معاوية: أول ملك في الإسلام
يُعتبر الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان أول ملك في تاريخ الإسلام، حيث تولى الحكم بعد انتهاء فترة الخلفاء الراشدين الأربعة. وقد اعتبر عدد من المؤرخين والعلماء، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية، معاوية أفضل ملوك الإسلام. اتسم عهده بالحكمة والرأفة، وحقق من خلال حكمه فوائد كبيرة للمسلمين. وأُشير إلى ذلك من خلال حديث نبوي شريف، حيث وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- فترة خلافة معاوية بأنها “ملك ورحمة”، وفقًا لما جاء في الحديث: (أوَّلُ هذا الأمرِ نُبوَّةٌ ورحمةٌ، ثمَّ يكونُ خلافةً ورحمةً، ثمَّ يكونُ مُلكًا ورحمةً).
نبذة عن حياة معاوية بن أبي سفيان
معاوية بن أبي سفيان هو أحد الصحابة الكرام، وهو ابن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، من بني أمية القرشية، وأمه هي هند بنت عتبة. يُعتقد أن إسلام معاوية قد تم خلال عمرة القضاء، لكنه أخّر إعلان إسلامه حتى يوم فتح مكة، حيث أسلم قبل والده. وُصف معاوية بأنه كان طويل القامة، أبيض البشرة، جميل الوجه، وكان يُخضّب بالصُفرة.
فضائل معاوية رضي الله عنه
استعرض العلماء العديد من الفضائل لمعاوية -رضي الله عنه-، منها: كونه أحد كتّاب الوحي الذين كانوا يكتبون بين يدي النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، كما شهد معارك حنين واليمامة. وُصِف بأنه رجل عاقل، ذو تدبير حسن، حكيم وحليم. عينه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لولاية الشام بعد وفاة أخيه يزيد، مما يشير إلى حكمة معاوية وصلاحيته لتولي المناصب القيادية، حيث كانت لعمر معرفة عميقة بأحوال الرجال. لو لم يكن لديه الثقة بقدرات معاوية، لما عينه لإمارة الشام لمدة عشرين عامًا. كما استمرت فترة خلافته بعد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- كذلك لمدة عشرين عامًا.