أسباب الفروق الفردية بين الطلاب
يتباين الطلاب في قدراتهم الأكاديمية، والبدنية، والعقلية بشكل ملحوظ. لفهم كيفية التعامل مع هذه الفروقات الفردية، من الضروري أولاً التعرف على الأسباب التي أدت إلى ظهورها. ومن بين هذه الأسباب نذكر ما يلي:
العمر والنمو العقلي
يُعتبر النمو الجسدي والفكري والعاطفي نتيجة طبيعية لعوامل العمر. قد تختلف قدرات الأفراد بسبب تباين الذكاء ودرجة النضج العقلي، حيث نجد أن الأفراد الذين يمتلكون أعمارًا عقلية أدنى من المعدل يعانون من صعوبات ملحوظة في التعلم مقارنة بنظرائهم الذين يتعلمون بسرعة أكبر.
المزاج والاستقرار العاطفي
تتباين سلوكيات الأفراد، فبعض الأشخاص يكونون نشيطين وسريعي الاستجابة، بينما يظهر آخرون علامات على البطء والسلبيّة. كما نجد أن بعض الأفراد يمتلكون حس فكاهة قوي، بينما يعاني البعض من الانفعال السريع. كل هذه التصرفات تتأثر بالمزاج، إذ يتحدد الاستقرار العاطفي وفقًا لعدة عوامل، منها الجسدية، والعقلية، والبيئية. يختلف تأثير هذه العوامل بين الأشخاص، مما يؤدي إلى ظهور فروقات واضحة في الاستقرار العاطفي.
البيئة المحيطة
تلعب البيئة دورًا مهمًا في الفروق الفردية. لا يمكن العثور على شخصين نشآ في نفس الظروف البيئية منذ الولادة حتى سن البلوغ. ولذلك، يميل الأفراد إلى اكتساب خصائص فريدة بناءً على ما يتلقونه من تجارب من محيطهم الداخلي والخارجي، مثل تكوين الأسرة، والأقران، والظروف الاقتصادية، ونوعية التعليم المتاح لهم.
الوضع الاجتماعي والاقتصادي
يوجد ارتباط قوي بين الحالة الاجتماعية والاقتصادية ومستوى الذكاء. يتمتع الأفراد الذين يعيشون في مناطق حضرية بميزات أكاديمية أفضل بشكل عام مقارنة بقرنائهم في المناطق الريفية، ويرجع ذلك إلى توفر مرافق تعليمية متطورة أكثر. غالبًا ما يوفر الأهل العاملون في مجالات ذات دخل مرتفع بيئات مناسبة لتحقيق النمو الفكري والثقافي لأبنائهم.
الجنس
تشير الدراسات إلى أن الفروق بين الذكور والإناث كجنسين مختلفين ليست كبيرة، ولكن بعض الأبحاث تشير إلى أن الإناث تتميز في مجالات الذاكرة، بينما يجسد الذكور تفوقاً طفيفاً في التحكم في الحركة وفهم التحديات الميكانيكية. كما تظهر الدراسات ميلاً لدى الفتيات نحو اللغة وتفضلاً نسبياً للذكور في المهارات المنطقية والحسابية.