قواعد وأحكام التجويد في تلاوة القرآن الكريم

أحكام النون الساكنة

تتضمن النون الساكنة والتنوين أربعة أحكام رئيسية، وهي كما يلي:

الإظهار

تعريفه: الإظهار هو نطق الحرف من مخرجه بوضوح دون غُنَّة بارزة، ويُمارَس هذا الحكم في كلمة واحدة أو كلمتين.
حروفه: تشمل ستة أحرف وهي: (ء، هـ، ع، ح، غ، خ).
كيفية النطق: تخرج النون من طرف اللسان، في حين تخرج حروف الإظهار من الحلق، ويدعى هذا النوع إظهاراً حلقياً، مثل قوله تعالى: (مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ).

الإخفاء

تعريفه: الإخفاء هو سِتْر حرف الإخفاء مع المحافظة على الغنّة في الحرف المخفي.
حروفه: تضم خمسة عشر حرفاً هي: (ص، ذ، ث، ك، ج، ش، ق، س، د، ط، ز، ف، ت، ض، ظ).
كيفية النطق: النطق بالحرف المخفي بطريقة متوسطة بين الإظهار والإدغام مع المحافظة على الغنّة. مثل: كنْتم، انْطلقوا، عنْدكم.

الإدغام

تعريفه: الإدغام يحدث عند التقاء حرف ساكن بحرف متحرك، حيث يتشكلان معاً كحرف مشدّد. ينقسم الإدغام إلى قسمين: إدغام بغنّة وإدغام بلا غنّة.
حروفه: تشمل ستة أحرف تُجمع في كلمة واحدة (يرملون): (ي، ر، م، ل، و، ن).
الإدغام بغنّة: يحدث إذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين أحد الحروف الأربعة التالية: (ي، ن، م، و)، مثل قوله تعالى: (وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).
الإدغام بلا غنّة: يحدث إذا جاءت بعد النون الساكنة أو التنوين أحد الحرفين (ل، ر)، كما في قوله تعالى: (أُولَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ).
كيفية النطق: النطق بالحرفين وكأنهما حرف واحد مشدّد كالثاني.

الإقلاب

تعريفه: الإقلاب هو تحويل حرف إلى حرف آخر مع مراعاة الغنّة والإخفاء في الحرف المقلوب، أي قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً.
حروفه: تتعلق بحرف واحد، وهو الباء (ب).
كيفية النطق: يُقلب النون الساكنة أو التنوين ميماً مع إخفائها عند الباء، كما في قوله تعالى: (خَبيرًا بَصيرًا).

أحكام الميم الساكنة

تنقسم أحكام الميم الساكنة إلى ثلاثة أنواع:

الإظهار الشفوي

تعريفه: إخراج الميم الساكنة من مخرجها دون إدغام أو إخفاء إذا تلاها أحد حروف الإظهار الشفوي.
حروفه: تتضمن جميع أحرف الهجاء ما عدا الباء والميم.
كيفية النطق: تخرج الميم من مخرجها بالطريقة المعتادة دون وجود غنّة بارزة، كما في قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).

الإخفاء الشفوي

تعريفه: النطق بالميم بشكل يتوسط بين الإظهار والإدغام، دون أي تشديد، مع الحفاظ على الغنّة.
حروفه: تتضمن حرف الباء (ب).
كيفية النطق: ينطق بالميم الساكنة متوسطة بين الإظهار والإدغام دون تشديد، مع احتفاظ الغنّة بمقدار حركتين، مثل قوله تعالى: (يَعْتَصِم بِاللَّـهِ).

الإدغام الشفوي

تعريفه: يحدث عندما تأتي بعد الميم الساكنة ميم متحركة، فتنطق كميماً مشددة مع غنّة.
حروفه: حرف الميم (م).
كيفية النطق: يُنطق بالحرفين كميماً مشددة مع غنّة، مثال قوله تعالى: (كَم مِّن فِئَةٍ).

الميم والنون المشددتين

تعريفها: هما حرفان يوجبان التشديد والغنّة بمقدار حركتين، ويتميز كل منهما كحرف غنّة مشدّد، والغنّة هي الصوت الخارج من الخيشوم.
حروفها: الميم والنون المشدّدتين.
كيفية النطق: تُنطق بالحرفين الميم المشددة أو النون المشددة كحرف واحد مشدّد مع غنّة بمقدار حركتين، كما في (مِنَ الْجِنَّةِ)، و (مِمَّ خُلق).

المدود

المد هو الزيادة على المد الطبيعي، وينشأ إما بسبب السكون أو الهمز. سوف يتم تناول هذا الموضوع مع التركيز على المد الناتج عن الهمز، والذي ينقسم إلى نوعين:

المد المتصل

تعريفه: هو المد الذي يقع فيه الهمز بعد حرف المد في كلمة واحدة، ويسمى بذلك لأنه يتصل مباشرة بحرف المد في نفس الكلمة، وحكمه واجب.
مقدار مدّه: يُمدُّ بمقدار أربع أو خمس حركات وفقاً لطريقة الشاطبية، إذا كانت الهمزة متطرّفة، كما في (وَلَمّا جاء موسى). وله حالتان:
- في حالة الوصل: تُمدّ أربع أو خمس حركات.
- عند الوقف: تُمدّ أربع أو خمس أو ست حركات.
عند وجود أكثر من مد في آية واحدة أو في المجلس: يجب على القارئ التسوية بينها.

المد المنفصل

تعريفه: يحدث عندما يكون حرف المد في آخر الكلمة والهمزة في بداية الكلمة التي تليها، ويحكمه الجواز، مما يعني أنه يجوز مدّه أو قصره عند القرّاء.
مقدار مدّه: يُمدُّ كما في السابق أربع أو خمس حركات وفقاً لطريقة الشاطبية لحفص، والتوسّط بالمد أربع حركات يُعد الأكثر شهرة والأفضل، وفي بعض الحالات يجوز القصر لمدة حركتين.
علّة المد: لأن حرف المد ضعيف في مقابل الهمز القوي، لذا نقوم بمعالجة الضعف بالمد.
أقسام المد الجائز المنفصل:
- منفصل أصلي، مثل: (وَما تَوفيقي إِلّا).
- منفصل حُكمي، كمثال: (هَـؤُلَاءِ)، وهو يُسمى بذلك؛ لأن الكلمة متصلة برسم القرآن ومنفصلة حكماً، ويتضمن أيضاً مد الصلة الكبرى.

همزة الوصل

همزة زائدة تقع في بداية الكلمة، تثبت في الابتداء وتُسقط في الوصل. ويأتي هذا النوع من الهمز للوصل عند الأسماء كما يلي:

الأسماء المعروفة بـ (ال)، وغالباً تُبدأ بهمزة وصل مفتوحة، مثل: (الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ).
الأسماء غير المعرفة بـ (ال)، تبدأ بهمزة وصل مكسورة، سواء كانت أسماء قياسية أو سماعية:
- الأسماء القياسية، نوعان هما:
- - مصدر الفعل الماضي الخماسي (افتعال)، مثل قوله -تعالى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ).
  - مصدر الفعل السداسي، مثل قوله -تعالى-: (وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا).
- الأسماء السماعية التي تشمل عشرة أسماء: (ابن، ابنت، ابنة، امرؤ، امرأة، اثنين، اثنتا، امرأت، اسم، اثنان، ايم الله)، كما في قوله -تعالى-: (وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ).

أما بالنسبة لهمزة الوصل في الأفعال: فتكون هذه الهمزة في صيغة الماضي أو الأمر الثلث والخماسي والسداسي فقط، ولا تأتي في صيغة الفعل المضارع إلا همزة قطع، وتُكسر الهمزة إذا كان الفعل مفتوحاً أو مكسوراً. مثل قوله -تعالى-: (فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا).

القلقلة

إليك أحكام القلقلة:[٢١]

تعريفها: تشير القلقلة إلى اضطراب المخرج عند نطق حرف ساكن بحيث يُسمع له نبرة قوية.
حروفها: تشمل خمسة أحرف، تتجمع في جملة: (قطب جد).
مراتب القلقلة: تنقسم القلقلة إلى مرتبتين:
- القلقلة الكبرى: تحدث عندما يكون حرف القلقلة في نهاية الكلمة، مثل قوله -تعالى-: (يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).
- القلقلة الصغرى: تحدث عندما يكون حرف القلقلة في وسط الكلمة، كما في قوله -تعالى-: (وَقَد أَفلَحَ).

التفخيم والترقيق

هذا يتعلق بأحكام التجويد المرتبطة مع صفات الصوت، وتنقسم أحكامه إلى:

تعريف التفخيم: هو جعل الصوت سميناً في المخرج لملء الفم.
تعريف الترقيق: هو جعل الصوت نحيفاً في المخرج.
أقسام الحروف حسب التفخيم والترقيق: تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
- أحرف مفخّمة دائماً: تجمع في جملة (خص ضغط قظ)، كما في قوله تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ).
- أحرف تُفخَّم أحياناً وتُرقَّق أحياناً أخرى:
- - الألف: عادةً تتبع حرف ما قبلها، فإذا كان حرفاً مفخماً تُفخَّم الألف، وإذا كان حرفاً مُرقَّقاً تُرقَّق.
  - لام لفظ الجلالة: يتوقف ذلك على حركة ما قبلها، فإذا كان مفتوحاً أو مضموماً تُفخَّم، وإذا كان مكسوراً تُرقَّق، كما في قوله تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّـهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا).
معنى التفخيم النسبي: هو تفخيم الألف في الطاء مثل التفخيم في الغين والخاء عند كسرها، مما يجعل التفخيم ضعيفاً نسبياً.
أحرف مرقّقة دائماً: هي معظم الحروف (ب، ت، ث، ج، ح، د، ذ، ز، س، ش، ع، ف، ك، ل، م، ن، هـ، و، ي)، مثل قوله تعالى: (أَنْعَمْتُ).

تدريبات على أحكام التجويد

المثال	حكم التجويد
قال تعالى: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ).	إظهار
قال تعالى: (خَلَقَ الإِنسانَ مِن نُطفَةٍ).	إدغام بغنّة
قال تعالى: (يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا).	إدغام بغير غنّة
قال تعالى: (يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرعَ وَالزَّيتونَ).	إقلاب
قال تعالى: (إِنَّهُم ساءَ ما كانوا يَعمَلونَ).	مد متصل
قال تعالى: (افتِراءً عَلَى اللَّـهِ).	همزة وصل
قال تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى).	همزة وصل
قال تعالى: (قالَ إِنّي عَبدُ اللَّـهِ آتانِيَ الكِتابَ وَجَعَلَني نَبِيًّا).	تفخيم لفظ الجلالة
قال تعالى: (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ).	نون مشدّدة
قال تعالى: (أُولَـٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّـهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ).	قلقلة كبرى