أسباب تلوث المياه السطحية
يُعتبر تلوث المياه السطحية أحد أنواع التلوث الحاد الذي يؤثر على مصادر المياه الطبيعية مثل المحيطات، الأنهار، البحيرات والجداول. وتتعدد الأسباب التي تؤدي إلى هذا النوع من التلوث، ومن أبرزها:
النفايات الناتجة عن الأنشطة البشرية
تُعتبر النفايات الناتجة عن الأنشطة البشرية من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تلوث المياه السطحية، خصوصًا في الدول النامية. حيث يقوم الأفراد بإلقاء النفايات الصلبة مثل المواد البلاستيكية في البيئة، مما يؤدي إلى تسرب هذه المواد إلى المياه السطحية، وبالتالي تلويثها وإلحاق الأذى بالكائنات الحية.
النفايات الناتجة عن الأنشطة الصناعية
تسهم المنشآت الصناعية في تلوث المياه السطحية من خلال تصريف المخلفات الناتجة عن العمليات الصناعية التي تشمل مواد كيميائية وملوثات سامة إلى الأنهار وأنظمة الصرف. وغالبًا ما تفتقر هذه المنشآت إلى أنظمة فعالة لإدارة النفايات، مما يسمح بتسربها إلى مصادر المياه العذبة القريبة.
تؤدي عدم معالجة هذه النفايات بشكل صحيح إلى انتشار التلوث في أنظمة المياه، حيث يمكن أن تتسرب من المنشآت الصناعية والمزارع والمناجم إلى الأنهار والجداول، مما يجعل هذه المياه غير صالحة للشرب. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تؤثر على درجة حرارة المياه العذبة، وتعرض الكائنات الحية في المياه السطحية للخطر.
الإغراق البحري
الإغراق البحري يعبر عن إلقاء النفايات في مياه البحار والمحيطات، وهو ما يستغرق وقتًا يتراوح بين 2 إلى 200 سنة ليتحلل.
مياه الصرف الصحي
تشمل مياه الصرف الصحي مكونات ضارة مثل البكتيريا والمواد الكيميائية التي يمكن أن تسبب الأمراض للإنسان مثل الجيارديا والتيفوئيد والتهاب الكبد. وتنتقل هذه المياه من المنازل إلى البحر، مما يسبب تأثيرات سلبية على صحة الحيوانات حتى بعد معالجتها.
تسربات الزيت والانسكابات
تحدث تسربات زيتية إلى البحار والمحيطات خلال عمليات التنقيب عن النفط أو أثناء نقله عبر السفن. حيث لا يمتزج الزيت بالماء، مما يؤدي إلى تلويث المياه السطحية.
الزراعة
يتعزز تلوث المياه بسبب الاستخدام المفرط للمبيدات الكيميائية في الزراعة، حيث تختلط هذه المواد بمياه الأمطار وتتدفق نحو المصادر المائية، مما يضر بصحة الإنسان والحيوانات والنباتات. إضافة إلى ذلك، يؤدي استخدام المغذيات مثل النيتروجين والفسفور إلى نمو مفرط للطحالب في المياه، والذي يحجب أشعة الشمس عن الكائنات الحية مثل الأسماك.
الاحتباس الحراري
يساهم الاحتباس الحراري في ارتفاع درجات حرارة المياه، مما يؤدي إلى نفوق عدد كبير من الكائنات الحية في المياه السطحية وبالتالي تلوث تلك المياه. يمكن الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال إعادة تدوير النفايات، واستخدام مصادر الطاقة البديلة، بالإضافة إلى التبديل إلى المصابيح الفلورية في المنازل، مما يقلل من تلوث المياه السطحية.
النفايات المشعة
تنتج بعض المنشآت الصناعية نفايات مشعة، مثل اليورانيوم المستخدم في الطاقة النووية، والذي يُعتبر شديد السمية على النظام البيئي. من الضروري التخلص من هذه النفايات بشكل مناسب، كما يجب البحث عن بدائل نظيفة للطاقة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتقليص تأثيراتها السلبية.
طرق تقليل تلوث المياه السطحية
يتحمل الأفراد مسؤولية كبيرة في تقليل تلوث المياه السطحية، من خلال اتباع عادات يومية وأفضل الممارسات مثل:
- الحفاظ على نظافة البيئة من خلال التخلص من النفايات في الأماكن المخصصة.
- إعادة تدوير النفايات الصلبة.
- اختيار عبوات زجاجية أو مصنوعة من الألمنيوم بدلاً من البلاستيك، كونه قابلًا لإعادة الاستخدام والتحلل في النظام البيئي.
- تجنب غسل المواد غير القابلة للتحلل مثل البلاستيك في أنظمة الصرف الصحي، للمساهمة في تقليل تلوث المياه.
- استخدام أكياس بلاستيكية قابلة لإعادة التدوير لجمع نفايات الحيوانات الأليفة، حيث يمكن أن تصل هذه النفايات إلى المياه السطحية عبر الجريان السطحي لمياه الأمطار عند إلقائها بشكل غير صحيح.
- الحفاظ على السيارات وصيانتها، إذ يمكن أن تتسبب تسربات مضاد التجمد والزيت ومواد كيميائية أخرى في تلويث المياه السطحية عبر مياه الأمطار.