قصائد حزينة بأسلوب قصير

الحزن

الحزن
الحزن

نسأل الله أن يبعد عنا وعنك الحزن، فهو شعور يعبّر عنه الإنسان بطرق متعددة، مثل الانعزال، أو البكاء، أو الغضب في بعض الأحيان، أو حتى عبر الكتابة. في هذا المقال، سنستعرض أهمية التعبير عن الحزن من خلال الكتابة، وسأشارككم بعض الأبيات الشعرية التي تعكس مشاعر الحزن.

أشعار قصيرة حزينة

أشعار قصيرة حزينة
أشعار قصيرة حزينة
  • آه يا كبر القهر عندما يصبح الأمر خارج الحيلة

والجروح جاءت من القــرايب، والخطأ يقع عليَّ.

إذا كنت أود أن أشفي غليلي، فلم أجد وسيلة تخلصني.

كيف أواجه بجرحي الدائم، الذي كان طعنة من يدي؟

وإذا نويت أن أذرف دموعي، أصبحت بدمعة عزيزة.

يا لمدى الحزن عندما يجتمع هم قلبي وهم عيوني.

يا هموم، قد تجاوزت حدّها، وصارت عبئاً ثقيلاً.

تفضلي للرد على أسئلتي، لو لم يكن مزعجاً بالنسبة لك.

لماذا بعد (الوفاء والطيبة) وقرارات جليلة تُغيِّر الأمور؟

من يدي ذلك الذي شتمني عند أول طعنة وجعتني؟

ولماذا يضيق الفضاء عند عيون من خُلِعَت ثقتهم؟

لم أجد سوى (اللوم) الذي انتهى بك إلى اللامعين؟

يا همومي، يا جروحي، يا صدى الروح المعذبة.

والله إن الظلم قهرني، وآزم لساني ويديني!

عندما قيل انظر لحسودك زاد الكلام وقلته!

ما كان لدي غير أن أقول: يا دنيا ارحميني.

إذا تكلّمت وأوضحت، فسيكون لدي دليلي وبراهيني.

لن تضرّني كلمتي طالما كان قد لفّني من اختارني!

وإذا سكتُّ وقلت أصبحت هيناً،همّي وسنيّ ستزول.

اكتشفت أن (السنين) تختفي، بينما الهم محيط بي.

لكن لأجل من انتخى في شرف جدي والقبيلة.

والله إنني لأتحمل المرّ، وما أستطيع الانتظار أمامك.

ومادام في الكون صدر ألجأ اليه، لأشتكيه.

ومادام لا أحد يستطيع قراءة حزني الذي بداخلي.

ما لي سوى الأبيات التي أستذكرها كل ليلة.

كلما انتهى جدلي بين قلبي وعيوني.

  • لملمت أشعاري، وأحرقت دفاتري، وعلى ضوء الشموع ذرفت دموعي.

سقطت دمعة على شمعتي، لتعلن أن حياتي أصبحت ظلاماً دونك يا حبيبي.

  • يا عيوني لا تخافي الهوى فيه

ويا شجوني لا تنهي ليالي.

لو كنت أعلم أن في الحب اختصاراً،

لاختصرت كل الحروف الأبجدية.

ويلاه! لو مات الغرام في قلبي،

ما عاد في الأزمنة حيّاً.

  • شكراً لأنك أحببتني.

ومن وجودك حرمتني،

وبمنتهي الرقة تركتني،

وبنفس الذبول ذبحتني.

وبحنان المحب سلوتني،

وأحببت غيري لأنني،

كان حبك كل ما همّني.

شكراً لأنك أحببتني،

فهجرتني، فألمتني.

فقتلت قلبي، لا والله،

بل قتلتني.

  • اصبر يا قلبي وانتظر، ودع الحزن مكتوماً.

كل المعاني قد تغيّرت، واتضحت الصورة.

صار الصّدق في هذه الأيام مثل الوفاء معدوم.

ونفوسنا جُرِحت، والفرحة مكسورة.

كل المبادئ تنشر، ومن يكون فيها يسوم.

حتى المشاعر انخفضت، والكلمة أصبحت مهملة.

قصائد في الحزن

قصائد في الحزن
قصائد في الحزن

كتب الشعراء العديد من القصائد الحزينة بموضوعاتها المتنوعة، وهنا نستعرض بعضها:

قصيدة ما تيسّر من حزن

قصيدة ما تيسّر من حزن
قصيدة ما تيسّر من حزن

عيسى الشيخ حسن

كما عاشقين في بداية الليل،

نتفاعل مع الأغاني في عشبها،

بينما يفتح الوقت أحلامنا البعيدة.

نضيع أسماءنا في الرحيل،

نهش على الممكن ارتفاعاً،

لعلني أراهن موتي،

على قطرة باقية،

تعود بي إلى انتظاري للصوت

عند عودته إلى وردته،

ويجهش في السجدة الثانية،

كما أمهات،

تثرثر بموائدهن الدموع.

أُخبئ إلى نسغي المستضام،

الأقصى عن النخل،

الشجي بلا ملامة حانية.

لإفضاء أراه يهيم بوجودنا،

ولا قمرٌ يستحم بليل الرؤى،

ولا سنونوة تشرئب إلى ما نشيم.

نشيم نهاراتها،

وفستقها،

والذي أغفلته الحكايات من برد كانون،

في الحنطة الآتية.

أقاسمك الآن هذه المراثي،

وهذا الوجيع من الوجد،

وهذا المطر.

غداة يمر باب بيتي موتٌ أليف،

غداة أعود،

ملاكاً من الورد،

أشهق هذا الفضاء،

وأعد الخطايا التي لم أذقها.

أعد الوجوه التي رسمتها آلامها في حروفي،

وكل الوجوه التي مارست لعبة الأقنعة،

ومرّت علي بثوب النصيحة.

آه، وأعرف قلبي،

سيتركني وخطاي الكسولة في وسط السابلة،

سيسرف في هذا المسمى (الحنين).

ولا حول لي،

لأماري صباباته،

ويعرف أنني صبرت عليه،

وهذبت ورد العتاب.

وأتقنت عدّ خطاه،

ولكن،

سيمشي وحيداً،

ويمضي إلى جملة في الغياب.

وأعرفه يستحي ويكابر،

ولن ينحني للبكاء،

إذا نادمته الحروف،

وظللها بعريش العنب.

وأعرفه،

حين يطل نداماه ليلاً،

من الأغنيات،

وكأس القصيد،

يغنّي لهم،

ويجول المكان البعيد،

براحات أناته.

أجل،

وأعرفه حين تملأ أمي له كأساً

من الشاي،

وتوقد حقلاً من الذكريات،

لعل على النار بعض الحطب.

وأعرفه لا يرد علي السلام،

ولا يحتفي بندوبي.

أجل، عاتب،

لأنني تأخّرت جدّاً عليه،

حين استفاق الحمام،

على طعنة في المساء الرطيب،

أجل.

ويمد البحار إلى ليله،

ثم يعدو

يبارز وهج الظهيرة،

يفني تباريح نشوانة.

ويزعم أن اليمام على نقطة النون يشدو،

وأعرف قلبي،

يطيب له أن يعب حروف البلاد.

ويحرس معنى البياض،

الذي يتضاءل حتى السواد.

كما لا يطيب له أن تذل القبيلة،

ولا أن يرى خوذة تستريح،

ولم يتعلّم من النهر كيف يسافر دون حصاه،

ولم يتعلم من الآخرين احتراف النميمة.

كذلك أحلامه لم تشذ عن المتن.

غماماته،

لم تكفّ مناديلها عن غناء الطيور.

وأعرفه،

لا يحن علي،

وأنا سادر، كنتُ في لمّ أشواقه،

بلا حجة أتسلى بتقليبها.

ولا رعشة في ارتباك اليدين،

أسمّي النهار حصاد السريرة،

أشدو بلا غيمة،

قد ترد العصافير نحو المغيب،

وأرمي لما يتبقى من العاديات،

حروف الصهيل،

ولي من بكائي على داثرات الطلول،

احتمائي بنزفي.

ولي في صلاتي على شاطئ الليل،

فصل قديم من النحو،

يسرف في طيبات الشواهد.

لي ما يبل المسافة بين السكون الجميل،

وبين انثيال الأغاني التي غسّلتني

بحزن طويل طويل.

ولي قبّراتي،

إذا كان أجهش بين الأصابع قلبي،

ومال على وردة ذابلة.

تلهّى، ليتركني وخطاي الكسولة.

في غمرة السابلة.

ولي وجع نازف لا يريم،

إذا تركتني رفيقة دربي،

وقالت: تأخرت عنّي،

وأسرفت في غربة قاتلة.

فمن سوف يأخذ فيّ العزاء،

ومن سيزيّن قبري الصغير ببيت رثاء؟

فأمضي قصيّاً، قصيّاً،

إلى دفتر العائلة،

إلى بيت قلبي.

