القصر الملكي لكليوباترا
في عام 1998، تم اكتشاف بقايا القصر الملكي الأسطوري لكليوباترا في مدينة الإسكندرية، مما عزز الفهم التاريخي للمدينة كجزء من الحضارة الفرعونية. كانت هذه البقايا مدفونة في أعماق البحر الأبيض المتوسط لأكثر من 1600 عام. بعد سنوات من الدراسات والتخطيط، تم العثور على تمثال أبو الهول وتمثال ديني آخر، وذلك بعد غياب استمر حوالي 2000 عام. وكان أبو الهول واحداً من التمثالين الموجودين عند مدخل معبد صغير تابع للقصر الملكي لكليوباترا الذي يقع في جزيرة أنتيرودس بميناء الإسكندرية الشرقي.
أسفرت جهود البحث عن التماثيل عن انتهاء فترة استكشاف تجاوزت الخمس سنوات، حيث تم توضيح تصميم الحي الملكي الذي بناه الملوك البطالمة واستمر لفترة تقارب 300 عام. باستخدام النصوص القديمة كمرجع، استطاع الباحثون تحديد معالم القصر والمعبد، وتصحيح بعض المعلومات التاريخية. ومع هذه الاكتشافات، أصبح من الواضح الأهمية الفرعونية للإسكندرية القديمة والحي الملكي.
قبر الملك توت عنخ آمون
يعتبر قبر الملك توت عنخ آمون الموجود في وادي الملوك في مصر واحداً من أبرز الاكتشافات الأثرية على مر العصور، حيث تم اكتشافه في عام 1922 بواسطة فريق بقيادة هوارد كارتر. أثار هذا الاكتشاف ضجة كبيرة في وسائل الإعلام، وانتشرت شائعات حول وجود لعنة مرتبطة بفتح القبر. ومع ذلك، كان القبر مليئًا بالكنوز الرائعة بما في ذلك قناع الموت الخاص بالملك، الذي يعد تحفة فنية مصرية. يحتوي الجزء الخلفي للقناع على تعويذة من كتاب الموتى، والذي استخدم كمخطط للحياة الآخرة من قبل المصريين القدماء.
يتألف التابوت الحجري لتوت عنخ آمون من ثلاثة توابيت، حيث يحتوي التابوتان الخارجيان على الخشب ومغطاة بالذهب مع العديد من الأحجار الكريمة مثل اللازورد والفيروز. أما التابوت الداخلي فقد كان مصنوعًا من الذهب الخالص. يُذكر أنه عند اكتشاف التابوت لأول مرة، لم يكن يلمع كما هو الحال اليوم في المتحف المصري، حيث كان مغطى بطبقة داكنة سميكة تمتد من اليدين إلى الكاحلين.
أصبح توت عنخ آمون ملكًا لمصر في سن التاسعة خلال الأسرة الثامنة عشرة من المملكة الحديثة. لولا اكتشاف قبره السليم، لكان اسمه قد ضاع في صفحات التاريخ. يحتوي القبر على مجموعة كبيرة من الآثار التي تقدم رؤى فريدة عن تلك الفترة من التاريخ المصري.
المقبرة رقم 5
تُعتبر المقبرة رقم 5 في وادي الملوك أكبر مقبرة تم اكتشافها حتى الآن، حيث كانت معروفة منذ فترة طويلة لكن لم تحظَ بالاهتمام الكافي نظرًا لحجمها الصغير. وفي عام 1995، قام كنت ويكس، أستاذ في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بتوسيع نطاق البحث عنها.
يعود مدخل المقبرة إلى الرمز 5، حيث تؤدي السلالم إلى قاعتين صغيرتين قبل الدخول إلى قاعة أعمدة أكبر، والتي تفضي إلى ممر على شكل حرف (T) يمتد إلى جانب التل. على الرغم من العثور على عشرات الآلاف من القطع الأثرية فيها، فقد تضرر الكثير منها بسبب الفيضانات التي اجتاحت وادي الملوك في الماضي. ومع ذلك، ساعدت الأواني الفخارية المكتشفة على توضيح التسلسل الزمني، وحركات التجارة، والممارسات الجنائزية.
بالإضافة إلى الأواني الفخارية، تم العثور على مجموعة متنوعة من المعدات الجنائزية، والتي كانت تُستخدم في العالم الآخر، حيث تم حفظ الأعضاء الداخلية المحنطة في جرار كانوبية مصنوعة من أربع مجموعات تحتفظ بالكبد والرئتين والمعدة والأمعاء. وضعت هذه الجرار في صناديق حجرية وخشبية، وكانت النقوش المنحوتة عليها مملوءة بالطلاء الأزرق، مع أسماء وألقاب أبناء رمسيس الثاني.