أسباب الشرك بالله
يُعزى الشرك بالله إلى مجموعة من الأسباب، التي يمكن تصنيفها إلى شرك أكبر وشرك أصغر. فيما يلي توضيح لهذه الأسباب:
الغلو
الغلوّ في الدين يعبر عن المبالغة في المدح والإطراء، وقد يظهر في القول أو الفعل أو الاعتقاد. وفي حالات مثل جعل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أو أحد الصالحين في مرتبة قريبة من مقام الألوهية، يصبح هذا الأمر شركًا أصغر، إذ إن التعظيم يجب أن يُنسب إلى الله وحده -عز وجل-.
كما يظهر الغلو في طلب العون من الأموات، مثل قول: “أيها الميت اغفر لي ذنبي”، والذي يُعتبر شركًا أكبر، لأنه يعتمد على الاستعانة بغير الله -عز وجل-. بينما طلب الدعاء من الأموات، مثل قول: “أيها الميت ادع الله أن يغفر لي ذنبي”، يُصنف كشرك أصغر، حيث لا يُعتبر عبادة لغير الله.
التطير والتشاؤم
في العصور القديمة، كان من الشائع ممارسة التطير، والذي يعني التشاؤم من ظواهر معينة. وقد ارتبط ذلك بآراء جاهلية سابقة كانت تعتبر الطيور علامات تفاؤل أو تشاؤم. كما قد يرتبط التشاؤم بأمور أخرى مثل الألوان أو الأحلام أو الأشخاص. كل هذه التصورات تُعتبر من وسائل الشرك بالله، لأنها توضح ضعفا في التوكل على الله وعدم اتباع الأسباب الشرعية.
قال تعالى: (أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)، حيث كما ذم الله -عز وجل- التشاؤم، مشيرًا إلى أن الحاجات لا تُعزى إلى الطيور أو الألوان أو الأشخاص، وهي خصال تميز المشركين.
التصوير
التصوير وتشكيل كل ما فيه روح يُعدّ من شرك أكبر. وقد ورد في القرآن الكريم الإشارة إلى تصوير الصالحين من قوم نوح، قال تعالى: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا).
تعليق التمائم
تُعتبر التمائم التي تُعلق اعتقادًا بأنها تساهم في الشفاء أو تمنع الحسد من أشكال الشرك وأسبابه.
السحر والكهانة
يُعد السحر والكهانة من أنواع الشرك، حيث يتم من خلالهما التقرب إلى غير الله -عز وجل- من خلال الاستعانة بالشياطين، بما يتضمن ادعاء علم الغيب. قال تعالى: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ).
التنجيم
يتمثل التنجيم في استغلال بعض الظواهر الفلكية وحركات الكواكب كأدلة على أحداث أو ظروف تخص حياة البشر. وهذا أيضًا يُعتبر ادعاءً بعلم الغيب.
نسبة النعم لغير الله
إن كل نعمة تُعتبر في أصلها نابعة من الله -عز وجل-، حتى وإن كانت بعض الأمور أو الأشخاص سببًا في حدوثها. ولذلك، فإن إرجاع أي نعمة لغير الله يُعدّ نوعًا من الشرك.
أنواع الشرك بالله
الشرك هو نقيض التوحيد ويقسم إلى عدة أنواع، هي:
- الشرك الأكبر: ويعني الشرك في الدعوة والطلب من غير الله، وطاعة غيره، والنية والقصد لغيره، والمودة لغيره. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ).
- الشرك الأصغر: ويتضمن الرياء وأعمال الخير التي يكون الدافع ورائها إرضاء غير الله. قال تعالى: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).
- الشرك الخفي: وهو ما يتعلق بالأمور الصغيرة في الأعمال، ويندرج تحت مسمى الشرك الأصغر الذي لا يُخرج صاحبه من الملة.
التحذير من الشرك
إن الشرك، سواء كان أكبر أو أصغر أو خفي، يُعد ظلمًا عظيمًا وإفكًا واضحًا. قال تعالى: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، ولن يغفر الله للمشرك إلا إذا تاب ورجع إلى الله، وابتعد عن الشرك. لذا، ينبغي على المسلم تجنب الشرك والابتعاد عن كل سبب قد يؤدي إليه، مع الالتزام بذكر الله -عز وجل-.