الآثار الجانبية لبخاخات الربو
تقوم الأدوية المستنشقة بعلاج الربو عن طريق توصيل الدواء مباشرة إلى الرئتين، مما يساعد على توسيع الممرات الهوائية. وعلى الرغم من أن الآثار الجانبية لهذه الأدوية تعتبر أقل حدة مقارنة بالأدوية الأخرى التي تُؤخذ عن طريق الفم أو الحقن، إلا أنه من المهم التعرف عليها.
يمكن تصنيف أدوية الربو المتوفرة في البخاخات إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي على النحو التالي:
- المسكِّنات: (بالإنجليزية: reliever) تُعدُّ المسكِّنات من موسعات القصبات الهوائية قصيرة المفعول (بالإنجليزية: short-acting bronchodilators)، وتستخدم فقط عند ظهور أعراض الربو من حين لآخر، مثل: انقطاع النفس، وضيق الصدر أو الصفير. تعمل هذه الأدوية على استرخاء العضلات المحيطة بالممرات الهوائية، مما يؤدي إلى توسعتها وتخفيف الأعراض بسرعة. تشمل الأدوية الرئيسية في هذا النوع: السالبيوتومول (بالإنجليزية: Salbutamol) والتربيوتالين (بالإنجليزية: Terbutaline)، وتعرف هذه الأدوية أيضًا بموسعات القصبات (بالإنجليزية: Bronchodilators) لأنها تعمل على توسيع القصبات الهوائية.
- المانعات: (بالإنجليزية: Preventer) هذه الأدوية غالبًا ما تحتوي على الستيرويدات (بالإنجليزية: Steroids)، ويُنصح باستخدامها في حال الحاجة لاستخدام المسكِّنات أكثر من ثلاث مرات أسبوعيًا. تعتمد آلية عمل هذه الستيرويدات على تقليل الالتهاب في الممرات الهوائية، مما يقلل من احتمال تضيق هذه الممرات وبالتالي حدوث الأعراض مثل الصفير. يُستخدم هذا النوع يوميًا للوقاية من أعراض الربو.
- موسعات القصبات طويلة المفعول: (بالإنجليزية: Long-acting bronchodilator) قد يوصي الطبيب باستخدام هذا النوع مع المانعات عندما لا تكون الستيرويدات كافية للسيطرة على الأعراض. على الرغم من تشابه آلية عملها مع موسعات القصبات قصيرة المفعول، إلا أن مفعولها يمتد لقرابة 12 ساعة بعد كل جرعة.
الستيرويدات المستنشقة
تسبب الستيرويدات المستنشقة مجموعة من الآثار الجانبية، التي تتنوع من آثار موضعية تؤثر فقط في منطقة معينة من الجسم إلى آثار جهازيَّة تؤثر في الجسم بشكلٍ عام. تشمل الآثار الجانبية مشاكل خفيفة مثل: التهاب الحلق وداء المبيضات (بالإنجليزية: Thrush)، إلى مشاكل أكثر خطورة مثل اضطرابات العين وفقدان العظام. تتميز الآثار الجهازيَّة بكونها أكثر حدة وغالبًا ما ترتبط بالاستخدام الطويل الأمد للستيرويدات المستنشقة. ومن الآثار الجانبية المحتملة، يمكن أن نذكر:
- التهاب الفم أو الحلق.
- داء المبيضات الفموي (بالإنجليزية: Oral candidiasis)، وهي عدوى فطرية شائعة تصيب الفم.
- انخفاض كثافة العظام لدى البالغين.
- سهولة الإصابة بالكدمات.
- ضعف النمو لدى الأطفال، لكنه يكون عادةً طفيفًا.
- بحَّة الصوت (بالإنجليزية: Dysphonia)، وغالبًا تكون لفترة زمنية قصيرة.
- إعتام العدسة (بالإنجليزية: Cataract)، والذي يتمثل في ظهور غشاء أو غيم في العين.
- تشنج الحنجرة.
- الجلوكوما (بالإنجليزية: Glaucoma)، وهي ارتفاع ضغط العين.
معظم المرضى الذين يعانون من الربو يمكنهم السيطرة على حالتهم من خلال استخدام الستيرويدات المستنشقة. يجب إعادة تقييم الحالة في حال عدم التحكم بالأعراض بالرغم من استخدام هذه الأدوية. من الضروري إبلاغ الطبيب بنجاح العلاج أو ظهور آثار جانبية، حيث يساعد الطبيب المريض في التحكم بالربو باستخدام أقل قدر من الأدوية. يُذكر أنه لا ينبغي التوقف عن استخدام البخاخ دون استشارة الطبيب، وفي حال الرغبة في التوقف، يجب خفض الجرعة تدريجياً لتجنب آثار الانسحاب مثل الشعور بالتوعك أو الألم الشديد. كما أن الستيرويدات المستنشقة لا تعبر إلى أعضاء أخرى في الجسم، مما يقلل من احتمال تسببها بآثار جانبية غير مرغوب بها.
من المهم تقييم نمو الأطفال الذين يستخدمون الستيرويدات المستنشقة لفترة طويلة، حيث إن هناك احتمال ضعيف لوصول كمية كافية من الستيرويدات إلى الجسد عن طريق الأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى تأخر النمو. يجب مراعاة هذا الخطر في ضوء الحاجة للعلاج. هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساهم في تقليل الآثار الجانبية للستيرويدات المستنشقة، منها:
- اتباع تعليمات الطبيب بدقة عند استخدام البخاخ واستشارة الطبيب في حال عدم التأكد من الاستخدام الصحيح.
- استخدام فاصل أو حافظ مسافة، وهو أنبوب بلاستيكي متصل بالبخاخ لتسهيل استنشاق الجرعة بشكل صحيح، خاصة للأطفال وكبار السن، ويجب وصفه من قبل الطبيب.
- غسل الفم بالماء بعد كل جرعة من الستيرويدات المستنشقة.
موسعات القصبات الهوائية طويلة وقصيرة المفعول
تحتاج موسعات القصبات الهوائية إلى وصفة طبية، حيث تُستخدم لعلاج العديد من مشاكل الرئة. من بين هذه الموسعات نجد ناهضات المستقبل بيتا 2 (بالإنجليزية: Beta-2 antagonists)، التي تحسن تدفق الهواء وتقلل من الأعراض مثل ضيق التنفس عن طريق استرخاء العضلات المحيطة بالممرات الهوائية. وهناك أيضًا الأدوية المضادة للكولين (بالإنجليزية: Anticholinergic) التي تمنع تأثير مادة كيميائية تُعرف باسم أسيتيل كولين (بالإنجليزية: Acetylcholine)، مما يساهم في فتح الممرات الهوائية. تتوفر هذه الموسعات بشكل طويل وقصير المفعول، وقد تسبب بعض الآثار الجانبية مثل:
- السعال.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- جفاف الفم.
- انخفاض مستويات البوتاسيوم.
- الغثيان.
- العصبية.
- الصداع.
- الرعاش (بالإنجليزية: Tremor).
أنواع بخاخات الربو
تعتبر بخاخات الربو الطريقة الأكثر شيوعًا وفعالية في توصيل دواء الربو إلى الرئتين. تتوفر هذه البخاخات بعدة أشكال تعتمد على آلية عملها. اختيار نوع البخاخ الأنسب يعتمد على عوامل متعددة منها نوع الدواء المطلوب وطريقة توصيله، حيث قد يتوفر بعض الأدوية بنوع واحد من البخاخات فقط. يمكن أن تحتوي بعض البخاخات على دواء واحد فقط، بينما تحتوي أخرى على مزيج من الأدوية. تشمل أنواع بخاخات الربو الموصوفة من قبل الطبيب:
- بخاخات معايرة الجرعة: تستخدم هذه البخاخات علبة مضغوطة تطلق دفعة صغيرة من الدواء عبر قطعة بلاستيكية توضع في الفم. تحتوي العلبة على الدواء وتخرج منه دفعة عند دفع العلبة داخل القطعة البلاستيكية. بعض هذه البخاخات تحتوي على عدادات لتحديد الجرعات المتبقية.
- بخاخات المسحوق الجاف: تطلق هذه البخاخات الدواء عند استنشاق نفس عميق وسريع من المريض، بدلاً من آلية دفع كيميائية. بعض منها تحتوي على ما يقارب 200 جرعة، بينما تحتوي أخرى على جرعة واحدة تسمح باستخدام كبسولة واحدة قبل كل استخدام.
هناك أيضًا أنواع أخرى من بخاخات الربو تُستخدم للمرضى الذين يجدون صعوبة في استخدام الأنواع السابقة، ومنها:
- الرذاذة: تُستخدم عادةً لدى الأشخاص الذين لا يستطيعون استخدام البخاخات السابقة، مثل الرضع أو الأطفال الصغار. يقوم الجهاز بتحويل دواء الربو إلى رذاذ يستنشقه المريض.
- البخاخات المزوَّدة بقناع الوجه: يستخدم هذا النوع قناع وجه لضمان وصول الجرعة الصحيحة من الدواء إلى الرئتين، ويأتي مع فاصل متصل بالبخاخ.
- بخاخ الرذاذ الناعم: (بالإنجليزية: Soft mist inhaler).
فيديو حول أضرار بخاخ الربو
على الرغم من أن بخاخ الربو يوفر شعورًا بتحسن فوري، إلا أنه يحمل آثارًا جانبية، تابع الفيديو التالي للمزيد من المعلومات حولها: