تأملات حول غروب الشمس
- تغيب الشمس برفق، مودعةً الأفق المتألق، تودعه بشغف وخجل، وكأنها تسعى للقول إنها لا تحتمل الفراق، فتتجلى السماء بلونها الأحمر عند المغيب، وتروي لنا خطوط الشفق الأحمر كم تعبق قلوبنا بالشوق، وكأنها تعبر في لحظة الغروب عن كل عواطف البشر، حيث يتلاشى النور والضياء معها، لتتسلل خيوط الليل إلى العالم ويمتد الستار الأسود.
- تتغير الألوان، وتصبح الأرض كلها بلون واحد، بل إن لون الغروب يبقى الأكثر صفاءً وقرباً، وأكثر صدقاً من غيره، فهو اللون الذي لم يتغير ولم يختلط بألوان أخرى، فهو لون بديع أبدعه الخالق، ولا يمكن لأي فنان أن يتجاوزه.
- الجميل والمثير في لوحة غروب الشمس هو أن كل مكان يحتفظ بمشهد فريد يميزه عن غيره. فعلى شاطئ البحر، يتجلى الغروب بلون أحمر يعكس على وجه الماء، لتبدو الشمس كأنها تغرق في أحضان البحر. أما عند الجبال، فإن الشمس تبدو كملكة متوجة تجر وراءها ثوبها الأحمر الجميل، في حين أن غروب الشمس في الصحراء يعكس حكاية أخرى من الإبداع الرباني، حيث تتلألأ أنوار الغروب على رمالها الصفراء، فيظهر وكأنها قطع ذهبية متناثرة، مما يشعر المشاهد وكأن كنزاً عظيماً منتشراً في مدى شاسع.
عبارات ملهمة عن الغروب
- إن لحظة غروب الشمس تمثل لحظة الحزن، تأخذنا إلى عالم من الحديث والهمس.
- أيها الغائب عني، غيابك يشبه غياب الشمس عن حياتي.
- يخبرنا غروب الشمس أنه لا نور فرح يدوم، ولا ظلام حزن يبقى، وأن أحوالنا تتغير من فترة لأخرى.
- لا تيأس مهما واجهت من صعوبات قاسية، فبعض النهايات مؤقتة، تماماً مثل غروب الشمس التي تخفت ثم تعود لتشرق في صباح جديد.
- الذين اغتسلوا مع غروب الشمس نسوا أن الليل هو زمان العشاق.
- تخبرنا حكاية غروب الشمس أنه رغم مغادرة الأشياء الجميلة، فلا بد لها من الشروق في يوم لاحق بجمال جديد.
- أرفض فكرة الغياب، حتى أنني لا أستطيع تذكر آخر مرة شهدت فيها غروب الشمس.
- تحتوي لحظة الغروب على حكايات، تعكس على خط الشفق رحلة الشوق.
- لا تجهل أن الشخص عندما تشتد كآبته، يحب أن يرى الشمس عند غروبها.
- كانت الشمس تغرب في الأفق لتمنح الإذن للليل بالقدوم، وكنا ننجذب معها.
أقوال وحكم حول الشمس
- الزهرة التي تتبنى الشمس تفعل ذلك حتى في الأيام المليئة بالغيوم.
- الديك المغرور يعتقد أن الشمس تشرق كل صباح لمشاهدة مهاراته في الصياح.
- الحرية هي الشمس التي يجب أن تشرق في كل نفس.
- تغذية الفكر تعتبر شمساً ثانية للمتعلمين.
- أظلم الساعات هي تلك التي تسبق شروق الشمس.
- شروق الشمس لا ينتظر النائمين.
- إذا قمت بتعليم الناس، ستختفي الاستبداد والقهر كما تختفي الأرواح الشريرة عند شروق الشمس.
- إذا كنت لا تعرف الحب، فما نفع شروق الشمس أو غروبها.
- الفرص تأتي كأشعة الشمس، فإذا انتظرت طويلاً، قد تفوتها.
- ستتعلم من خلال القراءة، ولكن الفهم يأتي من خلال الحب.
- الآن، لم تعد الرياح تهمس لأحد، ولم تعد الشمس تغازل أحلامنا، والحقول ماتت فجأة وسط زهورها.
- لا الشمس ولا الموت يمكن النظر إليهما دون أن تدمع عيوننا.
- انتظارك يشبه انتظار المطر في أيام الصيف الحارة، حيث ترفض الشمس الرحيل.
