فائدة وسلامة استخدام الأعشاب في خفض ضغط الدم
تُستخدم الأعشاب بشكل واسع لأغراض متعددة، سواءً كأعشاب كاملة أو كمكملات غذائية، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد فعاليتها وسلامة استخدامها. لا يُمكن اعتبار جميع المكملات العشبيّة آمنة لمجرد أنها طبيعية؛ فبعضها قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أو يتفاعل سلباً مع الأدوية المخصصة لمرضى الضغط. لذا، من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء في استخدام أي مكملات عشبية.
بشكل عام، لم تتضح معلومات كافية حتى الآن حول أعشاب يُنصح بها بانتظام للمساعدة في تخفيض ضغط الدم. بل، قد يؤدي تناول جرعات عالية من بعض الأعشاب إلى آثار جانبية غير مرغوبة، أو تسبب أضرارًا للجسم عند تداخلها مع أدوية معينة. لذلك، مرة أخرى، يُنصح بشدة بالحصول على مشورة طبية قبل استخدام أي نوع من الأعشاب لأغراض تخفيض ضغط الدم.
أعشاب محتملة لخفض ضغط الدم
يعتقد أن بعض الأعشاب والمكملات العشبية قد تسهم في التخفيف من ارتفاع ضغط الدم. ومع ذلك، من المهم اختيار الأعشاب الآمنة والمناسبة لحالة الفرد واستشارة الطبيب قبل استخدام أي نوع جديد من الأعشاب. فيما يلي بعض الأمثلة:
الريحان
يحتوي الريحان الحلو على مركب كيميائي يُعرف بالأوجينول (Eugenol)، والذي يلعب دورًا في تقليل ضغط الدم عن طريق إغلاق قنوات الكالسيوم.
لكن يجب الانتباه إلى أن تأثير مستخلصات الريحان على ضغط الدم قد يتسبب في خفضه بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مسبق في الضغط، كما أن الريحان يمكن أن يتفاعل مع الأدوية المستخدمة لعلاج انخفاض ضغط الدم. لذا، يُفضل استشارة الطبيب قبل تناول مستخلصات الريحان أو المكملات التي تحتوي عليه.
الهيل
أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Indian Journal of Biochemistry & Biophysics في عام 2009 على 20 شخصًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم، أن استهلاك مسحوق الهيل قد يساعد في تخفيض ضغط الدم. ومع ذلك، فإن هذه الدراسة كانت صغيرة ولا تكفي لتأكيد تأثير الهيل في تخفيض الضغط.
بذور الكتان
قد تساهم بذور الكتان في تقليل ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاعه. ومع ذلك، لا توجد معلومات دقيقة حول الكمية المستخدمة ونوع البذور، لكن وفقًا للدراسات، كان لبذور الكتان الكاملة تأثير أفضل في تخفيض ضغط الدم، خصوصاً ضغط الدم الانبساطي.
تعزى فعالية بذور الكتان إلى محتواها من الألياف الغذائية التي تساهم في تخفيض مستويات الكوليسترول في الدم، لكن ينبغي الحذر لأن تناولها مع أدوية خفض ضغط الدم قد يؤدي إلى انخفاض حاد في الضغط.
بذور الكرفس
تحتوي بذور الكرفس على مادة تُعرف بالثاليدات (Phthalides) التي تعزز تدفق الدم عبر الشرايين من خلال إرخاء الأنسجة المكوّنة لجدران الشرايين، مما يساهم في خفض ضغط الدم.
دراسة أولية نُشرت في مجلة Natural Medicine Journal في عام 2013 على 30 مريضاً يعانون من ارتفاع ضغط الدم، أظهرت أن استهلاك كبسولات تحتوي على 75 ملغ من مستخلص بذور الكرفس مرتين يومياً ولمدة 6 أسابيع قد يساعد في خفض الضغط. ومع ذلك، كانت هذه الدراسة صغيرة ولا تكفي لتأكيد تأثير بذور الكرفس.
من المهم الحذر عند تناول بذور الكرفس، حيث قد يتسبب تناولها لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم في هبوط حاد في مستوياته.
الثوم
مراجعة نُشرت في مجلة Experimental and Therapeutic Medicine في عام 2019 أظهرت أن مستخلص الثوم يساهم بشكل كبير في تقليل ضغط الدم الانقباضي (قياس الجزء العلوي من ضغط الدم) والانبساطي (الجزء السفلي)، مما يساهم في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تتراوح بين 16-40%.
لكن ينبغي الانتباه إلى أنه يمكن أن يؤدي استهلاك الثوم من قبل من يعانون من انخفاض ضغط الدم إلى انخفاض ملحوظ فيه.
للحصول على مزيد من المعلومات، يمكنك الاطلاع على مقال “هل الثوم يخفض ضغط الدم”.
الزنجبيل
توصلت مراجعة نُشرت في مجلة Phytotherapy Research في عام 2019 إلى أن مكملات الزنجبيل قد تساعد في خفض ضغط الدم، ولكن لا تزال الأبحاث غير كافية لتأكيد هذا التأثير. ولا يزال غير واضح كيف يساهم الزنجبيل في خفض ضغط الدم، ولكن يُعتقد أن المركبات الفينولية الموجودة فيه تُعزز النشاط المضاد للأكسدة وقد تساهم في ذلك من خلال تقليل أكسدة الدهون التي تؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية.
يجب أيضاً الانتباه عند تناول أي أدوية بشكل منتظم، وينبغي استشارة الطبيب قبل استخدام مكملات الزنجبيل لتجنب تفاعلات مع الأدوية.
الكركديه
قد يساعد تناول شاي الكركديه مرتين يومياً في خفض ضغط الدم أثناء المرحلة الأولى من ارتفاعه، وذلك بالتوازي مع اتباع نمط حياة صحي وتعديل النظام الغذائي، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة Journal of Advanced Pharmaceutical Technology and Research في عام 2019.
لكن يجب على مرضى السكري ومرضى ارتفاع ضغط الدم توخي الحذر ومراقبة مستوياتهم من السكر والضغط عند استخدام شاي الكركديه، لأنه يمكن أن يسبب خفضهما.
ورق الزيتون
يساهم مستخلص ورق الزيتون في تقليل مستويات الدهون في الدم وارتفاع ضغط الدم. في دراسة نُشرت في مجلة European Journal of Nutrition عام 2017، تم ملاحظة أن الرجال الذين يعانون من حالة تُعرف ما قبل فرط ضغط الدم، والذين استهلكوا مستخلص أوراق الزيتون، قد شهدوا انخفاضاً ملحوظاً في ضغط الدم مقارنة بمن لم يستهلكوه.
أكد الباحثون في هذه الدراسة على أهمية اتباع نظام غذائي صحي وغني بالفواكه والخضروات لتقليل خطر ارتفاع مستويات الكوليسترول وضغط الدم.
نصائح لتحسين ضغط الدم
إليك بعض النصائح المفيدة التي تسهم في خفض ضغط الدم:
- فقدان الوزن في حال زيادة الوزن: يمكن أن يؤدي إنقاص الوزن بمقدار 2.27-4.54 كيلوجرام للحد من ضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بمشاكل صحية أخرى. دراسة نُشرت في مجلة Cochrane Database of Systematic Reviews في عام 2016 أظهرت أن اتباع أنظمة غذائية لإنقاص الوزن قد ساهم في خفض ضغط الدم الانبساطي بمعدل 3.2 مليمترات زئبقية و4.5 مليمترات زئبقية في الضغط الانقباضي.
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وغني بالفواكه والخضروات ومنتجات الألبان قليلة الدسم والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى تقليل تناول الأطعمة الغنية بالكوليسترول والدهون المشبعة، يمكن أن يساهم في خفض ضغط الدم بمتوسط 11 مليمتراً زئبقياً للأشخاص الذين يعانون من ارتفاعه. يوصى أيضاً بزيادة تناول البوتاسيوم لتقليل آثار الصوديوم المسببة للارتفاع.
- تقليل الصوديوم في النظام الغذائي: قد يقلل ذلك ضغط الدم بمعدل 5-6 مليمترات زئبقية، مما يحسن صحة القلب. يتعين تقليل استهلاك الصوديوم إلى 2300 ملغ أو أقل يومياً. يُنصح باختيار الأطعمة والمشروبات المنخفضة في الصوديوم.
- الحد من تناول الكافيين: لا يزال تأثير الكافيين على ضغط الدم موضوعاً قيد النقاش، إذ يمكن أن يرفع ضغط الدم لدى من يتناولونه بشكل نادر. للمزيد من الفهم حول تأثيره، يمكن قياس ضغط الدم بعد 30 دقيقة من استهلاك أي مشروب يحتوي على الكافيين.
من المهم استشارة الطبيب حول الآثار المحتملة للكافيين على ضغط الدم.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام: يُوصى بممارسة أنشطة بدنية معتدلة لمدة لا تقل عن 10 دقائق يومياً، و150 دقيقة أسبوعياً.
- تقليل التوتر: التأثير السلبي للضغط النفسي على الأوعية الدموية قد يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم. من المفيد اتخاذ خطوات لتقليل التوتر كجزء من الاستراتيجيات لخفض ضغط الدم.