نماذج من الرباط في سبيل الله
يُعتبر الرباط في الإسلام أشمل من مجرد حراسة الثغور، حيث يتجلى في ضرورة مراقبة الأعداء وتأمين البلاد. وقد أشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عدد من الأحاديث إلى مجموعة من الأمور التي تُعد من أشكال الرباط في سبيل الله. ومن بين هذه الأمثلة ما يلي:
- المرابطة في مناطق معينة لحماية المسلمين من الأذى، كما يُروى عن أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال: (قيل: يا رسول الله، أيُّ الناس أفضل؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مؤمن يُجاهد في سبيل الله بنفسه وماله، فقالوا: ثم من؟ قال: مؤمن في شِعبٍ من الشعاب يتقي الله ويترك الناس من شره).
- التعاون مع أجهزة الأمن في البلد لمكافحة الفساد، فمثل هذا العمل، إذا قُدّم بنية خالصة لله -تعالى-، يُعتبر من الرباط في سبيل الله ويتحصل أعلاه على ثواب المرابطين.
- القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويُعتبر ذلك من الجهاد في سبيل الله، كما ورد في قوله -تعالى-: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).
- الاستمرار في الطهارة والصلاة وعبادة الله، والانتظار للصلاة بعد الصلاة، كما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط).
تعريف الرباط في سبيل الله
يمكن تعريف الرباط في سبيل الله بأنه التزام المسلمين بالحفاظ على الحدود الفاصلة بين بلدانهم وبلدان الكافرين. ومن المهم على المسلمين المحافظة على هذه الحدود بطرق مناسبة تضمن المصلحة العامة.
تُعد الثغور هي المناطق التي يحذّر فيها المسلمون من هجمات أعداء الإسلام. والمُرابِط هو الشخص الذي يكرّس جهوده للدفاع عن هذه المناطق والتصدي لأي تهديد لدينه وأسرته ووطنه.
كما ذكر ابن عطية أن أصل الرباط يعود إلى ربط الخيول. وفي “فتح الباري”، يُعرّف الرباط بأنه الملازمة المستمرة للمكان الفاصل بين المسلمين والكافرين بهدف حماية المسلمين. ويعدّ الرباط في سبيل الله من أعظم أشكال الطاعة والقربات التي تعود بالفائدة الكبيرة على الإسلام والمسلمين.
فضل الرباط في سبيل الله
أفاد عقبة بن عامر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (كل ميت يُختَم على عمله، إلا المُرابِط في سبيل الله؛ فإنه يُكتب له أجر عمله حتى يُبعَثَ). كما رُوي عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان).