قائمة قادة الحروب الصليبية
تُعتبر الحروب الصليبية سلسلة من النزاعات الدينية التي نشبت في إطار السعي للسيطرة على الأماكن المقدسة. تمتدّ هذه الحروب عبر ثماني حملات رئيسية، وقعت بين عامي 1096م و1291م، وميزت تاريخ تلك الفترة بدمويتها وعنفها، مما أدّى إلى مأساة كبرى في صفوف المسيحيين الأوروبيين في الشرق الأوسط. نستعرض هنا أبرز الشخصيات التي قادت هذه الحروب:
البابا أوربان الثاني
في أعقاب احتلال السلاجقة لمدينة القدس عام 1077م، قام الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس بإرسال نداء استغاثة إلى البابا أوربان الثاني لمساعدته، مشيرًا إلى خوفه من سقوط القسطنطينية. وبناءً على ذلك، أطلق البابا أوربان في عام 1095م، دعوة للمسيحيين المخلصين للانضمام إلى حملة صليبية لاستعادة الأراضي المقدسة، مُعدًا إياهم بمغفرة الذنوب التي قد يرتكبونها في سبيل هذه القضية.
الملك الألماني كونراد الثالث والملك لويس السابع ملك فرنسا
كانت هذه المرة الأولى التي يقود فيها الملوك الحملات الصليبية بأنفسهم، حيث استمرت الحملة بين عامي 1147 و1149م. وقد أطلق البابا والنبلاء الأوروبيون هذه الحملة العسكرية من أجل استعادة مدينة الرها من السلاجقة، لكنها لم تنجح على الرغم من أن تعداد الجيش بلغ 60,000 جندي بقيادة ملكين. ونجم عن هذه الحملة تصاعد التوتر بين البيزنطيين والسلاجقة، إذ لم تنجح الحملات اللاحقة الناتجة عنها أيضًا.
فريدريك الأول بربروسا، فيليب الثاني وريتشارد الأول
انطلقت الحملة الصليبية الثالثة بين عامي 1189 و1192م بهدف استعادة القدس بعد فتحها على يد صلاح الدين الأيوبي عام 1187م. وقد سُميت هذه الحملة بحملة الملوك الصليبية، نظرًا لقيادتها من قبل ثلاثة ملوك: فريدريك الأول بربروسا ملك ألمانيا، فيليب الثاني ملك فرنسا، وريتشارد الأول (قلب الأسد) من إنجلترا. على الرغم من عدم تمكنهم من دخول المدينة، إلا أنهم استطاعوا السيطرة على مدينة عكا.
البابا إنوسنت الثالث
كانت الحملة الصليبية الرابعة، التي وقعت بين عامي 1202 و1204م، تهدف إلى استرداد القدس من المسلمين. لكنها غيرت مسارها وركزت على استعادة القسطنطينية، عاصمة الإمبراطورية البيزنطية وأكبر مدينة مسيحية آنذاك. ورغم استيلائهم عليها، إلا أن هذه العملية وُصفت بالجشع وسعى لتحقيق مكاسب سريعة. ثم قاد البابا لاحقًا الحملة الصليبية الخامسة لاستعادة القدس، التي لم تحقق نجاحًا أيضًا.
فريدريك الثاني
خلال الحملة الصليبية السادسة بين عامي 1228 و1229م، استطاع الإمبراطور الروماني فريدريك الثاني دخول القدس عن طريق معاهدة سلمية بدلاً من القتال. وقام بالتوقيع على اتفاق مع السلاطين المصريين والسوريين لنقل حكم القدس بالكامل إلى هذه السلطة، مما جعل الحملة السادسة تحقق ما لم تتمكن الحملات السابقة من تحقيقه عبر الوسائل العسكرية.
لويس التاسع
قاد الملك الفرنسي لويس التاسع الحملة الصليبية السابعة بين عامي 1248 و1254م، بهدف السيطرة على القدس ومصر التي كانت تحت وطأة الأيوبيين. وبالرغم من نجاحه في السيطرة على مدينة دمياط، إلا أنه تكبد الهزيمة في المنصورة وخسر جميع أهداف الحملة. وقد تم القبض عليه، لكنه عاود الهجوم في الحملة الصليبية الثامنة عام 1270م لاحتلال مصر والمناطق المسيحية في بلاد الشام، إلا أنه توفي قبل انطلاق الحملة.