تُعتبر أبيات الشعر الجميلة إحدى الفنون الأدبية التي تميز بها الكثيرون على مر العصور. هؤلاء الشعراء استطاعوا أن يُعبّروا عن مشاعرهم وأفكارهم من خلال قصائد وأبيات شعرية جذبت انتباه العديد من الأشخاص، بل صارت تُردد في مختلف المناسبات حسب نوعها وهدفها. الشعر عبارة عن ألفاظ مُنسقة وفق وزن وقافية مع قواعد لغوية محددة أو بشكل مُبسط. دعونا نستعرض بعض هذه الأبيات الجميلة.
أبيات شعر جميلة
تنوعت أساليب الشعراء في أنواع الشعر، فمنهم من كتب في الحب والعشق، وآخرون نظموا قصائد في المدح والرثاء، بالإضافة إلى غيرهم ممن لهم أبيات شعرية رائعة. من بين تلك الأبيات:
غزل عذري
أبلغ بثينة أني لست ناسيها *** ما عشت حتى تجيب النفس داعيها
بانت فلا القلب يسلو من تذكّرها *** يوماً ولا نحن في أمر نلاقيها.
وقالوا لو تشاء سلوت عنها *** فقلت لهم فانّي لا أشاء.
وكيف وحبّها علق بقلبي *** كما عُلِقَت بأرشية دلاء.
لها حبّ تنشأ في فؤادي *** فليس له وإن زجر انتاء.
وعاذلة تقطعني ملاماً *** وفي زجر العواذل لي بلاء.
فؤادي بين أضلاعي غريب *** يُنادي من يُحب فلا يُجيب.
أحاط به البلاء فتم كل يوم *** تقارعه الصبابة والنحيب.
لقد جلب البلاء علي قلبي *** فقلبي مذ علمت له جُلُوبٌ.
فإن تكن القلوب مثال قلبي *** فلا كانت إذن تلك القلوب.
شعر جاهلي
سكنّا ببلدة وسكنت أخرى *** وقطعت المواثيق والعهود.
فما بالي أفى ويخان عهدي وما بالي أصاد ولا أصيد.
ديارٌ لسلمى عافياتٌ بذو خالي *** ألَحّ على كل أسحم هطال.
وتحسب سلمى لا تزال ترى طلاء *** من الوحش أو بيضاً بميثاء محلال.
وتحسب سلمى لا نزال كعهدنا *** بوادي الخزّامى أو على رسّ وعال.
وكل محبّ أعقب النأي لبّه *** سلوّ فؤادٍ، غير لبكَ ما يسلو.
تأوّبي ذكر الأحبة بعدما هجعت *** ودوني قلة الحزن فالرمل.
أشعار للإمام الشافعي جميلة
يُعتبر الإمام الشافعي أحد الأئمة الأربعة المعروفين في أهل السنة والجماعة، وقد اشتهر خلال حياته بعلمه وشغفه بتعلم الدين، بجانب موهبته الشعرية. ومن قصائده:
دع الأيام تفعل ما تشاء
دعِ الأيام تفعل ما تشاء.
وطب نفساً إذا حكم القضاء.
ولا تجزع لحادثة الليالي.
فما لحوادث الدنيا بقاء.
وكن رجلاً على الأهوال جلدًا.
وشيمتك السماحة والوفاء.
وإن كثرت عيوبك في البرايا.
وسرّك أن يكون لها غطاء.
تستتر بالسخاء فكل عيبٍ.
يغطيه كما قيل السخاء.
ولا ترِ للأعداء قط ذلاً.
فإن شماتة الأعداء بلاء.
ولا ترج السماحة من بخيلٍ.
فما في النار للظمآن ماء.
ورزقك ليس ينقصه التأنّي.
وليس يزيد في الرزق العناء.
ولا حزن يدوم ولا سرورٌ.
ولا بؤس عليك ولا رخاء.
إذا ما كنت ذا قلب قنوع.
فأنت ومالك الدنيا سواء.
ومن نزلت بساحته المنايا.
فلا أرض تقيه ولا سماء.
وأرض الله واسعة ولكن.
إذا نزل القضاء ضاق الفضاء.
دعِ الأيام تغدر كل حين.
فما يغني عن الموت الدواء.
إذا نطق السفيه
إذا نطق السفيه فلا تجبه.
فخير من إجابته السكوت.
فإن كلّمته فرجت عنه.
وإن خليته كمدًا يموت.
ليت الكلاب
ليت الكلاب لنا كانت مجاورة.
وليتنا لا نرى مما نرى أحد.
إن الكلاب لتهدي في مواطنها.
والخلق ليس بهادٍ شرّهم أبداً.
فاهرب بنفسك واستأنس بوحدتها.
تبقى سعيدًا إذا ما كنت منفردًا.
أبيات شعر جميلة للمتنبي
يُعتبر المتنبي من أبرز الشعراء الذين أبدعوا في هذا المجال، وتمتاز مؤلفاته بمكانة كبيرة. نعرض اليوم بعض أشعاره الرائعة:
عن صباه
وشادنٍ روحُ من يهواهُ في يدِهِ سيفُ الصدودِ على أعلى مُقلّدِهِ.
ما اهتز منه على عضوٍ ليبتره إلا اتقاهُ بتُرسٍ من تجلدِهِ.
ذم الزمان إليه من أحبّته ما ذم من بدره في حمد أحمده.
شمس إذا الشمس لاقته على فرسٍ تردد النور فيها من تردد.
إن يقبح الحسن إلا عند طلعته والعبد يقبح إلا عند سيده.
قالت عن الرفد طيب نفسًا فقلت لها لا يصدر الحر إلا بعد موردِه.
عن الشجاعة والموت
إلى أي حينٍ أنت في زِيّ مُحرم، وحتى متى في شقوةٍ وإلى كمِ.
وإلا تمت تحت السيوف مكرّماً تموت وتقاسي الذل غير مكرّم.
فثِب واثقًا بالله وثبة مَاجدٍ يرى الموت في الهيجا جنى النحل في الفم.
يفتخر بنفسه
أي محلٍ أرتقي أي عظيمٍ أته؟
وكل ما قد خلق الله وما لم يخلق.
محتقر في همتي كشعرة في مفرقي.
في الجرذ وقاتليه ساخراً
لقد أصبح الجرذ المستغيث أسير المنايا صريع العطب.
رماه الكِناني والعامري وتلاه للوجه فعل العرب.
كلا الرجلين اتَّلى قتله فأيكمَا غَلَّ حرَّ السلب.
وأيكمَا كان من خلفه فإن به عضّةً في الذنب.
الجوع يُري الأُسود بالجيف.
الصبا والحب في شعر المتنبي
كم قتيلٍ كما قتِلْت شهيدِ، لبياض الطلَى وورد الخدود.
وعيون المهَا ولا كعيونٍ فتكَت بالمتيم المعمود.
عَمرك الله! هل رأيت بدورًا طلعت في براقعٍ وعقود.
راميات بأسهمٍ ريشها الهدب تشق القلوب قبل الجلود.
يترشفن من فمي رشفاتٍ هن فيه أحلى من التوحيد.
هذه مهجتي لديكِ لحييني فانقصي من عذابها أو فزيدي.
أهْل ما بي من الضنى بطلٌ صيد بتصفيف طرّةٍ وبجيد.
كل شيءٍ من الدماء حرام شربه ما خلا ابنة العنقود.
فاسقينيها فدى لعينيكِ نفسي من غزالٍ وطاري فيدي.
شيب رأسي وذلتي ونحولي ودموعي على هواكِ شهودي.
أي يومٍ سرّرتني بوصالٍ لم ترعني ثلاثةً بصدود.
أحلى قصائد نزار قباني
يُعتبر نزار قباني من الشعراء المُتميزين الذين برزوا في العصر الحديث، حيث عُرف بكلماته العذبة ومفرداته الرائعة. وقد أُطلق عليه لقب شاعر المرأة نظرًا لانجذابه لكتابة العديد من الأبيات عنها. من قصائده:
قصيدة 5 دقائق
اجلسي خمس دقائق.
لا يريد الشعر كي يسقط كالدرويش.
في الغيبوبة الكبرى.
سوى خمس دقائق..
لا يريد الشعر كي يثقب لحم الورق العاري.
سوى خمس دقائق.
فاعشقيني لدقائق..
واختفي عن ناظري بعد دقائق.
لست أحتاج إلى أكثر من علبة كبريتٍ.
لإشعال ملايين الحرائق.
إن أقوى قصص الحب التي أعرفها.
لم تدم أكثر من خمس دقائق…
قصيدة أبي
أمات أبوك؟
ضلالٌ! أنا لا يموت أبي.
ففي البيت منه.
روائح ربٍ.. وذكرى نبي.
هنا ركنه.. تلك أشياؤه.
تفتق عن ألف غصنٍ صبي.
جريدته. تبغه. متكاه.
كأن أبي – بعد – لم يذهب.
وصحن الرماد.. وفنجانه.
على حاله.. لم يشرب بعد.
ونظارتاه.. أيسلو الزجاج.
عيوناً أشف من المغرب؟
بقاياه، في الحجرات الفساح.
بقايا النور على الملعب.
أجول الزوايا عليه، فحيث.
أمر .. أمر على معشب.
أشد يديه.. أميل عليه.
أصلي على صدره المتعب.
أبي.. لم يزل بيننا، والحديث.
حديث الكؤوس على المشرب.
يسامرنا.. فالدوالي الحبلى.
توالد من ثغره الطيب..
أبي خبراً كان من جنةٍ.
ومعنى من الأرحب الأرحب..
وعينا أبي.. ملجأٌ للنجوم.
فهل يذكر الشرق عيني أبي؟
بذاكرة الصيف من والدي.
كرومٌ، وذاكرة الكوكب.
أبيات شعر مشهورة
هناك العديد من أبيات الشعر الشهيرة التي يمكن الاستمتاع بكلماتها، حيث تنوّع الشعر وتوزع عبر الأزمنة في المحافل والمناسبات، حتى أصبح يتبارى به أبناء القبائل والدول. ومن أبرز القصائد:
قال أحمد شوقي في التأني وعدم العجلة
ولو تأنى نال ما تمنى.
وعاش طول عمره مُهناً.
الشاعر القروي
إذا رُمتَ أمراً فلا تعجلن.
وإلا ندمت على فعله.
فما عثرت المرء قتالة.
إذا كان يمشي على مهله.
قال القطامي
قد يدرك المتأني بعض حاجته.
وقد يكون مع المستعجل الزلل.
أحمد الوراق في التسامح والإحسان
إني شكرت لظالمي ظلمي.
وغفرت ذاك له على علمي.
ورأيته أسدى إلي يداً.
لما أبان بجهله حلمي.
رجعت إساءته عليه وإحساني.
فعاد مضاعف الجرم.
وغدوت ذا أجر ومحمدة.
وغدا بكسب الظلم والإثم.
فكأنما الإحسان كان له.
وأنا المسيء إليه في الحكم.
ما زال يظلمني وأرحمه.
حتى بكيت له من الظلم.
قال أبو العتاهية
كم من سفيه غاظني سفها.
فشفيت نفسي منه بالحلم.
وكفيت نفسي ظلم عاديتي.
ومنحت صفو مودتي سلمي.
ولقد رزقتُ لظالمي غلظا ورحمته.
إذا لج في ظلمي.
قال دعبل الخزاعي
تأنّ ولا تعجل بلومك صاحبا.
لعل له عذراً وأنت تلوم.
قال أبو الفتح البستي
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم.
فطالما استعبد الإنسان إحسان.
قال حفني ناصف
ولربما كَدَحَ الحكيم لفكرة.
وسواه أدركها بأول نظرة.
قال أحمد الكيواني
كم حكمة عند الغبي.
كأنها رَيْحانة في راحة المزكوم.
بسمت محاسنُها لوجه كالح.
ما أضيع المرآة عند البوم.
قال الزهاوي
إن الحكيم إذا ما فتنة نجمت.
هو الذي بحبال الصبر يمتسك.
لا يرأس الناس في عصر نعيش به.
إلا الذي لقلوب الناس يمتلك.
قال بشار بن برد في الخيانة والنفاق
أنت في معشر إن غبت عنهم.
بدلوا كل ما يزينك شينا.
وإذا ما رأوك قالوا جميعاً.
أنت من أكرم البرايا علينا.