أصل زي التخرج
تعتبر حفلات تخريج الطلاب، التي تمتد من المرحلة الابتدائية إلى الدراسات العليا، مناسبة مميزة يتعين فيها على الطلاب والمدرسين ارتداء أثواب وقبعات خاصة. في هذا المقال، سنتناول أصل زي التخرج وأهميته.
زي التخرج في أوروبا
يعود أصل زي التخرج إلى العصور الوسطى في أوروبا، حيث تم ربط التعليم بالكنائس والأديرة. وكان علماء الدين والطلاب يرتدون أثواباً وغطاءً للرأس للبحث عن الدفء في المباني غير المدفأة، بالإضافة إلى تفريق طلاب العلم عن باقي المجتمع. وكان يتم ارتداء هذه الأثواب على مدار العام.
يذكر المؤرخون أن جامعة أكسفورد وجامعة كامبريدج في بريطانيا كانت من أولى الجامعات التي اعتمدت ملابس محددة للتخرج. حيث أصدرت كلا الجامعتين قرارًا في العام 1321 يمنع ارتداء الملابس المتنوعة ويوجه نحو ارتداء أثواب طويلة خلال الاحتفالات، بهدف تحقيق التوافق بين الطلاب.
شهد زي التخرج تغيرات ملحوظة في النصف الثاني من القرن الخامس عشر، حيث بدأت الأثواب تميل إلى المزيد من الانفتاح والعصرية، تعبيرًا عن التطورات الاجتماعية والفكرية والفنية في ذلك العصر. في العام 1470، تم استبدال الأثواب الثقيلة السوداء بأخرى مصنوعة من الحرير ومفتوحة من الأمام، مع زيادة حجم الأكمام وتنوع تصاميمها.
زي التخرج في الولايات المتحدة
في عام 1894، قررت لجنة تمثل الجامعات الأمريكية اعتماد نمط موحد لأثواب وقبعات التخرج، وتضمنت المعايير الآتية:
- يجب أن تكون كل أثواب التخرج سوداء.
- تصنع أثواب التخرج من الصوف.
- تحتوي أثواب التخرج على أكمام طويلة مغلقة.
- تُصنع قبعات الرأس من الصوف.
- يميز بين الكليات بألوان القبعات.
- تُضاف ألوان جانبية على الأثواب للدلالة على التخصص الأكاديمي.
زي التخرج بحسب الدرجة العلمية
تطورت فكرة تصميم أثواب التخرج لتشمل ثلاثة أنماط رئيسية، حيث تتميز بلونها الأسود وبعض الألوان الجانبية لتمييز التخصصات والجامعات، وتوزعت كما يلي:
- أثواب تخرج مرحلة البكالوريوس، التي تتميز بأكمامها المنسدلة وتُلبس مغلقة.
- أثواب تخرج مرحلة الماجستير، التي تتميز بأكمامها المستطيلة ويمكن ارتداؤها مفتوحة أو مغلقة.
- أثواب تخرج مرحلة الدكتوراة، التي تتميز بأكمامها المقوسة وتحتوي على ثلاثة أشرطة مخملية، ويمكن ارتداؤها أيضًا مفتوحة أو مغلقة.
زي التخرج في العصر الحديث
تطورت أثواب التخرج على مر السنين لتأخذ أشكالًا وألوانًا متعددة وفقًا للجامعة والتخصص الأكاديمي، حيث يُمكن ارتداؤها مع الزي المناسب لحفل التخرج. تعكس هذه الأثواب هوية الجامعة التي يتخرج منها الطلاب، إلا أن نمط أكسفورد وكامبريدج لا يزال له التأثير الأكبر في معظم الجامعات حتى اليوم.
تطور قبعات التخرج
مرت قبعات التخرج بعدد من التحديثات عبر الزمن، ويعد النموذج الدائري مع المربع العلوي الشكل الأكثر شيوعًا. تم تطوير هذه القبعة في القرن الخامس عشر، حيث كان يستخدمها رجال الدين الكاثوليك. وأشار المؤرخون إلى أن الشكل المربع العلوي يدل على الكتاب، مما يضفي مظهرًا علميًا، أو قد يمثل شكل حرم جامعة أكسفورد المربع.