مرض التيفوئيد هو من الأمراض الوبائية العالمية، ويُعزى إلى نوع من البكتيريا يُعرف بالسالمونيلا. تهاجم هذه البكتيريا الكبد والطحال والجهاز الليمفاوي والمرارة. سنتناول في هذا المقال كيفية تطور هذا المرض وآلية العلاج المناسبة.
تطور مرض التيفوئيد في الجسم
تتطور آلية مرض التيفوئيد وفق مراحل العدوى على النحو التالي:
-
الأسبوعان الأول والثاني
تستمر فترة حضانة المرض لمدة تتراوح بين 10 و14 يوماً. وتبدأ الأعراض المبكرة لحمى التيفوئيد بالتجلى في الشكل التالي:
- شعور بالتعب والإرهاق العام مع صداع.
- سعال مصحوب بنزيف أنفي.
- فقدان الشهية.
- إسهال أو إمساك.
- صعوبة في النوم.
- حمى تبدأ ببطء حتى تصل ذروتها بعد 10 أيام إلى ما بين 39 و40 درجة مئوية، وقد تستمر لفترة أطول لكن بمعدلات أقل في حال تركت دون علاج.
تزداد أعداد البكتيريا في مجرى الدم خلال الأسبوع الثاني تقريباً من ظهور الحمى، ومع ذلك، يظهر أيضاً طفح جلدي على الجذع على شكل بقع وردية صغيرة قد تختفي بعد 4-5 أيام.
مع استمرار تكاثر هذه البكتيريا، يؤدي ذلك إلى التهاب الجريبات الليمفاوية على طول جدار الأمعاء، ومن الممكن أن تصبح هذه الجريبات نخرية، مما يتسبب في حدوث تقرحات في جدار المعدة.
الأنسجة الميتة في الأمعاء قد تُسفر عن نزيف، أو حتى انثقاب في جدار المعدة، مما يؤدي إلى تسرب محتويات المعدة إلى الغشاء البروتوني، مما يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات متعددة مثل:
- التهاب المرارة الحاد.
- فشل القلب أو الالتهاب الرئوي.
- التهاب العظام.
- التهاب الدماغ أو التهاب السحايا.
- اضطرابات عقلية وهذيان.
الأسبوع الثالث
- تظهر بعض الأعراض بشكل ملحوظ مع نهاية الأسبوع الثالث، بما في ذلك فقدان الوزن، بالإضافة إلى أعراض الاضطرابات البطنية والأعراض العقلية، وقد تبدأ الحمى بالانخفاض في بعض الحالات.
- تتقلص الأعراض مع دخول الأسبوع الرابع من العدوى، مما يجعل من الضروري العلاج؛ حيث يمكن أن تؤدي حمى التيفوئيد إلى وفاة حوالي 10-30% من المرضى إذا تُركت دون علاج.
- من المهم أيضاً التنويه إلى إمكانية تطور عدوى خطيرة وطويلة الأمد بجانب التيفوئيد في حالات الإصابة بأمراض معينة مثل السرطان أو فقر الدم المنجلي.
أعراض مرض التيفوئيد
من المهم ملاحظة أن بعض الأفراد قد يكون لديهم حمى التيفوئيد دون ظهور أعراض واضحة، مما يسمح لهم بنقل العدوى للآخرين، وحدوث تفشٍ جديد. تتضمن الأعراض الشائعة للمرض ما يلي:
- حمى مستمرة تصل إلى 39-40 درجة مئوية.
- شعور عام بالإرهاق والألم في الجسم.
- فقدان الشهية وألم في البطن.
- صداع وإرهاق.
- احتقان وألم في الصدر.
- تضخم الكبد والطحال.
- طفح جلدي يظهر على شكل بقع وردية على الصدر والبطن.
- إسهال أو إمساك.
- تعرق شديد.
أسباب مرض التيفوئيد
يتم انتقال مرض التيفوئيد عبر تناول الطعام أو الشرب أو المياه الملوثة ببراز شخص مصاب. كما يمكن أن ينتشر هذا المرض عند غسل الفواكه والخضراوات بالمياه الملوثة. وللانتشار تفصيلات محددة كالتالي:
-
الانتقال من خلال البراز
تُعد بكتيريا السالمونيلا الموجودة في الأغذية أو المياه الملوثة أحد الأسباب الرئيسة لحمى التيفوئيد، وغالباً ما تنتقل العدوى عن طريق الاتصال المباشر مع شخص مصاب. في البلدان الصناعية، يُلتقط معظم الناس العدوى أثناء السفر ويقومون بنقلها للآخرين، حيث يتم إفراز السالمونيلا في براز وفي بعض الأحيان في بول المصابين.
-
الاتصال المباشر مع المصابين
بعض الأفراد الذين يتعافون من حمى التيفوئيد قد يحتفظون بالبكتيريا في المسالك المعوية أو المرارة حتى بعد العلاج بالمضادات الحيوية، حيث يعرف هؤلاء بالأشخاص الحاملين المزمنين، ويمكنهم إفراز البكتيريا في برازهم مما يمنحهم القدرة على نقل العدوى للآخرين رغم عدم ظهور أعراض.
علاج مرض التيفوئيد
-
العلاج المنزلي
تُعالج حالات التيفوئيد في مراحلها المبكرة من خلال وصف المضادات الحيوية لفترة تتراوح بين 7 إلى 14 يوماً، حيث يبدأ المريض في الشعور بتحسن خلال يومين إلى ثلاثة أيام من بدء العلاج.
ومن الضروري التأكيد على أهمية إكمال كورس المضادات الحيوية كما وصفه الطبيب لتجنب تكرار الأعراض، بالإضافة إلى تناول كميات كافية من السوائل، والحصول على قسط كافٍ من الراحة، مع تناول وجبات غذائية منتظمة.
-
العلاج في المستشفى
يُنصح الأطباء بعلاج حمى التيفوئيد في المستشفى في حالات الغثيان المستمر أو الإسهال الشديد أو انتفاخ البطن، حيث يتم إعطاء المصاب المضادات الحيوية والسوائل والمواد المغذية.
في بعض الحالات الحرجة، قد يلزم التدخل الجراحي لعلاج المضاعفات المقلقة للحياة. يجب الإشارة إلى أن معظم المرضى يستجيبون للعلاج خلال 3-5 أيام، ولكن قد يستغرق تعافيهم للعودة إلى المنزل عدة أسابيع.
-
علاج الحاملين للمرض
يتوجب على الأفراد الذين يحملون عدوى التيفوئيد تجنب تحضير أو طهي الطعام حتى تثبت الاختبارات القضاء الكامل على البكتيريا. قد يستلزم الأمر تناول المضادات الحيوية لفترة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع لتصريف هذه البكتيريا من أجسادهم.