أحكام الطلاق في الإسلام
شرع الله -سبحانه وتعالى- الطلاق كوسيلة لرفع الظلم عن عباده، حيث يحتفظ الزوجان بحق الطلاق في حالات معينة. تتمثل أحكام الطلاق في الإسلام في خمسة أقسام، تختلف حسب وضع الزوجين، وفيما يلي توضيح لكل حالة:
- يجب الطلاق في بعض الأحيان، مثل طلاق الزوج الذي يحلف بعدم جماع زوجته (المولي)، حيث يُمنح مهلة لأربعة أشهر، فإذا لم يعد إلى جماعها يُفرض عليه الطلاق.
- ينبغي أن يكون الطلاق مستحبًا في حالات معينة، مثل تعذر العيش المشترك بين الزوجين، وذلك عندما تكون الزوجة غير ملتزمة بحقوق الله -تعالى- المفروضة عليها، كالصلاة، أو إذا استمر الشقاق بينهم لوقت طويل، أو إذا سعت الزوجة إلى الخلع وهي جادة في ذلك.
- يجوز الطلاق في بعض الظروف، مثل وجود تصرفات غير جيدة من الزوجة أو سوء العشرة.
- يُنصح بتجنب الطلاق عندما لا يكون هناك حاجة له، إذ قد يؤدي ذلك إلى ضرر للزوجين ويحرمهما من فوائد الزواج.
- يكون الطلاق محرمًا عندما يتم بطريقة غير مشروعة وفقًا لأحكام الإسلام.
الطلاق الرجعي والآثار المترتبة عليه
الطلاق الرجعي هو نوع من الطلاق يُتاح للزوج فيه استعادة زوجته المدخول بها خلال فترة عدّتها، حتى لو كانت غير راضية، وبدون الحاجة لمهر أو عقد جديد، بشرط عدم الإضرار بها. يسري الطلاق الرجعي بعد الطلقة الأولى أو الثانية، وتترتب عليه الآثار التالية:
- تناقص عدد الطلقات المستخدمة.
- انقطاع العلاقة الزوجية مع انتهاء فترة عدّة المرأة.
- إمكانية الرجعة خلال فترة العدّة.
- تظل المرأة زوجة للرجل طوال فترة العدّة.
أنواع الطلاق البائن والآثار الناتجة عنه
الطلاق البائن هو الطلاق الذي يفصل الزوجة عن زوجها بشكل نهائي، ويمكن تصنيفه إلى نوعين:
- الطلاق البائن بينونة صغرى، وهو الطلاق الذي لا يمكن معه للزوج إعادة زوجته إلى عصمته إلا بعقد ومهر جديدين، ويحدث هذا إذا وقع الطلاق قبل الدخول أو كان أقل من ثلاث طلقات أو كان طلاقًا مقابل مال أو نتيجة حكم القاضي. تتضمن الآثار المترتبة على الطلاق البائن بينونة صغرى ما يلي:
- أي زوال ملك الزوجية بمجرد وقوع الطلاق، مع إمكانية مراجعة الزوج لزوجته بعقد ومهر جديدين سواءً خلال العدّة أو بعدها.
- لا يعتبر وجود تInheritance بين الزوجين بعد وقوع الطلاق حتى في حالة وفاة أحدهما خلال فترة العدّة، لكون الطلاق البائن ينهي العلاقة الزوجية.
- يُعتبر المهر المؤجل للمرأة واجب الدفع فور الطلاق.
- الطلاق البائن بينونة كبرى، وهو الطلاق الذي ينهى العلاقة الزوجية بشكل نهائي، حيث يُكمل الطلقات الثلاث، ولا يمكن للمرأة المطلقة العودة إلى زوجها إلا بعد زواجها من شخص آخر بشكل قانوني، وبعد طلاقها منه. تتضمن آثار الطلاق البائن بينونة كبرى ما يلي:
- زوال الملك والحلّ كليًا.
- حرمة الزوجة المطلّقة على زوجها بشكل مؤقت حتى تتزوج من غيره ثم يطلقها.
- المهر المؤجل للمرأة يصبح واجب الدفع عند وقوع الطلاق.
- يُمنع وراثة الزوجين لبعضهما البعض بعد الطلاق.
الطلاق المخالف للشريعة
الطلاق المخالف للشريعة يعرف بالطعن البدعي، ويمكن تصنيفه إلى عدة أقسام كما يلي:
- طلاق بدعي بالوقت، مثل الطلاق خلال فترة الحيض أو النفاس أو أثناء فترة طهر جامعها فيه الزوج، ويكون هذا الطلاق محرمًا ومع ذلك يقع ويأثّم فاعله.
- طلاق بدعي بعدد، عندما يطلق الزوج زوجته ثلاث طلقات بكلمة واحدة أو ثلاث طلقات متفرقة في مجلس واحد، وهذا أيضًا يكون محرمًا ويقع كطلقة واحدة مع إثم الفاعل.