ولكن قلبي سيمشي وحيداً،

لأهجع في فسحة من غناء.

أحنّ إلى مزنة هاطلة،

غير أني أخاف إذا ما بكيت بأن يستفيقوا،

يبلّل دمعي مناماتهم.

فأضحك،

أضحك،

أضحك،

حتى البكاء الطليق،

ولي كل ما تركته النجوم من الضوء،

يفلّي الطريق،

ولي كل آهة حزن،

تندّ عن الطين،

وعشب النهار الحزين،

ولي ثمّ لي جمرة طيّبة،

يموت بها إخوتي الطيبون،

تؤوّل فينا رماد النصوص،

وتقرأ أيامنا المتعبة.

قصيدة الحزن والغضب

قصيدة الحزن والغضب
قصيدة الحزن والغضب

محمود درويش

الصوت في شفتيك لا يطرب،

والنار في رئتيك لا تغلب.

وأبو أبيك على حذاء مهاجر يُصلب،

وشفاهها تعطي سواك ونهدها يحلب.

فعلام لا تغضب؟

أمس التقينا في طريق الليل من حان لحان،

شفتاك حاملتان،

كل أنين غاب السنديان.

ورويتِ لي للمرة الخمسين،

حب فلانة وهوى فلان،

وزجاجة الكونياك،

والخيام، والسيف اليماني.

عبثاً تخدر جرحك المفتوح،

عربدة القناني.

عبثاً تطوع يا كنار الليل الجامحة الأماني،

الريح في شفتيك تهدم ما بنيت من الأغاني.

فعلام لا تغضب؟

قالوا ابتسم لتعيش،

فابتسمت عيونك للطريق،

وتبرأت عيناك من قلب يُرمّده الحريق.

وحلفت لي إنني سعيد يا رفيق،

وقرأت فلسفة ابتسامات الرقيق،

الخمر والخضراء والجسد الرشيق.

فإذا رأيت دمي بخمرك،

كيف تشرب يا رفيق؟

القرية والأطلال،

والناطور والأرض واليباب،

وجذوع الزيتونات.

أعشاش بوم أو غراب،

من هيّأ المحراث هذا العام؟

من ربى التراب؟

يا أنت، أين أخوك، أين أبوك؟

إنهما سراب.

من أين جئت، أمن جدار،

أم هبطت من السحاب؟

أترى تصون كرامة الموتى،

وتطرق في ختام الليل باب؟

وعلام لا تغضب؟

أتحبها؟

أحببت قبلك،

وارتجفت على جدائلها الظليلة،

كانت جميلة،

لكنها رقصت على قبري وأيامي القليلة.

وتحاصرت والآخرين بحلبة الرقص الطويلة،

وأنا وأنت نعاتب التاريخ،

والعلم الذي فقد الرجولة.

من نحن؟

دع نزق الشوارع

يرتوي من ذل رايتنا القتيلة.

فعلام لا تغضب؟

إننا حملنا الحزن أعواماً وما طلع الصباح،

والحزن نار تخمد الأيام شهوتنا.

وتوقظها الرياح،

والريح عندك كيف تلجمها،

وما لك من سلاح؟

إلّا لقاء الريح والنيران،

في وطن مباح.

قصيدة حزن تجريدي

قصيدة حزن تجريدي
قصيدة حزن تجريدي

طالب همّاش

سألتكَ يا صاحبي:

أي يأسٍ تولاك هذا المساء؟

فأشعلتَ وقت البكاء شموعك.

وضعتُ يديّ على وجهكَ الكهل،

أمسح حزناً قديماً.

فألفيتُ قلبكَ قد مات

منذ زمان،

وروحكَ سالت مع الدمع

كيما تخونك!

أأنتَ حزينٌ إلى آخر الروح،

حتّى تشط بكَ النّاي؟!

وا أسفاه، رفعتُ سراجي لعينيكَ،

كيما أراك،

رأيتكَ سكران تبكي،

يبلّل لحيتكَ الدمع،

والنّاي يرعى شؤونك!

تغيّبتَ عني فأوحشني العمر،

حتّى افتقدتكَ في عزلتي يا غريب.

وحين سعيتُ إليكَ،

بصرتكَ ظمآن.

آنسَ قلبكَ شجواً بعيداً فناحَ،

أناشدكَ الروح، يا والد الحزن،

كيف تركتَ يتاماكَ يبكون،

هذا البكاء؟!

وكيف تركتَ المواويل مشنوقة،

والكمنجات تبكي شجونك؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *