الأرق لدى النساء
يُعرف الأرق (بالإنجليزية: Insomnia) بعدم القدرة على النوم بشكل كافٍ، أو الاستيقاظ قبل الموعد المعتاد بفترة طويلة، أو الشعور بعدم الراحة بعد الاستيقاظ. تستمر هذه الأعراض لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام أسبوعيًا، ولمدة تمتد لأكثر من ثلاثة أشهر. يُعتبر الأرق من أكثر مشكلات النوم شيوعًا، حيث تؤثر بشكل أكبر على النساء مقارنة بالرجال، إذ تُشير التقديرات إلى أن حوالي 25% من النساء يعانين من هذه المشكلة. تزداد احتمالية الإصابة بالأرق لدى النساء مع تقدم العمر. تحتاج المرأة إلى ما لا يقل عن سبع ساعات من النوم يوميًا لضمان الحصول على الراحة الضرورية. ويُشير الخبراء إلى أن الأرق المزمن قد يؤدي إلى ظهور مشكلات صحية خطيرة، مثل أمراض القلب، والسكتات الدماغية، والاكتئاب.
أسباب الأرق لدى النساء
يمكن تصنيف الأرق إلى نوعين رئيسيين، هما الأرق الأولي (بالإنجليزية: Primary insomnia)، والأرق الثانوي (بالإنجليزية: Secondary insomnia). الأرق الأولي يحدث دون وجود سبب واضح، وقد يكون نتيجة لبعض التغيرات في نمط الحياة مثل السفر أو الضغوط النفسية. بينما الأرق الثانوي ينتج عن وجود مشكلة معينة أدت إلى ظهوره، وقد يكون مؤقتًا أو مزمنًا وفقًا للسبب. فيما يلي بعض الأسباب المحتملة للأرق الثانوي:
- نمط الحياة: مثل قضاء وقت طويل في التواصل مع الأصدقاء خلال أوقات النوم، والعمل لساعات ممتدة، بالإضافة إلى مسؤوليات الأطفال والمنزل. يُنصح بممارسة بعض التمارين الرياضية وتمارين الاسترخاء لتحسين جودة النوم.
- التغيرات الهرمونية: قد تعاني النساء من الأرق خلال فترة الدورة الشهرية بسبب التغيرات الهرمونية، وتزداد فرصته بعد انقطاع الطمث. من المهم استشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب.
- اضطرابات النوم: الأرق يمكن أن يكون ناتجًا عن اضطرابات نوم أخرى مثل انقطاع النفس النومي، والذي يتسبب في استيقاظ الشخص بسبب نقص الأكسجين. هناك مشاكل أخرى مثل الشخير أو متلازمة تململ الساقين يمكن أن تؤثر على جودة النوم.
- التجارب المؤلمة: يمكن أن يواجه البعض الأرق نتيجة تعرضهم لمواقف مؤلمة، مثل الحروب أو حوادث السير. يمكن استخدام بعض الأدوية لعلاج القلق المرتبط بهذه التجارب.
- تناول المنبهات: مثل الكافيين والنيكوتين والكحول، على الرغم من أن الكحول قد يؤدي إلى النعاس في البداية إلا أنه يسبب الاستيقاظ المبكر.
- بيئة النوم: الظروف المحيطة بالنوم، مثل الضوضاء أو الإضاءة الزائدة، أو السرير غير المريح، قد تسهم في تفاقم الأرق.
- الحمل: يمكن أن يؤدي الحمل إلى اضطرابات مثل تشنج الساقين والرغبة في التبول، مما يزيد من احتمالية الاستيقاظ في الليل. كما أن التغيرات الهرمونية بعد الولادة واستيقاظ الطفل المتكرر يعززان مشكلة الأرق.
- الحالات الصحية: تتنوع الحالات الصحية التي قد تسهم في الأرق، مثل:
- السرطان.
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
- اضطرابات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق.
- أمراض الدماغ مثل ألزهايمر وباركنسون.
- الأمراض التي تؤدي إلى ألم مزمن مثل التهاب المفاصل.
- مشكلات التنفس مثل الربو.
- اضطرابات الغدة الدرقية.
- السكتات الدماغية.
- اضطرابات الجهاز الهضمي مثل حرقة المعدة.
تشخيص الأرق
يعتمد تشخيص الأرق على الحالة الفردية للمصاب، وهناك مجموعة من الاختبارات التشخيصية التي يمكن أن تُستخدم، ومنها:
- الفحص السريري: يمكن أن يقوم الطبيب بإجراء فحص للتأكد من وجود علامات تشير إلى مشكلات صحية وراء الأرق. في بعض الأحيان، قد يُطلب تحليل الدم للكشف عن اضطرابات بالغدة الدرقية.
- تقييم عادات النوم: يعتمد هذا الأسلوب على مناقشة الطبيب مع المصاب حول أنماط نومه، كما قد يُطلب منه إكمال استبيان أو تسجيل ملاحظات حول نومه لمدة أسبوعين.
- دراسة النوم: إذا لم يتمكن الطبيب من تحديد سبب الأرق، قد يُطلب من المصاب البقاء في مراكز متخصصة لدراسة نومه. تشمل هذه الدراسات مراقبة نشاط النوم، وسرعة ضربات القلب، والموجات الدماغية، وحركة العينين.