أجمل قصائد الحب لنزار قباني
عندما نتناول موضوع شعر الحب والشغف، يبقى اسم الشاعر السوري الكبير نزار قباني حاضراً في الأذهان. فقد أبدع نزار في عالم الشعر وكتب مئات القصائد التي تتناول مواضيع الحب، من بينها قصيدة “التمثيلية”:
أقول أمام الناس، لست حبيبتي
وأعلم في أعماقي كم كنت كاذباً
وأدعي أنه لا شيء يجمع بيننا
لأبتعد عنك وعن نفسي المتاعب
وأنكر إشاعات الهوى، رغم جمالها
وأجعل ذاكرتي الجميلة خرائب
وأعلن بصورة غبية براءتي
وأقطع شهواتي.. وأصبح راهباً
وأقضي على عطري عامداً متعمداً
وأخرج من جنات عينيك هارباً
أقوم بدور ساخر، يا حبيبتي
وأعود من تأديتي للدور خائباً
فلا الليل يستطيع إخفاء نجومه
ولا البحر يتخفي عن المراكب
قصيدة عشق أخرى لنزار قباني
تعد قصائد نزار قباني من الأدب الذي يتناقل عبر الأجيال، وهذا ليس بجديد على شاعر الحب والمرأة، الذي استخدم قلمه سلاحاً للدفاع عن الحب. فقد كتب في قصيدة “كتاب الحب”:
ما دمت يا عصفورتي الخضراء
حبيبتي
فإن الله في السماء
: تسألني حبيبتي
ما الفرق بيني وبين السماء؟
الفرق بينكما
هو أنك إن ضحكت يا حبيبتي
أنسى السماء
الحب يا حبيبتي
قصيدة جميلة مكتوبة على القمر
الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر
الحب منقوش على
ريش العصافير وبتلات المطر
لكن أي امرأة في بلادنا
إذا أحبّت رجلاً
ترمى بخمسين حجر
عندما وقعت في الحب
تغيرت
تغيرت مملكة الرب
صار الدجى ينام في معطفي
وتشرق الشمس من الغرب
يا رب، قلبي لم يعد كافياً
لأن من أحبها.. تعادل الدنيا
فضع في صدري واحداً غيره
يسع المساحة كلها
لا زلت تسألني عن عيد ميلادي
دوِّن لديك إذن.. ما تجهله
تاريخ حبك لي.. هو تاريخ ميلادي
لو خرج المارد من قمقمه
وقال لي: لبيك
دقيقة واحدة لديك
لتختار كل ما تريده
من قطع الياقوت والزمرد
لاخترت عينيك.. بلا تردد
ذات العينين السوداوين
التي تضيء كالأمطار
إنني لا أطلب من ربي أبداً
سوى شيئان
أن يحفظ هاتين العينين
ويزيد بأيامي يومين
لكي أكتب شعراً
في هاتين اللؤلؤتين
شعر الحب والعشق لنزار قباني
على الرغم من تمكن نزار قباني في نظم جميع أنواع القصائد، يظل شعر الحب هو الأبرز الذي اشتهر به، وأظهر فيه براعة لا توصف. ومن أجمل قصائده “حافية القدمين” التي يقول فيها:
هل لديك شك أنك أجمل امرأة في الدنيا
وأهم امرأة في حياتي؟
هل لديك شك أنني عندما وجدتك…
مَلَكتُ مفاتيح الدنيا؟
هل لديك شك أن دخولك قلبي
هو أعظم يوم في التاريخ
وأجمل خبر في وطني؟
هل لديك شك في شخصيتك
يا من تحتل بعينيها أجزاء الوقت
يا امرأة تكسر، حين تمر، جدار الصوت
لا أعلم ماذا يحدث لي؟
كأنك أنثاي الأولى
وكأني قبلك ما أحببت
وكأني لم أمارس الحب.. ولا قبلت ولا حضنت…
ميلادي أنت… وقبلك لا أتذكر أنني كنت
ورسالتي أنت.. وقبل حنانك لا أتذكر أنني عشت…
وكأني أيتها الملكة
من بطنك كالعصفور خرجت…
هل لديك شك أنك جزء من روحي
وبأني من عينيك سرقت النار
وقمت بأعظم ثوراتي
أيتها الوردة… والياقوتة…. والريحانة…
والسلطانة
والشعبية
والشرعية بين جميع الملكات
يا سمكة تسبح في ماء حياتي
يا قمراً يشرق كل مساء من نافذة الكلمات
يا أعظم فتح بين كل إنجازاتي
يا آخر وطن أولد فيه
وأدفن فيه
وأكتب فيه أعمالي
يا امرأة الدهشة… يا حبيبتي
لا أعلم كيف رماني الموج إلى قدميك
لا أعلم كيف مشيت إليّ
وكيف مشيت إليك
يا من تتزاحم كل طيور البحر
لكي تستوطن في نهديك
كم كان كبيراً حظي عندما جئت إليك
يا امرأة تدخل في نسق الشعر
دافئة أنت كالرمال على الشاطئ
رائعة أنت كليلة القدر
أروع ما كتب نزار قباني عن العشق
يعد شعر نزار قباني من الأعمال الأدبية الخالدة، فهو شاعر لا يُضاهى، وقد كتب عن العشق في قصيدة “إني خيرتك”:
إني خيرتكِ فاختاري
ما بين الموت على صدري
أو فوق دفاتر أشعاري
اختاري الحب، أو اللاحب
فجُبنٌ ألا تختاري
لا توجد منطقة وسطى
ما بين الجنة والنار
أفرغي أوراقك كاملة
وسأقبل أي قرار
قولي. انفجري. انفعلي
لا تقفي كالمسمار
لا يمكنني البقاء أبداً
كالقشة تحت الأمطار
اختاري قدراً بين اثنين
وما أعنفها أقداري
مُرهقة أنت وخائفة
وطويل جداً مشواري
اغوصي في البحر أو ابتعدي
لا بحر بلا دوار
الحب مواجهة عظيمة
إبحار ضد التيار
صلب وعذاب ودموع
ورحيل بين الأقمار
يقتلني جبنُكِ يا امرأة
تتسلى من خلف ستار
إني لا أؤمن في حبٍ
لا يحمل عنف الثوار
لا يكسر كل الأسوار
ولا يهز كالـإعصار
آهٍ لو حبك يبلعني
يقلعني كما الإعصار
إني خيرتك فاختاري
ما بين الموت على صدري
أو فوق دفاتر أشعاري
لا توجد منطقة وسطى
ما بين الجنة والنار