قصائد شعرية عن غروب الشمس
- تقول الشاعرة نازك الملائكة:
أيّ معنى هاج في نفسي الغروب
أجفلت في جسدي منه الحياة
وسرى في مسمعي همس غريب
كلّه هول ورعب وشكاة
واعتراني خاطر مشج رهيب
وتجلّى لخيالاتي الممات
ها أنا وحدي تناجيني غمومي
وكآباتي وأشباح الفناء
كلّ ما حولي مثير للوجوم
مصرع الشمس وأحزان المساء
عبثا أطرد عن نفسي همومي
عبثا أرجو شعاعا من رجاء
غرقت أحلام قلبي في الغيوم
وتلاشت مثل أحلام الضياء
أقفر العالم حولي لا نشيد
من صبي أو هتاف أو حفيف
أنا والأمواج واليأس الشديد
وانحدار الشطّ والظلّ الوريف
وحواليّ ظلام وركود
ألقيا الحزن على حسّي الرهيف
من بعيد أبصر الراعي الحزين
يرجع الأغنام في صمت الغروب
مطرقا أتعبه ركب السنين
فقضاها في نحول وشحوب
- يقول الشاعر السنوسي:
أراق على البحر ذوب الذهبْ
وفاض على موجهِ واضطربْ
ورقرق صهباءه فاحتست
ثغور الذرى وشفاه الصببْ
وألقى على الشمس من لونه
رداء وقبّلها وانجذبْ
جلاها على الأفق ياقوتةً
توهّج منها السنا والتهبْ
وسال على الموج من لونها
شعاعٌ تَرَاقص فيه الحببْ
فيالكَ من منظر ساحرٍ
نَعِمتُ به لحظة واحتجبْ
نظرت إلى البحر في ساعة
وقد جلَّلَ الشمس فيه الشفقْ
وقد جمع الضوء أطرافه
وألّف أشتاته واتسقْ
ومالت تودع من يومها
نهاراً يودع فيها الرمقْ
تدلت على الأفق في نشوة
مضرجة الخد والمعتنقْ
طواها وألحفها صدره
عظيم من اليم يدعى الغسقْ
فيالك من منظر ساحر
نعمت به لحظة وانطلقْ
تحدرت الشمس نحو الغروب
وران على الكون صمت رهيبْ
ولاحت على وجهها صفرة
ولاح على الأرض لون كئيبْ
أمالت بكف السنا جامها
فسال دم من ضياء صبيبْ
ومدّ لها البحر كف اللقا
كما يتلقى الحبيب الحبيبْ
وعابثها برهة فانتشت
وألقت بجسم ندى رطيبْ
فيالك من منظر ساحر
يهيج الهوى في فؤاد الأديبْ
- يقول الشاعر مطران:
يا لَلْغُرُوبِ وَمَا بِهِ مِنْ عِبْرَةٍ
للِمْسْتَهَامِ وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي
أَوَلَيْسَ نَزْعاً لِلنَّهَارِ وَصَرْعَةً
لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ
أَوَلَيْسَ طَمْساً لِلْيَقِينِ وَمَبْعَثاً
للِشَّكِّ بَيْنَ غَلاَئِلِ الظَّلْمَاءِ
أَوَلَيْسَ مَحْواً لِلْوُجُودِ إِلى مَدىً
وَإبَادَةً لِمَعَالِمِ الأَشْيَاءِ
حَتَّى يَكُونَ النُّورُ تَجْدِيداً لَهَا
وَيَكونَ شِبْهَ الْبَعْثِ عَوْدُ ذُكَاءِ
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ
وَالْقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ
وَخَوَاطِرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي
كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائِي
وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْنِي يَسِيلُ مُشَعْشَعاً
بِسَنَى الشُّعَاعِ الْغَارِبِ المُتَرَائِي
وَالشَّمْسُ فِي شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ
فَوْقَ الْعَقِيقِ عَلى ذُرىً سَوْدَاءِ
مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّراً
وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ
فَكَأَنَّ آخِرَ دَمْعَةٍ لِلْكَوْنِ قَدْ
مُزِجَتْ بِآخِرِ أَدْمُعِي لِرِثَائِي
وَكأَنَّنِي آنَسْتُ يَوْمِيَ زَائِلاً
فَرَأَيْتُ فِي المِرْآةِ كَيْفَمَسَائي