الكورتيزون
يعتبر الكورتيزون من العلاجات الفعالة التي ساهمت في إنقاذ حياة الملايين من الأشخاص. ويُعدّ حالياً العلاج الأساسي لكثير من الأمراض المزمنة التي قد تكون مميتة بدون هذا العلاج الحيوي. ومع ذلك، ينبغي تناول الكورتيزون تحت إشراف طبي كامل والالتزام الصارم بتعليمات الطبيب فيما يتعلق بجرعاته وتوقيته ومدة استخدامه.
الكورتيزون هو هرمون ينتمي لعائلة الكورتيكوستيرويدات، حيث يعمل على تقليل استجابة الجسم المناعية من خلال تثبيط إفراز المواد المسببة للالتهابات، مما يساعد في تخفيف الأعراض المرتبطة بها ويقلل من التورم والحساسية. يستخدم هذا الدواء في معالجة مجموعة متباينة من الاضطرابات المناعية وأمراض الدم والخلل الهرموني، بالإضافة إلى مشكلات جلدية وعينية ومشاكل تنفسية، كما يسهم في علاج أنواع معينة من السرطان وغيره من الأمراض.
أنواع الكورتيزون
يوجد الكورتيزون في ثلاثة أشكال رئيسية:
- الكورتيزون الموضعي: يُستخدم عادة في صورة كريمات أو مراهم لعلاج العديد من الأمراض الجلدية، حيث يساعد في تقليل أعراضها.
- حبوب وحقن الكورتيزون: تُستخدم فقط في الحالات الحادة نظرًا لأعراضها الجانبية الكبيرة.
- بخاخات الاستنشاق: تُستخدم لعلاج الاضطرابات الموجودة في المجاري التنفسية، مثل بخاخات الأنف والفم.
عوامل تؤثر على آثار الكورتيزون
كما هو الحال مع أي مادة، للكورتيزون فوائد وأعراض جانبية، وتعتمد احتمالية ظهور هذه الأعراض على عدة عوامل:
- نوع الدواء المستخدم: إذ أن الحبوب الفموية تزيد من احتمالية ظهور الأعراض الجانبية أكثر من بخاخات الاستنشاق والحقن.
- جرعة الدواء: كلما كانت الجرعة أعلى، كانت فرصة ظهور الأعراض الجانبية أكبر.
- مدة العلاج: فزيادة فترة العلاج تزيد من خطر حدوث الأعراض الجانبية.
- العمر: حيث تقل احتمالية حدوث الأعراض الجانبية لدى الفئات العمرية الأصغر، بينما تزداد لدى الكبار والصغار في العمر.
أضرار الكورتيزون
تشمل الأضرار المحتملة ما يلي:
- قد يتسبب الكورتيزون في تثبيط غدة الكظرية من إنتاج الكورتيزون الطبيعي، مما يتطلب أسابيع أو حتى أشهر لتعود الغدة إلى عملها الطبيعي بعد التوقف عن استخدامه.
- يمكن أن يؤدي إلى زيادة ضغط العين في بعض الحالات.
- يؤدي في بعض الأحيان إلى مرض الساد (الكتاراكت)، وهو عتامة عدسة العين.
- قد يسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم في بعض الحالات.
- زيادة خطر الإصابة بأمراض الروماتيزم.
- يقلل من كفاءة الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى زيادة التعرض للأمراض.
- قد يظهر على مستخدمي الكورتيزون تورم الوجه وتجمع الدهون في منطقة الرقبة والأكتاف.
- يزيد من الشعور بالعطش وكثرة التبول، مما يدفع الشخص للشرب بكثرة والذهاب إلى الحمام بشكل متكرر.
- قد يؤدي الاستخدام طويل الأمد إلى آلام في العضلات.
- يحتفظ بالصوديوم في الجسم مما يزيد من نسبة السوائل ويهيء للوذمة (الأديما)، وبالتالي يزيد من ضغط الدم مما يشكل عبئًا على القلب.
- يفقد عنصر البوتاسيوم من الجسم مما قد يؤدي إلى مشاكل في وظيفة القلب ويؤثر على الدورة الشهرية لدى النساء البالغات.
- يعوق التئام الجروح مما يتطلب توخي الحذر لدى المصابين بالإصابات.
- يزيد من خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية والفيروسية والفطرية دون أن يشعر المريض، نظرًا لتخفيف الأعراض.
- قد يتسبب في ترقق الجلد مما يظهر الأوعية الدموية السطحية.
- يؤدي إلى تغير البيئة البكتيرية على سطح الجلد، مما يتيح فرصة لنمو جراثيم ضارة.
- يتسبب في هشاشة العظام وزيادة الشعور بالاكتئاب، بالإضافة إلى زيادة ملحوظة في الوزن.
الحمل والكورتيزون
لا يزال موضوع استخدام الكورتيزون للنساء الحوامل قيد البحث، وتشير بعض الدراسات المعتمدة على الحيوان إلى أن له تأثيرات سلبية على الخُلق في الجنين، بالإضافة إلى زيادة خطر وفاة الطفل عند الولادة. لذا يُنصح بعدم استخدامه إلا في الحالات الضرورية. أما بالنسبة للنساء المرضعات، فإن هناك أدلة تشير إلى أن الكورتيزون يُفرز في الحليب بكميات قليلة، لذلك يُفضل تجنبه لتفادي الأعراض الجانبية لدى الطفل، مثل تأخر النمو.
فيديو حول أضرار ومنافع الكورتيزون
شاهد الفيديو لمزيد من المعلومات حول أضرار ومنافع الكورتيزون: