وغرقنا في أغنيتين كالأسرى،
نتلاعب بقطرات الندى.
تعالي مرة في البال،
يا أختاه!
فالليل المتأخر،
يعريني من الألوان والظلال،
ولكنه يحفظني من العبودية.
وفي عينيك، قمري القديم،
تشدني جذوري إلى إغفاءتها الزرقاء،
تحت الشمس والنخيل،
بعيدًا عن ظلام المنفى،
وقريبًا من حصن أهلي.
تشتاق قلبي إليك،
منذ أن طارت عصافير الربيع.
تعرّى الشجر،
ولا يزال صوتك يأتي،
من الآبار أحيانًا،
وأحيانًا ينقطه لي المطر،
نقيًا كالنار،
كالأشجار.. كالأشعار يتساقط.
تعالي،
فكان في عينيك شيئًا أشتاق إليه.
وكنت أنتظر،
وشديني إلى زنديك،
اجذبيني أسيرًا،
فهذا منه يغفر.
تشتاق قلبي إليك،
منذ أن طارت عصافير الربيع،
وتعرى الشجر.
قصيدة تذكرتُ ليلى والسنين الخواليا (المؤنسة)
تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا،
وَيَومًا كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ،
بِلَيلى فَلَهّاني وَما كُنتُ لاهِيا.
فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً،
بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا.
فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ لَيلى تَوَقَّدَت،
بِعَليا تَسامى ضَوءُها فَبَدا لِيا.
فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضى،
وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِكابَ لَيالِيا.
فَيا لَيلَ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ،
إِذا جِئتُكُم بِاللَيلِ لَم أَدرِ ماهِيا.
خَليلَيَّ إِن لا تَبكِيانِيَ أَلتَمِس،
خَليلاً إِذا أَنزَفتُ دَمعي بَكى لِيا.
فَما أُشرِفُ الأَيفاعَ إِلّا صَبابَةً،
وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا.
وَقَد يَجمَعُ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَما،
يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لا تَلاقِيا.
لَحى اللَهُ أَقواماً يَقولونَ إِنَّنا،
وَجَدنا طَوالَ الدَهرِ لِلحُبِّ شافِيا.
حب بلا حدود
يا سيِّدتي،
كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي،
قبل رحيل العام،
وأنتِ الآنَ أهمُّ امرأةٍ،
بعد ولادة هذا العام.
أنتِ امرأةٌ لا يُقيَّمُ وجودها بالساعاتِ والأيام،
أنتِ امرأةٌ صُنعت من فاكهة الشعر،
ومن ذهب الأحلام.
أنتِ امرأةٌ زادتني نورًا وجاذبية،
قبل ملايين الأعوام.
يا سيِّدتي،
يا مغزولة من قطنٍ وغمام،
يا أمطارًا من ياقوتٍ،
يا أنهارًا من نهوند،
يا غاباتٍ من رخام.
يا من تسبحين كالأسماء بماء القلب،
وتسكنين في العينين كالسرب.
لن يتغير شيءٌ في مشاعري،
في إحساسي،
في وجداني وإيماني،
فأنا سأظل على دين الإسلام.
وذات دل كان البدر صورتها
وذَات دَلٍّ كانت صورتُها كالبدر،
باتت تغني لعاشق القلب سكرانا.
إِنَّ العيونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ،
قتلننا ثم لم يُحيينَ قتلا.
فقُلتُ أحسنتِ، يا سؤْلي ويا أَمَلِي،
فأسمعيني جزاكِ الله إحسانًا.
يا حبذا جبلُ الرَّيَّان من جبل،
وحبذا ساكن الريان من كانا.
قالت فَهَلاَّ فدَتْك النفس أَحسنَ مِن،
هذا لمن كان صبّ القلبِ حيرانا.
يا قومِ، أذني لبعض الحيّ عاشقة،
والأُذُنُ تعشق قبل العَين أحيانا.
فقلتُ أحسنتِ، أنتِ الشمسُ طالعة،
أضرمتِ في القلب والأحشاء نيرانا.
فأسمعيني صوتًا مطربًا هزجًا،
يزيد صبًّا محبًّا فيك أشجانا.
يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُفَّاحًا مُفَلَّجَة،
أوْ كُنْتُ من قُضُبِ الرَّيحان رَيْحَانا.
حتّى إِذا وَجَدَتْ ريحي فأعْجَبَها،
ونحنُ في خَلْوةٍ مُثِّلْتُ إِنسانا.
فحرَّكتْ عُودَها ثم انثنَتْ طَرَبًا،
تشدو به ثم لا تخفيه كتمانا.
أصْبحْتُ أَطْوَعَ خلق اللَّه كلِّهِمِ،
لأَكْثَرِ الخلق لي في الحب عِصيانا.
فَقُلت: أَطربْتِنا يا زيْنَ مجلسنا،
فهاتِ إنك بالإحسان أولانا.
لوْ كنتُ أعلَمُ أَن الحب يقتلني،
أعددتُ لي قبلَ أن ألقاكِ أكفانا.
فَغنَّت الشَّرْبَ صَوْتًا مُؤْنِقاً رَمَلاً،
يُذْكِي السرور ويُبكي العَيْنَ أَلْوَانا.
لا يقْتُلُ اللَّهُ من دامَتْ مَودَّتُه،
واللَّهُ يقتل أهلَ الغدر أَحيانا.
لا تعذلوني فإنّي من تذكرها،
نشوانُ هل يعذل الصاحونَ نشوانا.
لم أدر ما وصفها يقظان قد علمت،
وقد لهوتُ بها في النومِ أحيانا.
باتت تناولني فاهاً فألثمهُ،
جنيّة زُوجت في النوم إنسانا.