أيام العقيق… الأروع والأجمل
استمتع بأيام العقيق الأروع والأكثر جمالاً
والعيش في ظلال ومظاهرها الجذابة
وفي مصيفها الذي يستظل بظله
سرب المها وربيعها كالمطر الهني
أصل كبرود العصب تعلق بضحى
عابق برائحة رياض مطيبة
وظلالها المشرقة بالنقاء
كواعب بيض غامضة الأقدام
وأغنى من دُعج الظباء مرفوعة
بدّلت من نسيمها شباباً غير مرفوع
لله، كانت ليلتنا ليلة
حُفظت لنا بين اللوى والشُرب
قالت، وقد أمسكت بيدي كفها
حلَى، وما كل الحلال يكون طيباً
نعم اشتعلت من الشمس حين حُجبت
من نورها، فكأنها لم تُحجب
وإذا رنت، فرحت الظباء بقدومها
أبناء قريتين واستُرضعت في القربين
إنسية إن انتسبت إلى نسب معروف
الجنية للأبوين ما لم تُنسب
قد قلت للزَبّاء عندما ظهرت
في عهد قاسي للزمن ومخلبه
لمدينة عجماء قد عصرها البلاء
فيها خطيباً باللسان المعرب
وكأنما سكن الفناء عراصها
أو صال فيها الدهر بثورة غضب
لكن أبناء طوق وطوق قبليهم
شيدوا المعالي بالثناء الفخم
فستخرب الدنيا وأبنيتها
العالية وقبابها حديثة لم تَخرب
رفعت بأيام الطعان وغُشّيت
برقراق لون للسموحة مصنّع
يا من تبحث عن مسعاهم لينالها
هيهات أن تتساوى مع غبار ذلك الموكب
أنت المعاني مع الغواني تتوق
أقصى مودتها برأسٍ مشيب
وطئ الخطوب وكف عن غلوائها
عمر بن طوق نجم أهل المغرب
ملتف بالأعراق والتواصل إذا انتمى
يوم الفخار ثري تراب المنصب
في معدن الشرف الذي من حليّه
أُعطِيت المكارم من تغلب ابنة تغلب
قد قلت في ظلمة الدجى لعصابة
بحثت أبا حفص مُناخ الأركب
الكوكب الجشمي نصب عيونكم
فاستوضحوا إذًا ذلك الكوكب
يعطي عطاء المحسن الندي
عفوًا ويعتذر اعتذار المذنب
ومرحب بالزائرين وبشره
يغنيك عن أهلٍ لديه ومُرحب
يغدو مؤملاً له إذا ما حط في
أكنف رحل المُكل بسبب كُرَباء
سلس اللسان والرجاء ببابه
كتب المنَى ممتد ظل المطلب
الجد شيمته وفيه فكاهة
سجع ولاجد لمن لم يلعب
شرس ويتبع ذلك لين طبيعة
لا خير في الصهباء ما لم تقبض
صلب إذا اعوج الزمان ولم يكن
ليُلِينَ صلب الخطبة من لم يصلب
الود للقربى ولكن عرفه
للأبعد الأوطان دون الأقرب
وكذلك عتاب بن سعد أصبحوا
وهم زمام زماننا المتقلب
هم رهط من أمسى بعيدًا رهطه
وبنو أبي رجلٍ بغير بني أبي
ومنافس عمر بن طوق ما له
من ضغينته غير الحصى والأثلب
تعب الخلائق والنوال ولم يكن
بالمرتاح العرض من لم يتعب
بشحوبه في المجد أشرق وجهه
لا يستنير فعال من لم يشحب
بحر يطم على العفاة وإن تهج
ريح السؤال بموجه يغلي
والشول ما حلبت تدفق ريسلها
وتجف درتها إذا لم تحلب
يا عقب طوق أي عقب لعشيرة
أنتم وربت معقب لم يُعقب
قيدت من عمر بن طوق همتي
بالحُوَل الثبت الجنان القلب
نفق المدح ببابه فكسوته
عقدا من الياقوت غير مثقوب
أولى المدح بأن يكون مهذباً
ما كان منه في أجر مُهذب
غربت خلقه وأغرب شاعر في
جنبه فأحسن مغرب في مغرب
لما كَرمت نطقت فيك بمنطق
حق فلم آثم ولم أتحوب
ومتى امتدحت سواك كنت متى يضيق
عنّي له صدق المقالة أكذب
إن عهداً لو تعلمان ذميماً
إن عهداً لو تعلمان ذميماً
ألا تناما عن ليلتي أو تسكنا
كنت أرعى البدور حتى إذا ما
فارَقوني أمست أرعى النجوم
قد مررنا بالدار وهي خالية
وبكينا طلولها والرُسوم
وسألنا رُوْعَها فانصرفنا
بسقام وما سألنا حكيماً
أصبحت روضة الشباب هشيماً
وغدت ريحه البليل سموماً
شعلت في المفارق استودعتني
في صميم الفؤاد ثكلاً صميمة
تستثير الهموم ما اكتن منّها
صعوداً وهي تستثير الهموم
غرّة بهمة ألا إنما كن
تُ أغراً أيام كنت بهيماً
دقة في الحياة تدعى جلالاً
مثلما سُمّي اللديغ سليماً
حلّمتني زعمتم وأراني
قبل هذا التحليم كنت حليماً
من رأى بارقاً سرى صامتياً
جاد نجدها سهولها والحزوم
يوسفياً محمدياً حفياً
بذليل الثرى رءوفاً رحيماً
فسقى طيئاً وكلباً ودوداً
وقيساً ووايلاً وتميماً
لن ينال العلى خصوصاً من الفتيات
يا من لم يكن نداها عامماً
نشأت من يمينه نفحاتٌ
ما عليها إلاً تكون غيوماً
ألبست نجد الصنائع لا شيئاً
ولا جانباً ولا قيسوماً
كرمت راحتيه في أزماتٍ
كان صوب الغمام فيها لئيماً
لا رزينا ما ألذ إذا هُزّ
وأندى كفاً وأكرم خيماً
وجه العيس وهي عيسٌ إلى اللّه
فآلت مثل القسيّ حطيم
وأحقّ الأقوام أن يقضي الدين
ثم لما علاه صار أديماً
لم يحدث نفساً بمكة حتى
جازت الكهف خيلُه والرقيب
حرماً الدين زاره بعد أن لم
يُبقِ للكفر والضلال حريماً
حين عفى مقام إبليس سامي
بالمطايا مقام إبراهيم
حطّم الشرك حطمةً ذكرته
في دجى الليل زمزماً والحطيم
فاض فيض الأتي حتى غدا المَو
سِم من فَضل سَيبه موسوماً
قد بلونا أبا سعيد حديثاً
وبلونا أبا سعيد قديماً
ووردناه ساحلاً وقليلاً
ورعينا بارضاً وجميماً
فعلمنا أن ليس إلا بشق النفس
صار الكريم يُدعى كريماً
طلب المجد يُورثُ المرء خَبلاً
وهمومًا تُقَضْقِضُ الحيزوماً
فترى وهو الخليل شجياً
وترى وهو الصحيح سقيمًا
تجد المجد في البرية منثوّ
راً وتلقاه عنده منظوماً
تيمته العلى فليس يعدّ ال
بؤس بؤساً ولا النعيم نعيماً
وتؤام الندى يري الكرم الفا
رِيد في أكثر المواطن لوما
كلما زرته وجدت لديه
نسَباً ظاعناً ومجداً مُقيماً
أجدَر الناس أن يُرَى وهو مغبو
ن وهَيْهاتَ أن يُرَى مَظلوماً
كل حالٍ تَلْقَاه فيها ولكن
ليس يُلقى في حالة مَذمومة
وإذا كان عارض الموت سحاً
خضلاً بالرَدى أجَشً هزيماً
في ضرامٍ من الوغى وإشتعالٍ
تحسب الجو منهما مهموماً
واكتَسَت ضُمَرُ الجِياد المذاكي
مِن لباس الهيجاء دماً وحميماً
في مكرٍ تلوكها الحرب فيه
وهي مقيَّرةٌ تلوك الشكيما
قمتَ فيها بحُجة الله لما
أنتَ جعلت السيوف عنك خصوم
فتح الله في اللواء لك الخا
فق يوم الاثنين فتحاً عظيماً
حَوَّمَتْهُ ريح الجنوب ولن يُح
مد صيد الشاهين حتى يحوم
في عذاء مهدوبة كان فيها
ناضِرُ الروض للسحاب نديما
لينت مُزنها فكانت رِهاماً
وسَجَت ريحها فكانت نسيمًا
نعمة الله فيك لاأسأل الله
إلَيْها نُعْمَى سوى أن تدوم
ولو أني فعلتُ كنتُ كمن ينس
ألهُ وهو قائمٌ أن يقوم
ديمة سمحة القياد سكوب
ديمة سمحة القياد سكوب
مستغيث بها الثرى المكروب
لو سعت بقعة لإعظام نعمى
لسعى نحوها المكان الجدب
لذ شؤبوبها وطاب فلو تس
طيع قامت فعانقتها القلوب
فهي ماء يجري وماء يليه
وعزالي تهيم وأخرى تذوب
كشف الروض رأسه واستسّر
المحل منها كما استسرّ المريب
فإذا الري بعد محل وجرجا
لدَيْها يبرين أو ملحوب
أيها الغيث حي أهلاً بمغدا
ك وعند السرى وحين تؤوب
لأبي جعفر خلا ئق تحكي
هن قد يشبه النجيب النجيب
أنت فينا في ذا الأوان غريب
وهو فينا في كل وقت غريب
ضاحك في وايب الدهر طلق
وملوك يبكين حين تنوب
فإذا الخطب راث نال الندى والأ
بذل منه ما لا تنال الخطوب
خلق مشرق ورأي حسام
ووداد عذب وريح جنوب
كل يوم له وكل أوان
خلق ضاحك ومال كئيب
إن تقارب أو تباعده ما لم
تأت فحشاء فهو منك قريب
ما التقى وفره ونائله مذ
كان إلا ووفره المغلوب
فهوا مدن للجود وهو بغيد
وهو مقص للمال وهو حبيب
يأخذ الزائرين قسراً ولو كفّ
م دعاهم إليه واد خصيب
غير أن الرامي المسدد يحتا
ط مع العلم أنه سيصيب