أبرز أعمال ابن المقفع الأدبية

أهم مؤلفات ابن المقفع

تتميز مؤلفات ابن المقفع بكونها من أبرز الكتابات التي أثرت في الأدب العربي، ومن أهم هذه المؤلفات ما يلي.

كتاب كليلة ودمنة

تقدم قصة كليلة ودمنة تصويرًا لحياة اثنين من أبناء المخلوقات البرية -ابن آوى- حيث أصبحت إنجازاتهما أسطورية. قام ابن المقفع بترجمة هذه القصة من الفارسية، لتصبح واحدة من روائع أدب النثر العربي عبر العصور.

يعود أصل العمل إلى القرن الثالث قبل الميلاد، حيث يُنسب إلى الكاتب فيشنو شارما. وبحلول القرن السادس الميلادي، قام طبيب فارسي يُدعى بورزويا بترجمة النص إلى الفارسية حوالي عام 570م.

يمثل كتاب كليلة ودمنة عملًا هادفًا يتجاوز مجرد سرد قصص خرافية حيوانية، إذ يهدف إلى الإصلاح الاجتماعي وتقديم النصح الأخلاقي والتوجيه السياسي؛ على سبيل المثال، يتناول الباب الخاص بدمنة موضوع عبثية محاولات المجرمين للتهرب من العدالة، مُشيرًا إلى أنه ينبغي عليهم أن يواجهوا عقابهم العادل.

توجد أيضًا ترجمة أخرى للكتاب إلى اللغة السريانية، مما قد يشير إلى أن ابن المقفع دمج النسختين وأضاف مواد جديدة. وقد ظهر العنوان العربي لكتاب كليلة ودمنة لأول مرة حوالي عام 750م بعد الفتح الإسلامي لفارس، وهو الإصدار الذي استطاع الصمود وإثراء الأدب العالمي.

الرسالة في الصحابة

تتضمن هذه الرسالة مجموعة قيمة من المبادئ والحكم المرتبطة بنظام الدولة. فالمقصود بـ”الصحابة” في هذه الرسالة هم صحابة الملوك والحكام، أي حاشيتهم ورعاياهم وجنودهم.

يتناول ابن المقفع في هذه الرسالة السياسة العامة للدولة، وقد يكون قد أضاف إليها بناءً على أحوال الدولة العباسية والرعية الإسلامية، إلا أنه استقى محتوى الرسالة من نظم الملك في الحقبة الساسانية.

الأدب الصغير والأدب الكبير

يستعرض ابن المقفع في كتابه الأدب الصغير والأدب الكبير مجمل حياة الإنسان، بما في ذلك أخلاقه وأفكاره ومعاملاته وسبل عيشه. كما يخصص جزءًا للخلق الحسن ويعزز طموحات من ذوي الهمم العالية.

يشجع ابن المقفع على الورع والاستقامة والحلم في كافة جوانب الحياة، وفي كل كلمة تُنطق. كما يُبرز أهمية الحكمة والعقل، مما يُجنب أصحاب الأحلام الزلل والوقوع في براثن الهوى والطائش.

الدرة اليتيمة

يتضمن هذا الكتاب العديد من الوصايا المهمة في مجالات متعددة من الحياة، حيث قام ابن المقفع بتقسيمه إلى خمسة فصول تتعلق بأصول الأمور، وأصحاب السلطة والولاة، والمعارف والأصدقاء، وأدب الحديث، وأكرم الخصال.

من الجدير بالذكر أن الأديب شكيب أرسلان قد أولى اهتمامًا خاصًا بهذا الكتاب، وقد قيل إن هذا العمل يُعتبر من بين خمسة كتب اتفق الأدباء على جودتها، رغم أن معظم نصوصه قد فقدت، باستثناء بعض المقتطفات الواردة في كتاب جامع بيان العلم وفضله.