قصيدة كم مرة يا حبيبي
- يقول الشاعر إبراهيم ناجي:
كم مرة يا حبيبي
والليل يلفّ البرايا
أهيم في وحدتي، وما في الظ
ظلام يشكو غيري
أحول الدمع لحنًا
وأجعل الشعر مزمارًا
وهل يجيب الهديل
أشعلته في أعماق قلبي
النار تتسلل إليه
والريح تبعثر البقايا
ما أشقى المزمار بين الأحلام وبين الفراق
يشدو ويشدو حزينًا
مسترجعًا شكواي
متوسلاً مَن سنين قد مرّت
على هواه العاتي
حتى يتبدّى خيالٌ
عرفته في صباي
يقترب إليّ وأقترب
من شفتيه تلتقي شفتاي
إذا تلاشى حلمي
واستفاقت عينيّ
ورحت أستمع وأستمع
فلم أسمع سوى صدى أناتي
قصيدة أنت حبيبي
- يقول الشاعر جورج جرداق:
وزينة وجهي ولون عيوني وشعري الطويل
ورقص المرايا يلتقط قوامي الجمل
وحُسن صبايا النخيل يميل إليّ بعبيرها
أحبك همس الليالي يخبرني، وضوء النهار
وعيد النجوم على شفتي وصدر يموج بالبحار
ولون شفاهي ترفّ عليها فراشة نار
ويعلو الحرير على جانبيّ، وخفّ وطار
قالوا إنك تسكن ليلي، وتملأ فجري
وأنت من يجمل قوامي، ويرسم خصري
تسرّح شعري، وتختار لباس المعاني وعطر القلب
وأنا الجمال الذي تجلى فيه حبك قصيدة شعر
وأحلم أن أكون الصباح لديك.. وأن أكون المساء
وأمشي فيجري نحو الربيع والضياء
وتزهر حولي أغصان وتجري جداول ماء
أطير .. أتحرك .. أصبح بخفة هذا الهوان
أحبك نظرة جارة تقول، ووجه غريب
وفرحة قلبي بشمس الصباح وشمس المغيب
وفيك أذوب كما ذاب طيب بموجة طيب
أنت وحدك تجهل حبي.. وأنت حبيبي
قصيدة زدني بفرط الحب فيك تحيراً
- يقول الشاعر ابن الفارض:
زدني بفَرْطِ الحُبّ فيك تَحَيُّراً
وارحم قلبًا بالنار يمضي
وإذا سألتكَ أن أراكَ حقيقيًا
فاسمح ولا تجعل جوابك لن ترى
يا قلبُ أنتَ وعدتني في حبّهم
صبرًا فاحذرْ أن تضيق وتتضجرا
إنَّ الغرامَ هو الحياةُ فمت به
صبا فحقّك أن تموتَ وتُعذرا
قل للذين تقدموا قبلي ومن
بعدي ومن أضحى لأشجاني يرى
خذوا عني وبي اقتدوا وليَ اسمعوا
وتحدثوا بصبابتي بين الورى
ولقد خَلَوْتُ مع الحبيب وكان بيننا
سرٌ أرقت معه أريج النسيم
وأباحَ طرفي نظرةً أملتها
فغدوت معروفًا وكُنت مُنكرًا
فدهشتُ بين جمالهِ وجلالهِ
وغدا لسان الحال عنّي مُخبرًا
فأدرِ لحاظكَ في محاسن وجهه
تلقى جمال الحسن فيه مُصوّرًا
لو أن كل الحسن يكمل صورةً
ورآهُ كان مهللاً ومكبراً
قصيدة يا للحبيب المفدى
- يقول الشاعر إبراهيم ناجي:
يا للحبيب المفدى
غداة زار وسلّم
مستحييًا والهوى في
ركابه يتأجج
وصامتًا وهو أيكٌ
بألف حكاية ترنّم
ناداه قلبي وناجاه
خاطري وهو يعلم
يا مطلع السحر والنور
والجمال تكلم
أبن وإلا أعن قلبي
الممزّق وارحم
يا غازياً يؤذي القلوب
وهو حصنٌ مخرم
لمّا طلعت عليه
وهت حتى وسلّم
يا فتنة تتهادى
ورحمة تتبسم
إن لم يكن لي رجاءٌ
ولا لحظي مغنم
أو لم يعُد لي نصيبٌ
دعني بجمالك أحلم
قصيدة حبيبتي تقرأ فنجانها
- يقول الشاعر نزار قباني:
توقفي .. أرجوك .. عن قراءة الفنجان
حين تكونين معي..
لأنني أرفض هذه الألعاب السخيفة،
في مشاعر الإنسان.
فما الذي تريدي، يا سيدتي، أن تعرفي
وما الذي تودين اكتشافه؟
أنت التي كنت على رمال صدري..
تطالبين بالدفء والأمان..
وتجوبين في براري الحب كالخيال…
ألم تقولي ذات يومٍ..
إن حبي لك من عجائب الزمان؟
ألم تقولي إنني ..
بحرٌ من الرقة والحنان؟
فكيف تسألين، يا سيدتي
عني .. ملوك الجان
حين أكون موجودًا..
وكيف لا تصدقين ما أقوله
وتطلبين الرأي من صديقك الفنجان…
توقفي .. أرجوك .. عن قراءة الغيوب..
إن كان من بشارةٍ سعيدٍ..
أو خبرٍ..
أو كان من حمامةٍ تحمل في منقارها مكتوب.
فإنني الشخص الذي سيطلق الحمامة..
وإنني الشخص الذي سيكتب المكتوب..
أو كان يا حبيبتي من سفرٍ..
فإنني أعرف من طفولتي .. خرائط الشمال والجنوب..
وأعرف المدن التي تبيع النساء أروع الطيوب..
وأعرف الشمس التي تنام تحت غطاء المحبوب..
وأعرف المطاعم الصغيرة التي تتشابك الأيدي بها..
وتهمس القلوب للقلوب..
وأعرف النبيذ الذي يفتح يا حبيبتي نوافذ الغروب
وأعرف الفنادق الصغيرة التي تعفو عن الذنوب
فكيف يا سيدتي
لا تقبلين دعوتي
إلى بلدٍ هربت من معجم البلدان..
قصائد الشعر بها..
تنبت كالعشب على الحيطان..
وبحرها..
يخرج منه القمح .. والنساء .. والمرجان..
فكيف يا سيدتي..
تركتني .. منكسر القلب على الإيوان
وكيف يا أميرة الزمان
سافرت في فنجان…
فإني لست مهتمًا بكشف الفال..
ولست مهتمًا بأن أقيم أحلامي على رمال
ولا أرى معنى لكل هذه الرسوم، والخطوط، والظلال..
ما دام حبي لك يا حبيبتي..
يضربني كالصاعقة والزلزال..
فما الذي يفيدك الإسراف في الخيال
ما دام حبي كل لحظةٍ سنابل من ذهبٍ..
وأنهار من عسلٍ.. وعطر برتقال..
فما الذي يفيدك السؤال
عن كل ما يأتيك من أطفال..
وكيف، يا سيدتي، يفكر الرجال..
توقفي فورًا..
فإني أرفض التزييف في مشاعر الإنسان
توقفي .. توقفي ..
قبل أن أحطم الفنجان…
توقفي .. توقفي ..
قبل أن أحطم الفنجان
قصيدة أجمل حب
- يقول الشاعر محمود درويش:
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يومًا
وكانت سماء الربيع تؤلف نجمًا.. ونجماً
وكنت أؤلف فقرة حب..
لعينيكِ … غنيتها
أتعلمُ عيناكِ أني انتظرت طويلاً
كما انتظرَ الصيف طائرًا
ونمتُ… كنوم المهاجر
فعينٌ تنام، لتصحو عين.. طويلاً
وتبكي على أختها
حبيبان نحن إلى أن ينام القمر
ونعلم أن العناق وأن القبل
طعام ليالي الغزل
وأن الصباح ينادي خطاي لكي تستمر
على الدرب يوماً جديداً
صديقان نحن فسيرى بجانبي كفاً بكف
معًا نصنع الخبز والأغنيات
لماذا نسائل هذا الطريق.. لأي مصير
يسير بنا
ومن أين لملم أقدامنا
فحسبي وحسبك أنا نسير..
معًا للأبد
لماذا نفتش عن أُغنيات البكاء
في ديوان شعر قديم
ونسأل: يا حبنا! هل تدوم؟
أحبكِ حب القوافل واحة جُعلت من عشب وماء
وحب الفقير الرغيف!
كما ينبت العشب بين مفاصل صخره
وجدنا غربيين يومًا
ويبقى رقيقين دومًا