نفقة الآباء على الأبناء
تُعتبر نفقة الآباء على أبنائهم الصغار الذين ليس لديهم موارد مالية التزامًا واجبًا عليهم، حسب إجماع العلماء وحتى يصل الأبناء إلى سن البلوغ. وقد أكدت الشريعة الإسلامية هذا الالتزام من خلال النصوص القرآنية والسُّنّة النبوية، بالإضافة إلى اتفاق الفقهاء على النقاط التالية:
- إنّ نفقة الأبناء المعاقين من الذكور والإناث تلزم حتى يصبحوا مكتفيين، سواء كانوا كبارًا أو صغارًا.
- لا تلتزم النفقة من الأب على ابنه إذا كان لديه أموال يستطيع الإنفاق منها، حتى لو كان في مرحلة الطفولة.
- لا تُعتبر نفقة الأب واجبة على الابن الذكر بعد بلوغه سن الرشد، إذا كان بإمكانه كسب رزقه.
- هناك اتّجاه بين بعض العلماء ينص على عدم وجوب النفقة على الابن البالغ الفقير حتى وإن كان قادرًا على العمل، بينما يرى البعض الآخر بوجوب النفقة.
- تجب نفقة البنت على الوالد حتى تتزوج، وهذا هو الرأي المعتمد لدى معظم العلماء.
شروط واجب النفقة
توجد شروط محددة يجب توافرها لالتزام الأب بالنفقة على أبنائه، منها: أن يكون الأبناء بحاجة إلى المساعدة المالية دون وجود مصادر دخل خاصة بهم، بالإضافة إلى عدم تمكنهم من الكسب الذي يمكّنهم من الاكتفاء الذاتي. فإذا كان لديهم أموال أو مصادر دخل تكفيهم، فإن النفقة لا تعدُّ واجبة من جانب الأب.
أهمية النفقة على الأبناء
تمثل نفقة الآباء على زوجاتهم وأبنائهم واحدة من أشكال التعبد التي تقربهم إلى الله، حيث تُكسبهم فضائل وأجرًا عظيمًا. تُعتبر النفقة واجبة في حدود القُدرات المالية، وإذا كانت لدى الأب نية حسنة في سعيه لتحسين وضع أسرته وتوفير احتياجاتهم، فإن الله سبحانه وتعالى يسجّل له حسن النية وأجرًا عظيمًا. ومن الأمور المؤسفة أن يقصر الأب في تلبية احتياجات أبنائه مع قدرته المالية، لذا يُسمح للزوجة بأن تأخذ من أموال الزوج في إطار المعقول والحاجة إذا تقاعس في النفقة عليها وعلى أبناءه.