تأثيرات تناول الأطعمة الحارة على الصحة

أضرار تناول الأطعمة الحارة

تأثيرات على الجهاز الهضمي

يمكن أن يتسبب استهلاك كميات كبيرة من الفلفل الحار في ظهور أعراض ملحوظة على المدى القصير. ويرجع ذلك إلى احتوائه على مادة الكابسيسين، المسؤولة عن الطعم الحار. تحدث هذه التأثيرات نتيجة التحفيز المبالغ فيه للجهاز العصبي. ومع ذلك، فإن الفلفل الحار لا يتسبب في حدوث أي ضرر للبطانة الداخلية للأمعاء. فيما يلي بعض المشاكل المرتبطة بتناول الفلفل الحار:

• ظهور آثار جانبية تشمل:
  • آلام في المعدة.
  • الإسهال.
  • التقيؤ.
• التسبب في مشاكل للأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الفلفل الحار:
  • الشعور بعدم الراحة في البطن.
  • الانتفاخ.
  • الغازات.
  • تهيُّج منطقة الشرج حينما يخرج الطعام الحار من الجسم.
  • الشعور بألم في الأمعاء.
• التأثير على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل هضمية: على الرغم من أن تناول الأطعمة الحارة لا يسبب قرحة المعدة، فإنه قد يؤدي إلى ظهور آثار جانبية أخرى، خاصةً لدى مرضى متلازمة القولون العصبي أو داء الأمعاء الالتهابي أو عسر الهضم. لذلك، يتوجب على هؤلاء الأشخاص تقليل استهلاكهم للفلفل الحار والأطعمة الحارة الأخرى.

من المهم ملاحظة أن استجابة الأشخاص للأطعمة الحارة متفاوتة، فبعضهم يستطيع تحمل حرارتها، بينما يعاني الآخرون من أمعاء حساسة مما يؤدي إلى حدوث الإسهال. الكابسيسين يقوم بتحفيز مستقبلات في الجسم ترسل إشارات إلى الدماغ، مما يحفز الدماغ على إفراز الإندورفين كوسيلة لتخفيف الألم. بسبب تهيج الأمعاء، يمكن أن تنتقل هذه التأثيرات بسرعة إلى القولون، مما يمنع القولون من امتصاص الماء، مما يؤدي إلى الإسهال.

إذا كنت تعاني من إسهال ناجم عن تناول الأطعمة الحارّة، فمن الأفضل تجنب تناول هذه الأطعمة لبضعة أيام للمساعدة في تهدئة الأمعاء وترطيب الجسم، مع الامتناع عن المشروبات الكافينية التي قد تزيد من حالة الإسهال سوءاً.

أضرار أخرى

تشير دراسة طويلة المدى نُشرت في مجلة Nutrients عام 2019 إلى ارتباط تناول كميات كبيرة من الفلفل الحار بتدهور القدرات المعرفية لدى البالغين.

يعتقد الكثيرون أن تناول الفلفل الحار قد يزيد من خطر الإصابة بالخرف، وهي حالة تتضمن تدهورًا في الذاكرة والتفكير والسلوك، بالإضافة إلى الاعتماد المتزايد على الآخرين في الأنشطة اليومية. وعلى الرغم من أن الخرف يعتبر غالباً مشكلة تُصيب كبار السن، إلا أنه ليس جزءاً طبيعياً من الشيخوخة.

ومع ذلك، يمكن أن يكون للاستهلاك المعتدل من الأطعمة الحارة آثار إيجابية لدى مرضى الزهايمر، حيث يمكن الاطلاع على المزيد في قسم فوائد تناول الأطعمة الحارة.

أسئلة شائعة حول أضرار الأطعمة الحارة

هل يسبب تناول الأطعمة الحارة قرحة المعدة؟

هناك اعتقاد شائع بأن تناول الأطعمة الغنية بالتوابل يمكن أن يؤدي إلى قرحة المعدة. لكن الدراسات أظهرت أن الكابسيسين قد يلعب دوراً في تقليل خطر الإصابة بالقرحة. كما أنه يساهم في تخفيف الألم عند تناوله أو استخدامه موضعياً. من الضروري البدء ببطء مع الأطعمة الغنية بالتوابل، خاصة للأشخاص الذين لا يتناولون الأطعمة الحارة بشكل منتظم، لتفادي أي أعراض غير مرغوبة.

دراسة نُشرت في مجلة Critical Reviews in Food Science and Nutrition عام 2007 أفادت بأن مادة الكابسيسين لا تُحفز المعدة على إفراز الحمض، بل تسهم في تقليله، بالإضافة إلى تحفيز إفراز المخاط والمواد القلوية، مما يقلل من خطر الإصابة بالقرحة ويساعد على شفاءها. يعود ذلك إلى تأثير الكابسيسين على الخلايا العصبية في المعدة، والتي تُرسل إشارات تحفز إفراز المواد المساعدة في تقليل فرص الإصابة بالقرحة.

وجدت دراسة أخرى نُشرت في مجلة The Journal of Pain عام 2020 أن تأثير الكابسيسين المسكن يستمر حتى بعد زوال تأثير طعم الفلفل الحار، كما أن اتباع نظام غذائي حار لفترة طويلة يمكن أن يساعد في تقليل عتبة الألم لدى الأفراد.

هل يتسبب تناول الأطعمة الحارة في البواسير؟

يعتقد الكثيرون أن تناول الأطعمة الحارة قد يؤدي إلى الإصابة بالبواسير. لكن، من غير الصحيح القول بأن الأطعمة الغنية بالتوابل تسبب البواسير، على الرغم من أنها قد تُهيِّج الشقوق الشرجية. دراسة نشرت في مجلة Diseases of the Colon & Rectum عام 2006 تمخضت عن عدم وجود أدلة علمية تثبت أن تناول الأطعمة الحارة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض البواسير.

برغم ذلك، قد يشعر بعض الأفراد بعد تناولهم الطعام الحار بآلام يعتقدون أنها مرتبطة بالبواسير، لكنها تعود في الواقع إلى الشقوق الشرجية الصغيرة التي تسبب الكثير من الألم. دراسة نُشرت في مجلة Arquivos de Gastroenterologia عام 2008 أظهرت أن استهلاك الفلفل الحار قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الشق الشرجي الحاد لدى المرضى ويخفض معدلات التعافي.

هل هناك علاقة بين تناول الأطعمة الحارة والسرطان؟

تُظهر الأبحاث حول العلاقة بين الفلفل الحار والسرطان نتائج متفاوتة، حيث تتضارب النتائج وتتباين، كما لم تُجرَ على البشر. لذلك، تظل نتائج هذه الدراسات غير مؤكدة، ويجب إجراء المزيد من الأبحاث لفهم تأثيره بشكل أفضل. فيما يلي بعض الدراسات الأولية المتعلقة بهذا الموضوع:

• دراسات تشير إلى فوائد الفلفل الحار في محاربة السرطان: تشير بعض الدراسات المخبرية إلى أن الكابسيسين قد يساعد في إبطاء نمو الخلايا السرطانية. على سبيل المثال، دراسة نشرت في مجلة Cancer Research عام 2006 أظهرت أن تناول الفلفل الحار قد يسهم في تثبيط نمو خلايا سرطان البروستاتا، وكذلك في حماية الخلايا السليمة من الأضرار. هناك دراسة ابتدائية وغير مؤكدة نشرت في مجلة International Journal of Epidemiology عام 2021 أظهرت أن تناول الأطعمة الغنية بالتوابل يرتبط بانخفاض خطر التعرض بعض أنواع السرطان في الجهاز الهضمي، خاصة لدى الأشخاص الذين لا يستهلكون الكحول أو السجائر.
• دراسات تشير إلى مخاطر الفلفل الحار بخصوص السرطان: تحليل إحصائي جمع عدة دراسات نُشر في مجلة Chinese Medical Journal عام 2017 أشار إلى وجود علاقة بين الإفراط في تناول الأطعمة الحارة وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. وقد أُشير إلى أن خطر الإصابة بالسرطان مرتبط بكثرة تناول الأطعمة الحارة، على الرغم من أن العلاقة بينهما تُعد غير متسقة إلى حد كبير. توصل الباحثون في هذا التحليل إلى أن النتائج غير مؤكدة، مما يستلزم إجراء دراسات إضافية واسعة النطاق لتأكيدها.

فوائد تناول الأطعمة الحارة

إليك بعض فوائد استهلاك الأطعمة الحارة:

• المساهمة في تقليل معدل الوفيات: تشير الدراسات إلى أن استهلاك الأطعمة الحارة مرة واحدة يومياً على مدار أسبوع يمكن أن يقلل من معدل الوفيات بنسبة 14%. وأظهرت دراسة نشرت في مجلة BMJ عام 2015 أن تناول الأطعمة الحارة مرتبط بانخفاض معدل الوفيات بشكل عام، إلى جانب بعض الأسباب المحددة للوفاة، بغض النظر عن عوامل الخطر الأخرى.
• المساعدة في تقليل تكوُّن الخلايا السرطانية: كما تم الإشارة سابقاً، يساهم الكابسيسين، المكون النشط في الفلفل الحار، في السيطرة على الخلايا السرطانية. وقد أظهرت دراسة نشرت في مجلة Cancer Research عام 2006 أن الكابسيسين يلعب دوراً في التحكم بسرطان البروستاتا.
• التخفيف من أعراض مرض الزهايمر: دراسة نشرت في مجلة Chinese Medical Journal عام 2021 تفيد بأن تناول الأطعمة الحارة مرتبط بمستويات إدراكية عالية، وقدرة على تعديل الحالة الذهنية المرتبطة بمرض الزهايمر، بالإضافة إلى تقليل العلامات الحيوية لهذا المرض في السائل الدماغي الشوكي.