أساليب الدعم النفسي للأطفال
تؤدي الكوارث والحروب والصراعات إلى ظهور مجموعة من التحديات النفسية لدى الأطفال، مما يؤثر سلبًا على نموهم النفسي والاجتماعي. وبالرغم من أن الدعم النفسي مطلوب بشكل خاص في حالات الحروب، إلا أنه قد يكون ضروريًا أيضًا في مواقف تتعلق بالعنف أو وفاه أحد الوالدين أو الانفصال، إضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي تؤثر على متطلبات الطفل الأساسية. تظل الأسرة هي العنصر الأساسي في حياة الطفل، حيث تمثل الخطوة الأولى نحو تلبية احتياجاته النفسية. تتمتع العلاقات بين الوالدين والأبناء بأهمية كبرى، حيث يمكن أن تسهم إما في تعزيز الصحة النفسية للطفل ونموه بشكل سليم، أو في التسبب بخلل في حالته النفسية مما يؤثر بدوره على نموه. كما أن الأزمات المحيطة بالأسرة مثل الصعوبات الاقتصادية والسياسية قد تؤدي إلى حدوث نزاعات على مستوى العلاقة الزوجية، وهو ما ينعكس سلباً على نفسية الأطفال. هناك عدة أساليب فعّالة لدعم الأطفال نفسيًا، نذكر منها:
اللعب العلاجي
يعتبر اللعب العلاجي وسيلة هامة لتقديم الدعم النفسي للأطفال، وخصوصًا الذين يعانون من المخاوف أو التوترات النفسية. تلعب هذه الطريقة دورًا في التقليل من الاضطرابات العاطفية التي يواجهها الطفل، وتساعده على استكشاف بيئته وظروفه المحيطة. يستخدم اللعب في مجال التعليم بهدف تعديل السلوك ومساعدة الطفل على التغلب على التحديات التي تواجهه في حياته اليومية.
النشاط البدني
يتميز النشاط البدني بأهميته في مساعدة الطفل على تفريغ الطاقة المكبوتة لديه، ويعمل على تحقيق توازن بين وظائفه الحركية والعاطفية والعقلية. بفضل النشاط البدني، يصبح تفكير الطفل أكثر وعياً ونضجاً، مما يدعوه لتجربة الأشياء وفهم ألوانها وأحجامها وطريقة استخدامها. يفضل أن تكون هذه الأنشطة جماعية، حيث تساهم في تقليل شعوره بالوحدة وتعزيز انتمائه إلى المجموعة.
الأشغال اليدوية والرسم والتلوين
تمثل الأشغال اليدوية والرسم وسائل تعبير فعالة تساعد الأطفال في التعبير عن صراعاتهم الداخلية. فعلى سبيل المثال، من خلال الرسم أو اللعب مع المعجون، يمكن للأطفال المساعدة في فرز مشاعر العدوانية التي تنتابهم. يُعتبر الرسم أحد الأنشطة المحبوبة لدى الأطفال، حيث يُمكنهم من تفريغ مشاعر الإحباط التي يواجهونها في حياتهم اليومية. كما توفر الأعمال اليدوية، خاصةً للفتيات، شعورًا بالإنجاز، وتوفر لهُن فرصة للتعبير عن أنفسهن والتخفيف من الضغوط المحيطة بهن.