أشعار تتناول الظلم والفساد
نقدم لكم مجموعة من القصائد التي تبرز معاني الظلم والفساد:
قصيدة أيها الظالم مهلًا
أيها الظالم، تمهل!
أنتَ في مقام الحكم غريب،
كلما حلوت شريعتك،
كان التعذيب والجمر حاضرين.
لا يُقبل عذر المظلوم
ما لم يكن الله لهم مُعينًا.
فَخَافِ الله فإن أسرارَك
لن تُخفى عنه بحال.
يجمع بين الظالم والمظلوم
يوم الحساب حيث لا يعتد بالعذر.
أوما تردعك عن ظُلمك
الأجَل ثم القبر؟
ما فيه من العِبر
يُفصح لك عن الزجر.
قصيدة أمن الفساد طغيت نهر السين
أأنتَ من الفساد طغيتَ نهرَ السِّينِ؟
أم أنك في دنيا بلا معايير؟
لعبة تتلاعب بها الهيولى،
بــالنار أو الماء أو الطين.
تلكم المياه اجتمعت وتدافعت
من دجى الأخلاف ودكن العيون.
اجتاحت فعمَّت بالخراب ولم تترك
حفل المسكين ولا حرمة الفقير.
تجري بأقصى العنف واللين،
حتى إذا ضاق بها الخناق وأحاطت بها
سدان من صخر متين.
ترتكب نقضها كأنها تستفز الجنون،
وترتفع لتضرب أحدهما
فتهدمه دون تمكين.
قصيدة أرى فسادًا وشرًا ضاع بينهما
أرى فسادًا وشرًا تائها بينهما،
عبادٌ لا دين لهم ولا أخلاق.
سيل من الآثام يتدافع بالشدة،
ما دام لا ينقطع بل يستمر.
نال الأنفس فهناك من يلفظ ناجيًا،
وآخر يغرق في لجج الذنوب.
تاريخ مُعاقب بدمائه،
والأرض تحترق من قساوة الأهوال.
قوم إذا ما أعلاهم داعي الهداية انصرفوا،
فإن صرخ بهم داعي السّفاهة استبشروا.
لا تبقى من تعاليم الكتاب فيهم،
إلا ما تراه العين من حبر وورق.
ضاقت بهم سبل المعروف واتسعت
فيما بينهم لطرق المنكر.
صاحت السماء لما عانت طلائعهم
من فرط ضياعتهم، واستهلّ الليل باكيًا.
لم يفسق القوم غالبتهم ذنوبهم
على القوم الذين ضلوا راهبون.
ماتوا من الجبن واستفحلت غاراتهم
على الإله فلا جبن ولا فرق.
حاربوه وما خافوا عقوبته،
حتى استنزلهم فأصبحوا في دوامات الحيرة.
أذاقهم مُرّ البلاء وجرعهم
من الإهانة ذنوبًا تتدفق.
يا لمغارم تَرمى كل ذي نفسٍ،
بفادح تنقلب تحت العنق.
وللمكوس تباعًا لا مرد لها،
إن خاب من زُرع أو جفّ مرتزق.
يأتي الحصاد فيمضي الغاصبون بما
استبقى الجَراد والدود والعلق.
رحلوا كالطير وباتت مصرُ خالية،
علةً تشتد على أحشائها النطق.
لم يبق منها وإن ظنوا الظنون بها
إلا الذماء تعاني الموت والرمق.
عجبت لمقدار يُعيي القومَ تحمله،
أرض قد تدفق فيها النيل والعَرَق.
ما يهدأون ولا ينفك كادحوهم،
مُشتتين في طلب العيش ينطلقون.
فرعون أكرم عهدًا في سياسته
من مُستبدين لولا الظلم ما خُلِقوا.
قالوا غويتم فجيئناكم لنرشدكم،
ثم ما بروا ولا صدقوا.
صوت الأباطيل في أفياء دولتهم
عالٍ يصرخ وصوت الحق مختنق.
رثت الجديدان واسترخت لهم طوولٌ
من المظالم لا رثّ ولا خلق.
لا ينقضي نسق من سوء رعايتهم
إلا تجدّد فينا بعده نسق.
طال المقام فإن بتنا على قلقٍ،
فالدهر مضطرب من ظلمهم قلق.
ظنوا القلوب تواليهم وغررتهم
رضا الذليل وقول الزور والمَلَق.
يا ليت شعري، أجنّ القوم أم زعموا
أن المودة من أسمائها الحنق؟
ما كنت أخشى لأهل الظلم غائلةً
لو اتفقنا ولكن كيف نَتَّفق؟
متى أرى الأمر بعد الفراق ملتئمًا،
ولا قوم بلا شيعٍ شتى ولا فرق؟
ويح الكنانة، أَمسَت من تفرقهم
حيرةً في الرجاء فلا تدري بمَن تثق.
كلٌ له مذهب يرجو الفلاح به،
والحق يعرفه ذو الفطنة اللبيق.
سيعلم القوم عاقبة الخائنين وما
جنى الغرور وجَرّ الجهل والخرق.
قصيدة أفق إن ظلم الدهر غير مفيق
أفق إن ظلم الدهر غير مفيق،
وإن رفيق البث شر رفيق.
تتشعب بي مستأنفات فنونه،
طريقًا إلى الأشجان غير طريقي.
فنفسِي فريقا قسمة أغفل الهوى،
فريقًا وأودى شغله بفريق.
وفي كبدي نار اشتياق كأنها،
إذا أُضرمت للبعد نار حريق.
لذكرى زمان بان منا بنضرةٍ،
وعيشٍ مضى بالرقتين رقيق.
كتَمتُك لم أخبرك عن ذل عاشقٍ،
تمادى به وجدٌ ودل عشيق.
وإني بريءٌ من وِداد أصادقٍ،
ودادهم بالغيب غير صدوق.
شبيهان إحساني بهم وإساءتي،
ومثلان برّي عندهم وعقوقي.
أقولُ وقد خَلّى صاحِباي إرادتي،
وقد سَلَكا بالأمس غير طريقي.
خذاني على ميماس حمص فإنني
إلى خِلّي الحمصي جدّ مشوق.
أشاق على العهد القديم وأبتغي
زيادة قرب منه وهو لصيق.
يطول بكفٍ في السماحة طَلِقةٍ،
ووجهٍ إلى المسترفدين طليق.
له حسبٌ في الأفدَمين مقدّمٌ،
ونابه فخرٌ في الفخار عتيق.
متى اختُبر الفتيان عن حمل مغرمٍ،
فمن عاجز عن آده ومطيق.
وجدتُ شقيق الجود دونهم أبا
عليٍّ على علّاته ابن شقيق.
فتيٌ لدنيِّ الأمر جدّ مباعِدٍ،
وبالخُلُق المرضي جدّ خَليق.
أعدُّ به ذخري ليسري وعُسرتي،
ومعتصري في فرجتي ومضيق.
وأدنى بني عمي إليّ وإنما
دنو ابن عمي أن يكون صديقي.