أمينة، ابنتي العزيزة
أمينة، ابنتي الغالية.
أهنيكِ بمناسبة عامك الثاني
وأدعو الله أن تحظي بمزيد من الأعوام.
وأن تُرزقي الحكمة والعافية
وأن تعيشي مع أفضل الرجال.
وأن تلدِي الأرواح النبيلة
لكنني أسألك عن والديك.
وأطلب منك اللعب الثمينة
هل تعلمين ما حدث في العام الماضي؟
وما مرّ بكِ من تجارب صعبة؟
وكم كُنتِ ترتدين أقمشة الحرير؟
وكم كسرتي من الأواني؟
وكم سهرت عيونكِ لرضاي؟
وأنتِ غافلة محملة بغضبٍ،
وكم خلت جيوب والدكِ من النقود؟
لكن جيوبكِ ليست فارغة،
وكم شكى المر من عيشه؛
وأنتِ وحلاوتكِ في الجوار،
وكم مرضتِ فكنتِ شفاءً له.
ويضحك حين تضحكين عند زيارته،
ويبكي إذا أتيتِ باكية.
ومن العجاب أن تمرَّ الأحداث،
وأنتِ لا تعلمين بها.
فلو حسدتكِ روحٌ لانزعجتُ
حسدتُكِ من طفلةٍ مشغولة.
نالتني البشرى
لقد نالتني البشرى
وأُخبرت بما أسعدني،
قالوا لي أمس عنكِ،
أنكِ ربحتي الجائزة الكبرى.
فيا للقسيس ما أروع ما أنتي عليه.
ويا للقسيس ما أجمل المصير،
لقد استقبلتِ الدنيا بحظ.
فلا تجزعي على الآخرة،
أخذتِ صفرًا بيدك اليمنى،
وكان الصفر بيدك اليسرى،
وكانت الفضة بيضاء،
فصارت ذهبًا أصفرًا.
وقال البعض ألفين،
وقالوا إن كان فوق ذلك قدراً.
أمنيتي في عامها
أمنيتي في عامها
الأول كالملاك،
صالحة للحبِ من كل مكان،
وللتبرك.
كم خفق القلب لها
عند البكاء والضحك،
وكم رعتها العيون في
السكون والتحرك.
فإن مشيتِ، يخدُم قلبي
كالسابقين،
أراها وكأنها
من بصري في الحُجر.
فيا جبين السعادة لي،
ويا عيون الفلك،
ويا بياض الحياة في
أيام ذات الحَلَك.
إن الليالي، وهي لا
تفك الحروب لأهلكِ.
لو أنصفتُكِ، لكانت الطفلة
ابنة الملك.
ولد الهدى فالكائنات ضياء
ولد الهدى والكائنات ضياء،
وفم الزمان يتبسم ويمجد.
الروح والملائكة حوله،
للدين والدنيا به بشائر.
والعرش يزهو والحظيرة تتألق،
والمُنتهى والسدرة العظيمة.
وحديقة الفرقان ضاحكة الربى،
بالترجمان شذىً غنّاء.
والوحي يقطر سلسلاً من سلسل،
واللوح والقلم البديع رواء.
نظمت أسماء الرسل فهي صحيفة،
في اللوح واسم محمد طغراء.
اسم الجلالة في بديع حروفه،
ألف هناك واسم طه الباء.
يا خير من جاء الوجود تحية،
من مرسلين إلى الهدي جاءوا.
بيت النبيين الذي لا يلتقي،
إلا الحنفاء فيه والحُنَفاء.
خير الأبوّة حازهُم لك آدم،
دون الأنام وأحرزت حواء.
هم أدركوا عزّ النبوّة وانتهت،
فيها إليك العزة القعساء.
خُلِقت لبيتك وهو مخلوقٌ لها،
إن العظائم كُفؤُها العُظماء.
بك بشر الله السماء فزُيّنت،
وتضوّعت مسكًا بك الغبراء.
وبدا محياك، والذي قسماته،
حق وغرّته هدىً وحياء.
وعليه من نور النبوة رونق،
ومن الخليل وهديةِ سيماء.
أثنى المسيح عليه خلف سماه،
وتوكلت العذراء.
يومًا يتيه على الزمان صباحه،
ومساؤه بمحمد وضاء.
الحقيقة عالية الركن فيه مظفر،
في الملك لا يعلو عليه لواء.
ذعرت عروش الظالمين فزلزلت،
وعلت على تيجانهم أصداء.
والنار خاوية الجوانب حولهم،
خمدت ذوائبها وغاض الماء.
والآيات تتوالى والخوارق عديدة،
جبريل رواحٌ بها غداء.
نعم اليتيم، تبدت مخايل فضله،
واليتم رزق بعضه وذكاء.
في المهد يستسقى الحياة برجائه،
وبقصده تدفع البأساء.
بسوى الأمانة في الصبا والصدق لم،
يعرفه أهل الصدق والأمناء.